ظهرت بصمات ”مجرمي الإنترنت” من خلال سلسلة من الهجمات الإلكترونية هي الأكثر ضرراً في تاريخها، وذلك بعد أن تواروا عن الأنظار طوال الأشهر العشرة الأولى من العام 2013.
وأظهر ”تقرير سيمانتك حول التهديدات الأمنية على شبكة الإنترنت”، الإصدار 19، وجود تغيّر كبير في سلوك مجرمي الانترنت، حيث كشف عن تخطيط قراصنة الإنترنت لعدة أشهر قبل شنهم لهجمات كبيرة وغير مسبوقة، عوضاً عن قيامهم بضربات سريعة ذات مردود أصغر.
وقال عامر شبارو، المدير الإقليمي لمنطقة الخليج والمشرق العربي لدى شركة سيمانتك: ”إن الخسائر الناجمة عن أحد الخروقات الكبيرة تعادل في قيمتها 50 هجوماً صغيراً”.
وأضاف شبارو، في بيان له الأربعاء، أنه ”على الرغم من التعقيدات المتزايدة والمتطورة في التقنيات التي يستعين بها المهاجمين، إلا أن الأمر المفاجئ الذي لوحظ خلال مجريات العام الماضي تمثل في قدرتهم على ضبط نشاطهم والصبر بانتظار هدف ذي مردود أكبر وأفضل”.
وشهد العام 2013 ارتفاعاً بنسبة 62 في المئة في عدد الخروقات الأمنية للبيانات عن العام السابق، وهو ما أدى إلى كشف البيانات الشخصية لأكثر من 552 مليون مستخدم.
ويشير الرقم إلى حجم الخطر الحقيقي الذي تتسبب به جرائم الإنترنت، وتنامي التهديدات التي تتربص بالمستهلكين والشركات على حد سواء.
وكتب إد فيرارا، نائب الرئيس والمحلل الأول لدى مؤسسة ”فورستر” للأبحاث، يستعرض هذه النقطة قائلاً: ”معالجة الحوادث الأمنية بشكل موضوعي يعزز في حقيقة الأمر من نظرة العملاء للشركة، أما معالجتها بأسلوب غير مهني فإنه ينعكس على الشركة بنتائج كارثية. وفي حال فقد العملاء ثقتهم في الشركة بسبب طريقة تداولها لبياناتهم الشخصية ومعلوماتهم الخاصة، فإنهم وبكل بساطة سيلجؤون إلى شركة أخرى”.
أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت وتيرة الهجمات بنسبة 91 في المئة، واستمرت لفترة أطول بثلاث مرات مقارنةً بهجمات العام 2012.
واعتبرت مهنة المساعد الشخصي والعمل في مجال العلاقات العامة أكثر مهنتين استهدافاً من قبل مجرمي الإنترنت، الذين استخدموهما كنقطة انطلاق نحو أهداف أكثر مردوداً مثل المشاهير أو رجال الأعمال.