التصنيف: تحقيقات

  • في استطلاع أجرته ” الحقيقة اون لاين”  المصالحة مع قطر .. بين الحذر الشعبي .. والترقب السياسي

    في استطلاع أجرته ” الحقيقة اون لاين” المصالحة مع قطر .. بين الحذر الشعبي .. والترقب السياسي

    عكاشة : التلاحم السياسي والاقتصادي والامني بين مصر وقطر استراتيجي ، والتحالف التركي لايضر

    زهران : المصالحة ستوحد المواقف السياسية ،، وتنهي العديد من ملفات الصراع في المنطقة
    المحافظين : غلق الجزيزة مباشر خطوة جيدة ،، والمصالحة مرهونة بالشروط المصرية والسعودية الضامن لها .
    رشاد : المصالحة تنهي الارهاب الاخواني ،، وتفتح افاق جديدة للتعاون الاقتصادي
    استطلاع – أحمد عوض

    قطرالدولة والشقيقة الصغري لمصر في البيت العربي الذي تأسس في العام 1945 من مطلع القرن الماضي ، أصبحت و خلال عام وربما شهور مسار جدل في الشارع المصري وفي الاروقة الدولية حول مواقفها التي تغييرت سريعا تجاة شقيقتها الكبري مصر حيث شكلت ازمة حقيقة في مسار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

    اتهمها البعض انها تعمل على تنفيذ اجندات خارجية لدول معادية في المنطقة للبحث عن دور اقليمي مضاد فخرجتَ عن مسارها لتقف بجوار جماعات وانظمة اتضح جلياَ انها تعلي من مصالحها الفئوية على مصلحة الدولة المصرية ، فتولدت الثورات واختلفت المواقف .

    وعقب الـ30 من يونية الثورة التي اطاحت بما يسمى بنظام الاخوان المسلمين ، تشكلت الدولة المصرية مرة اخرى واصبح لها رئيس جديد جاء بشرعية شعبية ودستورية افزرتها صناديق الاقتراع ، الامر الذي رفضتة قطر ، واعتبرته انقلاباعلى نظام الاخوان ، واعتبره المصريون تدخلا غير مقبول في شانهم الداخلي ، وان الـ 30 من يونية ثورة باجماع المصريين .

    من هنا بدات الازمة ، واصحب قطر ونظامها الحاكم الداعم للاخوان المسلمين ، وكثرتَ الدولة القطرية آلتها الاعلامية الضخمة للتقليل من شان الثورة المصرية حتى تنامت الخلاقات ، فكانت المبادرة التي اطلقها العاهل السعودي مؤخراَ جسراَ للمصالحة تعهد خلالها للشعب المصري وللقيادة السياسية في ان تبدا الشقيقة الصغرى عهد جديد وان تتخلي عن دعمها لاي حركات او جماعات تناهض الاستقرار السياسي والامني للدولة المصرية .
    ” الحقيقة ” بدورها ، اجرت استطلاعا ميدانيا استطلعت فيه اراء عدد من المواطنين والنخب السياسة بتنوعها واختلاف مسياتمها حول مدي قبولهم للمصالحة القطرية .
    بدايتة : اكد المهندس اكمل قرطام رئيس حزب المحافظين موافقته على المصالحة القطرية ، مشترطاَ في ذلك التزام الدوحة بالشروط المصرية واستيائفها كاملة ، لافتا الى ان غلق الجزيرة مباشرمصر لست خطوة كافية للمصالحة.

    وأضاف في تصريحات خاصة ” للحقيقة ” ان غلق الجزيرة يعد مطلب واحد وشرط من ضمن الشروط والمطالب الستة التي وضعتها الدولة واعتبرتها شروطا اساسية للمصالحة ، وعلى الدوحة ان تلتزم بها وتعمل على تنفيذها تضمنها في ذلك السعودية صاحبة المبادرة والداعم لها
    واعتبرالدكتورجمال زهران إستاذ العلوم السياسية ، غلق الجزيزة مباشر مصر خطوة جيدة اتخذتها الدوحة مؤخراَ ، وتعد بداية جديدة لتحقيق المصالحة ، معربا عن آمله في ان تجد المصالحة طريقها الى أرض الواقع وتعمل على توحيد المواقف السياسية للخروج من حالة التباين والاختلاف التي تعيش فيها الدول العربية منذ سنوات .

