قديمًا كان الإشراف التربوي مبني على عملية التفتيش وتصيد الأخطاء والعثرات للمعلم ، ليس من أجل توجيهه وتطوير عمله بل من أجل عقابه وتأنيبه .
ومع مرور الزمن وتَغْير النظرة إلى المدرسة ووظيفتها وإلى المدير وواجباته وإلى المتعلم وجعله محور العملية التربوية ، ومع تقدم البحوث والدراسات والإنفجار المعرفي وحدوث الإنفجار المعلوماتي والتكنولوجي بجميع أدواته ، تطور مفهوم الإشراف التربوي حتى أصبح عملية ديموقراطية تعاونية يتم فيها التفاعل بين مختلف عناصر العملية التعليمية من معلمين وطلاب ومناهج دراسية وإمكانيات مادية وبشرية .
والمتتبع لتطوير العملية التعليمية بشكل عام يلاحظ تضاعف عدد الطلاب والمعلمين أضعافًا كثيرة ، نتج عنها تدني مستوى المعلمين والمتعلمين على السواء .
ومن منطلق هذا الواقع التربوي الذي تكمن وراءه عدة أسباب ، نذكر منها هنا فقط ضعف الإشراف التربوي الذي يعتمد في معظمه على أساليب تقليدية تخطتها الشعوب المتقدمة منذ أزمان .
لذلك مرّ الإشراف التربوي لثلاث مراحل لتطويره هى مرحلة التفتيش ، ومرحلة التوجيه ثم ظهر الآن الإشراف التربوي بعدة إتجاهات حديثة ، الهدف منها جميعًا التحسين المستمر للعملية التعليمية فظهر الإشراف العيادي ( الإكلينيكي ) ، والإشراف بالأهداف ، والتطويري والتشارك و……….. إلى آخره.
وسنتطرق في هذه المقالة بالحديث عن أكثر هذه الإتجاهات الحديث أهمية ألا وهو الإشراف العيادي ( الإكلينيكي ) الذي يركز على المهارات التعليمية وطرق وأساليب التدريس بقصد التحسين المتدرج والمستمر لعملية التعليم . حيث يعني مصطلح عيادي ( إكلينيكي ) التقويم والتحليل والملاحظة ومعالجة الحالات والمشكلات الواقعية الملموسة في الميدان ، ومنذ ظهور واستخدام هذا الأسلوب الإشرافي في خمسينيات القرن الماضي في جامعة هارفارد بأمريكا مر بعدة مراحل تطويرية أثناء استخدامه وتطبيقه حتى بداية السبعينات من القرن الماضي بهدف تحسين عملية التدريس الصفية .
عرفه ( كوجان ) بأنه أسلوب إشرافي موجه نحو تحسين سلوك المعلمين الصفي وممارساتهم الصفية وتسجيل كل مايحدث في غرفة الصف من أقوال وأفعال تصدر عن المعلم والمتعلمين أثناء تفاعلهم في عملية التدريس ومن ثم تحليل أنماط هذا التفاعل في ضوء علاقة الزمالة القائمة بين المشرف التربوي والمعلم بهدف تحسين تعلم الطلاب عن طريق تدريس المعلم وممارساته التعليمية الصفية الغرض منها تنفيذ التدريس ليس الوصول الى درس نموذجي فحسب ، بل الهدف استخلاص المعلومات والنتائج من مرحلة التخطيط والتحليل بغرض التحسين والتطوير المستمرين ، لنقل المعلمين إلى مستوى أعلى في الأداء .
ومن أجل هذا الهدف يجب التأكيد على زيادة اهتمام المسؤولين التربويين بالإشراف التربوي وتنمية مهارات المشرفين التربويين من خلال عقد المؤتمرات والندوات حول الإشراف التربوي الحديث والعمل على التعلم والتطور الذاتي للمشرفين ، وتبني المفهوم الحديث للإشراف التربوي المتميز بكونه عملية ديموقراطية تعاونية شاملة تهدف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم وذلك بإشراك المعلم في التخطيط والتحليل والتطبيق حيث أن إرادة التعليم تسبق إرادة التعلم .
أخي المشرف كن قدوة لمعلميك في القول والفعل والمظهر فهم ورثة الأنبياء والرسل ، أخي المعلم أنت تقف بين يدي مستقبل الوطن ربما سيكون منهم عالم أو وزير – قاضي – طبيب – قائد جيش – طيار – رجل أعمال- أديب – محامي فأستثمر فيهم وأغرس ما تحب . دمتم بخير وللخير عنوان ….
اترك تعليقاً