أحبائي ……. أحبتي ….. دمتم لمصر و دامت مصر بكم ، تعالوا معي نتأمل هذا الموقف ومن ثم نتناقش . في صباح اليوم العاشر من شهر أغسطس عام 1945 م أستيقظ الشعب على دمار وخراب مناطق كثيرة من بلده التى كانت لا تملك أي موارد داخلية بل كانت تستورد من الخارج 97% من جميع مواردها ورغم ذلك أصبحوا من أكبر اقتصاديات العالم ، تارة تكون الأولى وتارة أخرى تكون الثانية .
أتدرون من هى ؟ إنها اليابان ، لا أقصد كوكب اليابان لأن ليس لهم مثيل على كوكب الأرض ، طيب كيف وصلوا إلى ما هم فيه الآن رغم ندرة مواردهم ؟ والاجابة عن طريق واحد فقط ألا وهو العنصر البشري ، ومنذ عام 1946 م وبعد الحرب العالمية الثانية وهزيمتهم واستسلامهم قرروا أن تكون بلدهم قوية رغم الدمار والاحباط بعد قنبلتي هيروشيما و ناكازاكي وندرة الموارد ، كيف ذلك ؟! فقط بتطبيق منهجية رائدة على مستوى العالم وهم مبتكروها ألا وهى منهجية الكايزن ، نعم الكايزن ( التحسين المستمر ) عن طريق المبدع والمبتكر تايشي أهنو مؤسس المنهجية والمطورها للمنهجية ماساكي إيماي وتطبيق مبدأ التحسين المستمر كل يوم من كل فرد كلاً في مجال عمله ومكانه بغرض تقليل الهدر وزيادة الانتاج .
من ذا الذي لا يدري كم الهدر في الوقت والمال والجهد و العشوائية التي ندير بها واقعنا وحياتنا ؟!
كلنا يدري و كلنا يتحدث و كلنا خبراء في جميع مناحي حياتنا من أول الرياضة والسحر والشعوذة مرورًا بالتعليم وما أدراك ما التعليم ! !!! وبالصحة وما تمثله من صحة البدن والعقل ومنهجيات التفكير وتدبير شؤون حياتنا ،كلنا يشكو من تأثير هذا الأمر فمتي نتوقف عن الشكوي و نبدأ في طرح الأسئلة لتكون مفاتيح لتعلم أي شئ و نسعي لإجابات تغير واقعنا الحالي الذي لا يسر قريب و لا غريب , بالطبع أعلم إن إجابتك ستكون إنها إرادة سياسية ، نعم أكيد ولكن ليست كل شئ ، بل كل واحد منا له دور أنا وأنت وهو وهي ، نعم الكل مسؤول مسؤولية كاملة, في البيت في الشارع في المصنع في المدرسة في الوزارات وجميع المستويات التنفيذية ، كل عمل أنت مسؤول عنه ، طيب ماذا علي أن أفعل وسط هذا الجو المشحون والملئ بالسلوكيات المتناقضة والحياة الصعبة !!!!
كلام محترم وجميل ولكن هل هذا عذر يجعلنا نتوقف عن الاتقان والاحسان وهما من أعلى مراتب الايمان بالله
فتعالوا معي نتعرف على منهجية الكايزن الكايزن Kaizen هي طريقة مبتكره و فلسفة إبتكرها اليابانيون لإدارة المؤسسات الصناعية و المالية بل و سائر مناحي الحياة و تعتمد فلسفة الكايزن علي التحليل و العملية و الهدف منها هو تقليل الهدر في الموارد و الوقت و الجهد و زيادة الإنتاج و هو مفهوم مرادف للجودة بمعناها الواسع الشامل في كل مناحي الحياة و تطبق استراتيجية الكايزن بطريقة الخطوات الصغيرة المستمرة و ليس التغييرات الشاملة المكلفة.
إتقان + إحسان هكذا هو الأمر ببساطة إتقان للعمل الحالي و تحسين مستمر لا يتوقف وهي كلمات ليست غريبة عن أدبيات ديننا الحنيف لكن الإختلاف هنا في التطبيق و لنضرب بعض الأمثلة :
في الفلسفة الـــمصرية : الآله تعمل ، دعها تعمل و لا تقترب منها إلا إذا توقفت فأصلحها و أقصي الجهد هو الصيانة الدورية. في فلسفة الكايزن اليابانية : الآلة تعمل، نريدها أن تعمل بطريقة أفضل – نريد أن نقلل الجهد المبذول من العامل – نريدها أن تنتج أكثر بتعديلات بسيطة لكن دائمة و هكذا تطوير مستمر حتي لو كان الشيء يعمل بكفاءة فرفع الكفاءة ليس نفلاً بل جزء من العمل و جزء لا يتجزء من العقلية اليابانية ، فهل نستطيع أن نغير ثقافتنا إلى ثقافة عملية تطبيقية لخدمة بلدنا وتطورها في جميع مناحي حياتنا ؟ نعم نقدر ودائما أراهن على الشعب ، ولمعرفة كيف وآليات العمل والتنفيذ نتابع سلسلة كايزنة مصر في الأعداد القادمة وليكون شعارنا لبناء مصر ( كايزنها ) أنت تستطيع لك الله يا مصر …… حفظ الله مصر وشعبها وجيشها