بقلم / رانيا نائل
الدٌّنْيا فارِغَة وتَافِهة ، لَيْسَتْ سِوَى حَلَقَةٍ مُفْرَغَة ، نَدُورُ فيها كَدولابٍ إن سَلَّمناه أرْواحُنا سيبقى يَدورُ بنا إلى أنْ نَسْقُطَ مُسْتَلْقيين على الأرض، وَقْتَها سنفيقُ من غيبوبة دَوَّامَةِ حياتِنا التي لن تنتهي ، وسَنَتأمَّلُ الأشْياء من حَوْلِنا ، وَسَنَرى أن تِلْكَ الأشْياء التي كُنَّا نَرْكُضُ خَلْفَها وَأضَعْنا عُمُرُنا ونحن نُلاحِقُها ، ومَنَحْناها حَجْماً أكْبَرُ من حجْمِها التي يَجِبُ أن تَكُونُ عليه في الحقيقة، أنها تافِهة وبلا قيمة ، وأخَذَت وقتاً كبيراً من عُمُرنا ، وقتاً أضَعْنا فيه أجْمَلَ أوْقات كان علينا أن نستَغِلَّها ونسْرِقها من حياتنا بلحظة سعادة من حقِّنا …
عندما نفيق من غيبوبتنا وقتها لن ينفعُ النَّدَمُ شيْئاً ولن نستطيع أن نَسْتَرْجِعَ ما سَرَقَتْهُ منا من لَحَظاتٍ جميلةٍ من حقِّنا ، وسَنَكْتَشِفُ وَقْتُها أنه كان علينا أن نَنْظُرَ إلى ما هو أجْمَلُ منها وما هو أكْبَرُ منها قيمة لِنَهْديه اهِتِمامُنا …
النَّفْسُ البَشَرِيَّة دائماً هكذا ، تحاولُ جاهِدَةً أن تبْحَثَ عن أسْبابٍ لِتعاسَتِها ، وتخلِقَ جَواً من الحُزْنِ على الرَّغْمِ من وُجودِ أسْبابِ سَعادَةٍ بَسيطة ، قد تُنَسِّيها حُزْنَها …
فالإنسانُ دائِماً يَبْحَثُ في الدُّنْيا عن شيئين لم يخلقوا فيها هما : السَّعادة والراحة ، وذلك لن تَجِدْهُ فيها ، لأنَّه من المُسْتَحيلِ أن تكون راحَتُكَ في دُنْياك …
فأنت فقط من يَسْتَطيعُ أن يَخْلِقَ جوَّ سعادَتِه وراحَتِه ولو من أشْياءَ بسيطة ، فنحن خُلِقنا في هذه الدنيا لِنَصْنَعَ كل شيء بِأيْدينا ، لا لأن نحصُلَ عليه من دونِ تَعَب ، حتى هؤلاء الذين تأتيهم الأشْياء في الدنيا على طبق من ذهب ومن دون تعب ، هم في الحقيقة يفتقدون أهم شيء في حياتهم هو سعادتهم وراحة بالهم ، لأنها ببساطة لن تأتيهم على طبق من ذهب ، فكيفَ لهم أن يَصْنَعوا سَعادَتهم وهم بالفعل لم يَصْنَعوا أنْفُسُهم ؟؟!!!!
فعلينا أن ننفِضَ عن أيْدينا ما يؤلِمُنا ، ونَتَغَلَّبَ على كل شيءٍ مُحْزِنٍ قد يَقِفُ في طَريقِنا ، ولِنؤَثِّثَ أحْلامُنا ونَتَحَدَّى واقِعُنا ، لِنَصْنَعَ سَعادَتُنا بِأيْدينا …