كتبت / هبة ابراهيم
بالأمس القريب احتفلنا بذكري تحرير سيناء الطيبة .. الذكري 33 لاسترداد اخر شبر من سيناء
الخامس والعشرين من أبريل 1982 وهو اليوم الذي استردت فيه مصر بعد انسحاب اخر جندي اسرائيلي بها وفقا للمعاهدة الشهيرة كامب ديفيد .
لم يكن ذلك التحرير تحريرا كاملا فقد بقيت طابا إلي أن استردت عام 1989 ليرفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العلم علي أرض طابا إشارة إلي تحرير سيناء بالكامل
الخامس والعشرين من أبريل هو عطلة رسمية من جميع المصالح الحكومية كغيره من الأعياد القومية والدينية ..
مشهد التحرير كان هو المشهد الأخير لسلسلة طويلة من الصراعات بين الجانبين المصري والإسرائيلي علي مدار سنوات
كانت العمليات العسكرية هي بطلها الأكبر بين الطرفين .. بدءا من النكسة ومرورا بحرب أكتوبر ووصولا إلي الزيارة الفارقه من الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلي أراضيهم وإلقائه كلمته الشهيرة بالكنيست ..
حيث أعلن في مجلس الشعب عن استعداده الكامل للذهاب إلي عقر دارهم وفعلها مبينا في بيانه الذي ألقاه أمامه أنه ليس وارد أبدا في سياسة مصر أن تتم بين مصر وإسرائيل توقيع أي اتفاقيات منفردة .. مؤكدا علي أن توقيع أي اتفاقيات بين دول المواجهة وإسرائيل دون حل المشكلة الفلسطينية لن يحقق السلام العادل أبدا .
طرحت المبادرة خمس أسس أساسية :
– انهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية .
– تحقيق الحقوق الفلسطينية الأساسية وحقهم في تقرير المصير بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية .
– حق كل دول المنطقة في العيش في سلام , عن طريق إجراءات تضمن لها الأمان الداخلي .
– تلتزم كل دول المنطقة في إدارة العلاقات فيما بينها .. طبقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة .
– انهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة .
وافقت مصر واسرائيل علي مقترح الولايات المتحدة بإقامة مؤتمر ثلاثي وهو مؤتمر كامب ديفيد .. أعلن في الثامن عشر من سبتمبر لعام 1978 عن اتفاق يحتوي علي وثيقتين , وهما اطار السلام في الشرق الأوسط .. وإطار الإتفاق لمعاهده سلام بين مصر وإسرائيل , وأدت الأخيرة إلي انسحاب اسرائيلي من شبه جزيرة سيناء , وعودة السيادة المصرية وفق جدول زمني محدد سلفا للإنسحاب المرحلي لإسرائيل من أرض سيناء ..
– في السادس والعشرين من مايو كانت المرحلة الأولي بانسحاب اسرائيل من مدينة العريش وبدء تنفيذ اتفاقيه السلام
– في السادس والعشرين من يوليو انسحاب من مساحة 6 الاف كيلو مترا من أبو زنيبة حتي أبو خربة .
– في التاسع عشر من نوفمبر تم تسليم وثيقه تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسحلة المصرية بعد أداء واجباتها وتحقيق السلام بها .
– في التاسع عشر من نوفمبر انسحبت اسرائيل من سانت كاترين ووادي الطور واعتبر ذلك اليوم عيدا قوميا للمحافظة .
– في الخامس والعشرين من أبريل تم رفع العلم المصري علي حدود مصر الشرقية علي مدينة رفح بشمال سيناء ومدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء وانهاء احتلال اسرائيلي دام خمس عشر عاما , ليصبح هذا اليوم عيدا قوميا أسموه عيد تحرير سيناء , استطاعت مصر تحرير كل شبر من أراضيها فيه ..
لتبقي مشكلة طابا والتي افتعلتها اسرائيل في الأيام الأخيرة من انسحابها ,بتفجيرها أزمة دبلوماسية جديدة أعلنت مصر خلالها انه لا تفريط في تلك البقعه ولا غيرها من أرض مصر , لتستمر حرب أخري دامت سبع سنوات .
لجأت مصر إلي المادة السابعه من معاهدة السلام , والتي تنص علي أن الخلاف علي الحدود يحل أولا عن طريق المفاوضات إذا لم يتيسر الحل عن طريق المفاوضات فبالتوفيق او اللجوء إلي التحكيم .
وقد أعلنت مصر موقفها علي إصرارها علي اللجوء للتحكيم وهو الأمر الذي مانت ترفضه إسرائيل , ولكن وفي عام 1986 وافقت علي التحكيم ,
لتعلن هيئة التحكيم في الثلاثين من ديسمبر أن طابا أرضا مصرية جلستها المنعقدة في جينيف ,
ليرفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر فوق أرض طابا معلنا اكتمال سيادة مصر علي كافة أراضيها
سيناء الحبيبة أرض الخير .. والطيبة والسلام مرتع البطولات وكاشفه للمعادن الأصيلة التي تصر علي أن تدفع حتي آخر قطرة دماء للحصول علي كرامتها كاملة دون نقصان
الكثير من الآلام مرت بها وتبقي شامخة مرفوعه الرأس ,, لا ترضي إلا بالحرية الكاملة غير منقوص منها شئ
دامت أراضينا حرة .