الجيش الأبيض يواجه سلوكيات المتنمرين
الأزهر يرد بحرمة محاولات منع دفن مصابي كورونا
نقابة الأطباء تطالب بتوفير وسائل الحماية الشخصية وتكريم المصابين والمتوفين كالشهداء
كتب / بدر صبحي
أخيرا وبعد مناوشات وقنابل مسيلة للدموع تمكنت قوات أمن الدقهلية من دفن الطبيبة المتوفاة بسبب إصابتها بفيروس كورونا
في مشهد عبثي شاهدناة وكأنة جزء من فيلم رعب او تخليدا لاخلاقيات القرون الوسطي
حين تجمهر اهالي قرية شبرا البهو بالدقهلية رفضا لدفن طبيبة من أبناء القرية لكونها مصابة بفيروس كورونا
وليست هذة المرة الاولي التي يحدث فيها هذا السلوك الشاذ حيث سبقهم اهالي بهتيم واخرين بالغربية والبحيرة
تكرر المشهد العبثي والذي يرسخ لعنصرية بغيضة وتنمر ضد من يقومون بحمايتنا من الوباء
فهل افرزت ازمة وباء كورونا أسوا ما فينا في نفس الوقت الذي كشفت أجمل ما فينا من سلوكيات من أعمال خير وتكافل
تناقض غريب وعجيب
والطامة الكبري والذي يجب ان ننتبه لها وهي ان يترسخ هذا الشعور لدي أبطال الجيش الابيض من أطباء وتمريض وكل من ينتمي للمنظومة الصحية
ونفقد خط الدفاع الاول الذي يقف حائلا بيننا وبين وباء كورونا اللعين
بعد إعلان نقابة الاطباء في بيان تمهيدي عن اصابة ٤٣ طبيب بفيروس كورونا واستشهاد ٣ اطباء من المصابين
وتضامنت نقابه الاطباء مع اعضائها في رفض سلوكيات التنمر التي يواجهونها يوميا برغم الاهمية القصوي لدورهم في حماية من يتنمرون عليهم للاسف
وسادت حالة من الحزن والذهول وتباين المشاعر بين الأطقم الطبية بسبب عدم وعي جزء كبير من الشعب المصري والذي يجهل اساسيات عملهم وتضحيتهم بأنفسهم كل لحظة في سبيل شفاء ورعاية اي مريض مهما كانت مكانتة صغيرا ام كبير فقيرا ام غني
لا ينظرون الا الي كونة إنسان ويجب رعايتة بغض النظر عن نتيجة هذة الرعاية
فهل نترك اطبائنا واطقم التمريض لهذة المشاعر السلبية التي قد تؤثر علي آدائهم
تلك الاحداث اظهرت ضرورة ان يصحو المجتمع المصري من ثباتة ويقود معركة وعي لدعم الاطباء والتمريض في المعركة الفاصلة في تاريخ البشرية
الوعي بأن هؤلاء هم جنودنا وابطالنا وجيشنا الأبيض الذي يضحي بنفسة دون خوف او تردد حتي تزول الغمة
وذلك دعا نقابة الاطباء الي مخاطبة الحكومة المصرية بضرورة توفير جميع مستلزمات الوقاية بجميع المنشآت الطبية وسرعة عمل مسحات للمخالطين منهم لحالات ايجابية تطبيقا للبروتوكولات العلمية
وشدت نقابة الاطباء علي ضرورة ارتداء الواقيات الشخصية وعدم العمل بدونها حماية لانفسهم وللمجتمع
وجددت النقابة طلبها لرئيس مجلس الوزراء بسرعة إضافة اعضاء الفريق الطبي المصابين والمتوفين للقانون رقم ١٦ لسنة ٢٠١٨ والخاص بتكريم الشهداء والمصابين
هذة المشاهد العبثية والعنصرية تتطلب تدشين معركة لوعي المصريين وتغيير وجهة نظرهم ومخاوفهم الغير مبررة تجاة أطباء وتمريض مصر
ولعل فتوي مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية تهدأ الغضب لدي أبطال الجيش الابيض حيث يُؤكد أنَّ الإصابة بفيروس كُورونا ليست ذنبًا أو خطيئة ينبغي على المُصاب بها إخفاءها عن النَّاس؛ كي لا يُعيَّر؛ بل هو مرض كأي مرضٍ، ولا منقصَة فيه، وكل النَّاس مُعرَّضون للإصابة به، ونتائج إخفاء الإصابة به -من قِبَلِ المُصَابين- كارثيَّة.
ويُفتي بحرمة إيذاء المُصاب به، أو الإساءة إليه ولو بنظرة، وبوجوب إكرام بني الإنسان في حَيَاتِهم وبعد مَوتِهم.
ويدعو إلى ضرورة تقديم الدَّعم النَّفسيّ لكلِّ مُصابي كُورونا وأُسَرهم، وإلى تكاتف أبناء الوطن جميعًا للقيام بواجبهم كلٌ في مَيدانِه وبما يستطيعه إلى أن تتجاوز مِصرنا الحبيبة هذه الأزمة بسَلامٍ وسَلامةٍ إنْ شاء الله تعالى