    جمال-زهران

    وشدد في تصريحات خاصة ” للحقيقة ” على ضرورة ان تتوج المصالحة بين مصر وقطر والسعودية والاخيرة من جانب لتوحيد المواقف السياسية فيما يخض العديد من الملفات العربية الشائكة في مقدمتها الصراع في سوريا ، والعراق ، وليبيا ، ولبنان ، مشيرا الى ان الدوحة والرياض لاعبان اساسيان فيما يحدث في هذه الدول من صراعات وحروب ، معربا عن امله في ان تجد هذه الملفات طريقها للحل اذا ما خلصت النوايا ، معتبراَ ان تسوية هذه الملفات هي بايدي عربية واطراف اقليمية .

    واكد العقيد خالد عكاشة الخبير الاستراتيجي ، على ضرورة الوفاق بين مصر وقطر ، مشيرا الى اهمية ذلك من الناحية الاستراتيجية ، مؤكداَ انه سيحبط العديد من المؤامرات العدائية التي تحاك منذ سنوات لدول المنطقة ، مشددا على اهمية التلاحم السياسي والاقتصادي والامني بين مصر وقطر من جانب وبين الدولتين وبقية الدول العربية من جانب اخر .

    عكاشة

    وفيما يخص التحالف القطري التركي ، اكد عكاشة في تصريحات خاصة ” للحقيقة ” ان مصرلا يعينها التحالف بقدرما يعينها عدم التدخل في شئونها الداخلية ، مؤكدا ان التحالف أمر يخص الدولتين التركية والقطرية ولا علاقة لمصر به ، ومصر كعادتها لم ولن تتدخل يوما في شئون اي من الدول .

    فيما رحب المهندس صلاح عوض السياسي والبرلماني الاسبق برغبة الدولة القطرية في المصالحة للعبورمن فترة سياسية مضت بمراحلها الى بداية جديدة في العلاقات تعمل خلالهما الدولتين على تحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة ، مضفيا ان الدولة المصرية وعبر مراحلها التاريخية لم تكن صانعا لاية خلافات او خصومات سياسية مع اي من أشقاءها العرب .

    واشاد عوض بدور العاهل السعودي في سعيه المستمر لمل الشمل العربي بعد ان تفرق واختلف لسنوات حول قضايا بعينها ستصبح محل اتفاق خلال الفترة المقبلة ، ملحماَ ان الى لقاء القمة المرتقب في الرياض سيزيل الكثير من الخلافات وسيعيد العلاقات الى مسارها الطبيعي .

    اقتصادياَ ، أكد الدكتوررشاد عبدة رئيس المنتدي المصري للدارسات الاقتصادية والاستراتيجية ، على أهمية المصالحة القطرية للاقتصاد ، مشيراَ انها ستقضي على اعمال العنف والقتل التي كانت تمارسها التيارات الاسلامية المتطرفة نتيجة الدعم القطري اللامحدود لهذه الجماعات .

    واضاف في تصريحات خاصة ” للحقيقة ” ان المصالحة مع قطرستعمل على ترويج الاقتصاد وستفتح افاق جديدة للتعاون الاقتصادي وابرام اتفاقيات اقتصادية جديدة ومتنوعة في العديد من المجالات الاستثمارية والخدمية في مصر خلال الفترة القادمة اذا ما تحققت المصالحة بشكل جدي وحقيقي .

    وأشار محمد المهدي ، الى موافقتة على المصالحة القطرية ، مؤكدا ان الاخيرة تسير حاليا على خطى المصالحة الحقيقة بغلقها لقناة ” الجزيزة مباشر ” والتي كانت تعمل ليل نهار على التحريض ضد الدولة المصرية وتصف الرئيس بالانقلابي والنظام بالعسكر وترفض الاعتراف بثورة الـ30 يونية .

