كتبت .. هبة الله إبراهيم
أقصد حرفيا ما جاء بعنواني .. حدوتة مصرية ..
أحداث متتالية مرتبة , مثيرة جدا , في تطوراتها , تأتيك كل أمورها بشكل مفاجئ لا تتوقعه , وكأن الإخراج قد وضعها علي نظام أفلام الأكشن ..
بدأت الحدوتة في عيد المعلم , حين قرر الرئيس المصري , عقد مسابقة لتعيين ثلاثين ألف معلم , جديد , ولا أظن الرقم وقتها قد أتي إلا بعد دراسة وافية من جانب وزارة المالية , لمعرفه مدي ما تحتمله ميزانية الدولة , لدفع رواتب جديدة .
جاء الإعلان كنسمه هواء في يوم صيفي عصيب , وتسارع الجميع للتقديم , الذي أعلنوا كونه الكتروني في البداية , ولكن التدافع والأعداد الكبيرة التي تقدمت جعلت من استلام الأوراق بشكل يدوي أمر محال ..
فأحالوا الأمر للتقديم الإلكتروني , الذي جعل من الأمور أكثر يسرا علي الجميع , ولكن ..
جعل هناك شكوك لدي المتقدمين , أن الأمر لا يعدو كونه أكذوبة علي الخريجين , وسينتهي الأمر بلا شئ ..
ولكن بدء الإعلان عن اختبارات الكترونية , جعل الهدوء يحل محل الشك , ,, وعلي الرغم من وجود بعض الأصوات الرافضة لاختبارات تتم لخريجين ربما مر علي تخرجهم ما يزيد عن عشر سنوات , إلا أن الفاهمين للأمر , اطمأنوا لأن الإختبار سبيل لأخذ الحقوق .
اختبار أول في الحاسب الآلي ثم اختبار في التربوي , ومادة التخصص , وبعيدا عن معاناه البعض في كون مقار الإختبارات كانت تبعد بلادا عن مقار إقامتهم .. إلا ان خضوع الجميع لنفس الإختبار وظهور النتيجة بشكل الكتروني , وظهور طريقة لاحتساب النتيجة علي موقع الوزارة هدأ من الغضب , وجعل الجميع راض عن المنظومة , حتي تلك الخطوة .
فترة طويلة حتي ظهور النتيجة جعل هناك ثورة بين صفوف المتقدمين , وعودة مرة أخري للشكوك , من ان الوزارة لن تنفذ ما بدأته , ولن يكون هناك تعيينات .
ولكن وفي مفاجأة من الإخراج ظهرت النتيجة , ليفاجأ المتقدمين بنتيجة ربما تنفذ بهذا الشكل للمرة الأولي ..
نتيجة للجميع ,, المقبولين , والموضوعين في قوائم الاحتياطي , إيذانا بفرصه أخري ستواتيهم ..
ولكن الصادم في الأمر والمفاجأة التي هزت ما يقرب من ثلاثة عشر ألفا من المقبولين , وهي تأجيل تقدمهم لعدم تسكينهم في محافظات إقامتهم , الأمر الذي فهم من خلاله أن تسكينهم ربما سيكون في محافظات أخري , وبالفعل وبعد مده طويلة , جاءت النتيجة بتسكينهم للعمل في محافظات أخرى , كان من ضمنها محافظات في الوجه القبلي لمعلمات من الوجه البحري ..
بالإضافة إلي شروط للتثبيت , معقده بعض الشئ كمحو أمية عشر أفراد ,
بات استلام العمل لهؤلاء المغتربين أمر غير مضمون , فالبعض استطاع , والبعض عجز عن تحمل مشاق هذه النتيجة , واختار رفض التعيين , ولم يتقدم لاستكمال اجراءاته ..
استلم البعض , راضخين وقابلين للأمر الواقع , علي أمل أن تحل المشكلة ,,
مشكلات عديدة .. تقابل هؤلاء , بعيدا عن الإغتراب وترك بعض المعلمات لأسرهم وأطفالهم طوال الأسبوع , ليعودوا إليهم بنهاية الأسبوع , مرهقين من عناء اسبوع كامل من العمل , ينتهي بسفر ..
تظلمات عديدة , ووقفات كثيرة , ولكن دون جدوي , لازالت القضية .. رهن الدراسة , وتكهنات كثيرة بأن الأمر معقد لم يتم حله , ولن يكون هناك تغيير في العقود , وعلي المتضرر الصمت ..
حدوتة لم تنتهي بعد .. فصلها الثاني رسالة من المغتربين للرئيس .. في المقال القادم ..