أحبائي ….. دمتم بخير ما رأيكم في التغيير ؟ وما أدراكم ما التغيير ؟ هل نحن مدركون لما يحدث من تغيير ؟
التغيير في النفس ، التغيير في العلاقات ، التغيير في الأسرة ، التغيير في العمل ، التغيير في آليات التواصل مع الآخر ، التغيير في كل شئ بداخلنا وحولنا .
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) {الرعد:11}،
ويقول الرسول ( ص )
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
أي أن التغيير سنة كونية لا مناص منها فهو الذي يغير ولا يتغير .
ويقول هرقليطس :
ليس هناك ما هو دائم سوى التغيير ، فالتغيير سنة الحياة ويعد عنصرا ً أساسيا ً لنجاح الإدارة في أي مجتمع وسمه من سمات القيادة المتميزة .
وبصفة عامة التغيير هو الإنتقال من وضع إلى وضع آخر ، أي ظاهرة عامة تحدث في كل جوانب الحياة مع الأخذ في الأعتبار أن التغيير وسيلة مستمرة وليس هدفا ً ، وإذا أخذنا التغيير في جزء واحد من حياتنا وهو الأهم علي الأطلاق ، ألا وهو التغيير الذي طرأ علي عائلاتنا وأسرنا الصغيرة التي هي لبنات بناء المجتمع ثم الدولة ، فتعالوا معي لنرى بعض جوانب التغيير في الأسرة المصرية ، ونحاول معرفة إلى أين نحن نسير ؟
بيوت تتحكم فيها وسائل التواصل الاجتماعي ، وهنا أنبه أنني لا أقول نبتعد عنها ولكن يجب التقنين في إستخدامها لما لها من آثار سلبية كبيرة وجسيمة نتيجة الاستخدام السئ والغير هادف . فنجد بيت خال من المشاعر والأحاسيس يقابله الشيخ جوجل متخم بالمشاعر والأحاسيس والحب ، وبيوت أخرى كل فرد فيها دولة مستقلة منعزل عن الآخر ومتصل بشخص أخر من خارج البيت لا يعرفه ولا يقربه .فأصبحت بيوتنا خالية من الجلسات والحوارات والمناقشات التي تثري عقول الأبناء والأستفادة من خبرات الأباء والأمهات ، أي بيوت تلك التي لا تعطي للأبناء قيم ومبادئ ليجد ضالته مع النت وأشخاص أخرون بنسبة كبيرة تكون مشاعرهم غير صادقة .
أي بيوت تلك !!!!!!!
تيقظوا يا سادة إن معظم البيوت أصبحت ضعيفة مفككة واهية مثل بيوت العنكبوت .
طبعا ً سأجد بعض الاستغراب والأندهاش بل وأحيانا ً إستنكار علي وجوه البعض من كلامي ولكن تعالوا معي نتأمل هذه الأوضاع وهذه السلوكيات في بيوتنا ولكم الحكم حتئ ندرك ما نحن فيه ؟ وإلي أين نحن سائرون ؟
الأب الذي كانت تجتمع الأسرة حوله لتتعلم منه تبدل وأصبح أسمه ( راوتر )
الأم التي كانت تحيط البيت بحنانهاوعطفها ودعائها تحولت وصارت واتس أب كوسيلة للتواصل بين الأم والأب أو الأم والأولاد ، فأصبحت البيوت الكل فيها مشغول عن الكل ..
الأبناء تحولوا من مسؤولين إليّ متسولين بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كيف ؟
يتسولون كلمة إعجاب من هنا ومديح مزيف من هناك وتفاعل وتواصل مع ذاك وهذا وهذه فتحولت الحياة إلى تسول في كل شئ وأصبحنا نستجدي فيها الحنان من الغريب بعد ما بخلنا به عن الأبناء
وهناك العديد من المواقف لتشخيص الواقع ومن ثم نعطي جزء من الحلول لذلك للحديث بقية في العدد القادم إن شاء الله
دمتم بخير وللخير ……
وعاشت مصر بشعبها وجيشها
اترك تعليقاً