    واكد محمد البري ان تغيير الخطاب الاعلامي لقناة الجزيزة وغلقها امر جيد لكنة غير كافي لقبول المصالحة القطرية ، مشيرا الى اهمية ان تلتزم قطر بالشروط التي وضعتها القيادة المصرية واشترطت تطبيقها والموافقة عليها من جانب قطر اذا ما رغبتِ الاخيرة في مصالحة جادة.

    وطالب بتطبيق الشروط المصرية وتحقيقها ، أبرزها ، تسليم المصريين المطلوبين للعدالة والمقميين في قطر ، و تجفيف منابع الارهاب ، ووقف كافة اشكال الدعم للجماعات المتطرفة ، والاعتراف بثورة 30 يونية ، وعدم التدخل في الشان المصري ، ووقف الدعم المادي والفني للجماعات المسلحة في ليبيا ، موضحا ان دعم قطر لتلك الجماعات وخاصة في ليبيا يشكل خطورة على الامن القومي المصري.

    فيما رفضت مها السعدي ، فكرة المصالحة مع قطر رفضاَ تاما وقاطعا ، مؤكدة عدم جدوها وان تمت بشكل مرحلي حتى لو اتخذت الاخيرة ما يسمى ببودار حسن نية وبشكل احادي لتؤكد على صدق نواياها في المصالحة الا انها ستعود حتما وخلال شهور بشكل او بأخر الى دورها المعتاد الذي تمارسة منذ سنوات لتكون اللاعب الاساسي في تمزيق الوطن منذ ان دعمت التيارات الاسلامية في وصولها للحكم عقب ثورة 25 يناير وهي تدرك ان وصول تلك التيارات الى كرسي السلطة يعني تحقيق الحلم والهدف التي وضعته لها القوي الاستعمارية ، مضفية أن دعم قطر للتيارات المتطرفة كان سببا مباشرا في إراقة دماء المئات ان لم يكن الالاف من المصريين الابرياء في مختلف الميادين والاقاليم المصرية.

     

