الكاتب الصحفي / محمد يوسف المصري
نائب رئيس تحريرالأهرام
كتبت وسوف أكتب إلي آخر يوم في حياتي لأقول إن العمل ولاشيء سواه وأن الإنتاج ولاشيء غيره
هما السبيل الوحيد أمام كل إنسان وكل مجتمع وكل شعب وكل دولة لصناعة الحياة السليمة والمستقبل الصحيح
العمل الذي أقصده ليس هو الجلوس في مكاتب الموظفين لكن العمل الذي أقصده هو الزراعة والصناعة والحرف التراثية وسبل تطويرها وجعلها منتجات وسلعا يشتريها أبناء مصر وأشقاؤهم العرب والسياح القادمون من كل أرجاء العالم.
وقلت ــ وأكرر ــ إن اتفاقنا علي هذا الهدف القومي الذي هو العمل والإنتاج من شأنه أن يحل لنا كل مشكلاتنا من مناهج التعليم والبحث العلمي المطلوبة لخدمة الإنتاج وصناعة المجتمع المنتج إلي برامج الثقافة المطلوبة لهذا المجتمع إلي الموسيقي إلي السينما إلي الفنون الي المسرح
كل شيء يكون خادما لثقافة الإنتاج وصناعة العقلية المنتجة والشخصية المصرية المنتجة النافعة لنفسها وللعالم الذي تعيش فيه
ويوم يصبح الإنتاج هو القبلة والهدف فإنني واثق أن كل أحاديث المصريين وحواراتهم بل واتفاقهم وخلافهم يكون حول هذه القضية النافعة
وسوف لن يجد الشباب أو الكبار أو النساء أو البنات وقتا لممارسة التفاهات أو مشاهدة الأعمال التافهة التي تمتص الوقت الذي هو حياة المشاهدين التي يضيع أغلبها أمام هذه الشاشات
مرة أخري أرجوكم أن تعيدوا توزيع أرض مصر وأن تقسموا محافظاتها وأقاليمها وجامعاتها ومدارسها علي هذا الأساس
كيف نجعل من المواطن المصري مواطنا منتجا… هذا هو السؤال الأهم الآن؟!