الخبراء يثمنون جهود الإمارات في تعزيز الصحة العامة والقضاء على الأمراض المعدية
المؤتمر يقترح اعتماد التكنولوجيا للحد من ارتفاع تكلفة تقديم الرعاية الصحية
أبو ظبي / أحمد لطفي
ثمن خبراء مشاركون في مؤتمر أبو ظبي الدولي السابع للأورام بأبو ظبي بمن فيهم الدكتور فريد مراد، الحائز على جائزة نوبل الذي مهد لاكتشافه مادة اوكسيد النتريك الذي مهد لاختراع عقار الفياجرا، وستيفن هاربر رئيس وزراء كندا السابق والدكتور سولومون زيودو، نائب مدير مؤسسة بيل وميليندا غيتس لإثيوبيا، جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الأمراض المعدية في العالم وحشد الجهود الدولية وتوفير الموارد الخاصة بالأمصال اللازمة،
مؤكدين أن استضافة العاصمة أبو ظبي لمنتدى “بلوغ الميل الأخير” مؤخرا سيعمل على تسريع وتيرة تقدم المجتمع الدولي في القضاء على الأمراض المعدية والمساعدة في إنقاذ الأطفال تحت سن الخامسة في البلدان الفقيرة والتي تموت بسبب أمراض يمكن علاجها والوقاية منها. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية على هامش المؤتمر الدولي السابع للأورام في أبو ظبي في ختام أعماله أمس، حيث أكدوا أن الأطفال دون سن الخامسة أكثر عرضة بشكل خاص للأمراض المعدية مثل شلل الأطفال والملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال والسل.
وقال الدكتور فريد مراد الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 1998 إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 ـ 10 سنوات في الدول الفقيرة لا يزالون يموتون بأعداد كبيرة وكان الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا مسؤولين عن حوالي 29 % من الوفيات العالمية بين الأطفال دون سن الخامسة في عام 2018، ويتضرر الأطفال في أشد مناطق العالم فقراً بشكل غير متناسب، مع انتشار الأمراض المعدية بشكل خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
من جانبه عبر ستيفن هاربر رئيس وزراء كندا السابق عن امتنانه بنجاح مبادرة «موسكوكا» تحت قيادته لتحسين صحة الأمهات والأطفال في أكثر دول العالم فقراً وذلك بدعم وتمويل من مختلف الحكومات والمنظمات الخيرية والخاصة حول العالم. وقال بصفتها رئيسًا لمجموعة الثماني، جعلت كندا من صحة الأم والوليد والطفل أولوية لقمة مجموعة الثماني التي عقدت في يونيو 2010 وقد ركزت هذه المبادرة على تحسين الخدمات والرعاية اللازمة لضمان الحمل الصحي والولادة المأمونة، والتركيز بشكل خاص على تلبية الاحتياجات الغذائية للحوامل والأمهات والمواليد الجدد والأطفال الصغار، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك انخفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 50% في تلك البلدان. وقال الدكتور سليمان زودو نائب مدير مؤسسة بيل وميليندا غيتس لإثيوبيا إنه عندما يناقش المرء أماكن مثل إفريقيا، فإنه ليس مجرد تحدٍ للعلاج والتشخيص هناك أيضا تحديات أوسع للبحث الطبي، لافتا إلى أنه على الرغم من كونها واحدة من أكثر القارات ازدحاما بالسكان في العالم فإن إفريقيا لا تنفق سوى 1٪ فقط من الأبحاث الطبية العالمية.
وفي حديثه عن تطوير نظام رعاية صحية مستقل مستدام ذاتياً في البلدان الفقيرة والنامية، قال: إنه طريق طويل ويحتاج إلى الاستثمار وإعدادات الأولوية الصحيحة المصممة حول احتياجات تلك البلدان، بينما نواصل القيام بتدخلات خاصة بأمراض للحد من وفيات الأمهات والأطفال ووفيات المواليد الجدد ووفيات الرضع والحد من الأمراض المعدية، وفي معرض حديثه عن الرعاية الصحية الخاصة في المنطقة قال الدكتور شمشير فاياليل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة “في بي اس”، للرعاية الصحية إن ديناميكيات تقديم الرعاية الصحية بأكملها آخذة في التغير بسرعة كبيرة، مع تزايد تكلفة الرعاية الصحية وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه الصحة العامة حول العالم، مشددا على أنه لا يمكن جعل مقدمي الرعاية الصحية الخاصين بالكامل مسؤولين عن الممارسات الخاطئة فيما يتعلق بالتأمين الصحي.
وقال الدكتور شمشير “بمجرد وصول المريض إلى المستشفى، ستزداد التكلفة ونحن بحاجة إلى توعية المرضي وإقناعهم بأن العيادات المحلية يجب أن تكون الوجهة الأولى للمرض لتلقي العلاج. وأضاف فيما يتعلق بارتفاع تكلفة الرعاية الصحية، فإن اعتماد التكنولوجيا سيساعد في تقليلها وكذلك العمل على تضمين المزيد من التكنولوجيا لخفض تلك التكاليف، فنحن نركز على سجلاتنا الطبية وننظر في البيانات ونحاول دمج الذكاء الاصطناعي، وإضافة التعلم الآلي عموما نحن بحاجة إلى كسب الثقة مرة أخرى من الحكومة والجمهور وقال “إذا لم يتم حماية هذه الثقة، فستكون هناك مشكلة”.
وفي معرض حديثه عن الإصلاح في قطاع التأمين الصحي، قال نائب الرئيس التنفيذي لـ «ضمان حمد عبد الله المهياس، إن هناك حاجة إلى إلقاء نظرة شاملة على نظام التأمين برمته»