  • أحذروا القاتل الخفي: المحولات وخطوط الضغط العالي

    أحذروا القاتل الخفي: المحولات وخطوط الضغط العالي

    تحقيق / أحمد بدوى
    جامعة ويليز بإنجلترا أجريت أبحاث على 30 ألف طفل أصيبوا بسرطان المخ والدم فوجدوا أنهم في منطقة أقل من 600م وتزداد الخطورة في منطقة أقل من 200م من خطوط الضغط العالي.
    فاضل: البحوث التي أجريت على فئران التجارب جعلت منظمة الصحة العالمية تصدر بياناً تحذيرياً عن أخطار المجالات المغناطيسية وتسببها في الإصابة بالسرطان.
    تنتشر في مصر والعديد من الدول العربية خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي وسط التجمعات السكنية إما جهلاً أو تجاهلاً لأثارها الصحية الخطيرة على الإنسان وعلى الرغم من تحذير العديد من الدراسات من مخاطر إقامة هذه الخطوط بالقرب من المساكن فإن القوانين في معظم البلدان العربية لا تجرم ذلك كما أن شبكات الكهرباء لا تجد من يلزمها باتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من مخاطر هذه الخطوط.
    وقد قامت بعض الدول الاوروبية بسن التشريعات التي تحدد حد الآمال بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية والتي يتعرض لها الإنسان وهي 200ميكرووات وهذا هو الحد الأقصى المسموح به نظراً لخطورة المجالات المغناطيسية على صحة البشر.
    وفي سياق آخر تنفي شركات الكهرباء دائماً وجود أي أخطار مؤكدة من خطوط الضغط العالي ولا تحاول البحث عن حلول للتعامل مع خطوط الضغط العالي وتقليل الحقل المغناطيسي الناتج عن خطوط الكهرباء والمحطات والمحولات وأهم هذه الحلول وضع درع حماية يتكون من صفائح النيكل والحديد والنحاس حول أسلاك الضغط العالي. ولكنها طريقة باهظة التكاليف ولا توفر الحماية إلا لمنطقة محدودة ونظراً لارتفاع التكلفة تتفادى شركات الكهرباء هذه الحلول.
    تحذير أطلقته أبحاث علمية محلية وعالمية: عدم الالتزام بمواصفات أبراج الكهرباء في مصر والتي تتضمن الحد الأدني للمسافة بينها وبين السكن بنحو 200 متر (وفقا للمواصفات العالمية) ، يؤدي إلي الاصابة بأمراض الدم والسرطان وهشاشة العظام وتشوه الأجنة، هذا التحذير لايقتصر علي الأبراج فقط وإنما يمتد أيضا إلي افتقاد المواصفات في تركيبات الكهرباء بالمنازل والتي تتسم بالعشوائية وعدم تناسبها مع قوة التيار وحجم الاستهلاك.
    ومن بين هذه البحوث عدة تجارب أجراها الدكتور فاضل محمد علي أستاذ الفيزياء الحيوية بجامعة القاهرة بمعاونة مجموعة بحثية كشفت عن وجود تأثيرات سلبية للموجات المغناطيسية الصادرة من خطوط الضغط العالي وحتي مسافة 600 متر وهي نفس ماتوصلت إليه الدراسات في كل من السويد وكندا وانجلترا وأمريكا واستراليا واليابان من أن هذه الموجات ينتج عنها إصابة الأطفال بسرطان المخ أو اللوكيميا في الدم، خاصة الذين يولدون في منازل قريبة لأقل من 600 متر، وبالمقارنة بآخرين يولدون في مناطق ليس بها خطوط الضغط العالي نجد أن المعرضين لها تصل نسبة الإصابة بينهم إلي 260% عن العادية، وهذا ماكشف عنه أيضا بحث بجامعة “ويلز” بإنجلترا حيث أجريت إحصائية علي نحو 30 ألف طفل أصيبوا بسرطان المخ والدم منذ عام 1962 وحتي عام 1995 ولدوا عند مسافة أقل من 600 متر من خطوط الضغط العالي.
    سرطان الطحال
    وأضاف د.فاضل محمد علي أن البحوث العلمية المحلية والعالمية باستخدام فئران التجارب التي عرضت لمجالات مغناطيسية في أثناء الحمل، لمجالات مغناطيسية متولدة من خطوط للضغط العالي، نتج عنها إصابة المولود بالسرطان في الطحال والدم والغدد الليمفاوية، وهذا ماجعل منظمة الصحة العالمية تصدر بيانا تحذيريا عن أخطار المجالات المغناطيسية لتسببها في الإصابة بالسرطان، فضلا عن فقدان الذاكرة (ألزهايمر) وتكون الإصابة في منطقة تقع أقل من 600 متر، وتزداد خطورتها لأقل من 200 متر.
    ويكشف الباحث عن كارثة يتعرض لها أطفال مصر حيث تزداد نسبة إصابتهم بأمراض السرطان لدرجة كبيرة لدرجة استحال معها توفير أسرة لحجزهم للعلاج بالمستشفيات المتخصصة، وبعضهم حالاتهم متأخرة جدا، والسبب يرجع إلي جهلنا بخطورة التأثيرات المغناطيسية في حين أنها تؤثر بطريقة مباشرة علي الثروة القومية وأمن المجتمع، فهناك بروتوكول وزارة الكهرباء والطاقة الذي يتيح البناء وإقامة المدارس والمستشفيات عند مسافة تزيد علي 25 مترا فقط وأن هذه المسافة آمنة من خطوط الضغط العالي عكس ماهو مصطلح عليه ونتيجة أبحاث عالمية مؤكدة، كما أنه لابد من توصيل الطرف الثالث وهو الأرضي الجيد الذي تقوم بتفريغ المجالات الكهربية الصادرة من الأجهزة المنزلية إلي الأرضي، وهو يوجد حتي في دول الخليج العربي حيث يمنع توصيل الكهرباء للمنازل مالم يتم عمل الأرضي الجيد مع استخدام الفيش الثلاث مما يتطلب من الوزارة المصرية أن تلتزم بمد خطوط الضغط العالي بعيدة عن المنزل وبمسافة لاتقل عن 200 متر، وأن تزال المنازل التي تبني تحت أو بالقرب من خطوط الضغط العالي، وأن تتركز تراخيص البناء المقدمة للمحليات رسومات وتوصيلات الكهرباء وعمل الأرضي الجيد الحر شرطا للترخيص.
    ويؤكد د.حسام صلاح الدين مدرس الفيزياء الحيوية بجامعة المنصورة أن البحوث أيضا بينت مدي خطورة التعرض المستمر للموجات الكهرومغناطيسية، وهي أخطر بالفعل من التعرض للفيروسات مما يحتم أن يؤخذ هذا الموضوع بجدية لأن تأثير الكهرومغناطيسية غير مرئي ويحدث بعد فترة زمنية مما يستحيل معه العلاج بعد ذلك بعكس الإصابة بالأمراض الفيروسية التي يمكن مقاومتها، ذلك لأن جسم الانسان يعمل عن طريق توليد موجات كهرومغناطيسية يسميها العلماء البيوكهربية، فتخرج من جسمه موجات كهرومغناطيسية تعبرعن عملية فسيولوجية معينة، وتجري العمليات الفسيولوجية أو الحيوية بداخل الجسم عن طريق الأيونات، وأن تعرض من جسم الإنسان للمجالات المغناطيسية يؤدي لتعطيل العمليات الحيوية بداخل الجسم.
    وأضاف الباحث أن تعرض السيدات في أثناء الحمل للموجات الكهرومغناطيسية التي تزيد عن المعدل المسموح به يؤدي إلي تحورات في الجنين، لأن الخلايا في الجنين سريعة الانقسام وبمعدلات هائلة، فإذا تعرضت هذه الخلايا في أثناء انقسامها لمجالات مغناطيسية قد يؤدي ذلك إلي خلل في أسلوب انقسامها ويظهر هذا الأثر الخطير بعد ذلك في الطفل الوليد، مما يستوجب أيضا تجنب السيدات الحوامل لاستخدام التليفون المحمول أو حتي الجلوس بالقرب منه أو ممن يحمله، بل والابتعاد عن الجهاز بمسافة لاتقل عن 4 أمتار وكذلك الحال بالنسبة في التليفزيون، وتجنب استخدام الكمبيوتر في هذه الفترة خاصة في الأشهر الأولي.

  • هل يتحقق الحلم بشق قناة تربط نهر الكونغو بنهر النيل

    هل يتحقق الحلم بشق قناة تربط نهر الكونغو بنهر النيل

    تحقيق/ أحمد بدوى
    * الموقف الكونغولي: الحكومة الكونغولية لها رغبة قوية في التعاون مع دولة لها خبرات عالية لكن استجابة الحكومة المصرية كانت ضعيفة.
    * عبد العال: إمكانية توفير طاقة كهربائية تبلغ 300 تريليون وات في الساعة تكفي لإنارة قارة أفريقيا.
    سيقع المصريين في مشكلة حقيقة بعد بناء سد النهضة وهي قلة المعروض من المياه العزبة في نهر النيل بالرغم من نفي بعض المسؤولين أنه ليس هناك مشكلة بعد بناء السد وإن المياه ستكون متوفرة. إلى أن الواقع غير ذلك وهو أنه سيكون هناك معاناة للمصرين من قلة المياه العزبة مما سيكون له تأثير كبير على الزراعة وبالتالي قلة المحاصيل وهو ما جعل علماء المصريين يفكرون في بدائل أخرى منها مشروع نهر الكونغو.
    هو مشروع ضخم مراده التحكم بالموارد المائية في البلدان المستفيدة – حسب دراسات القائمين على المشروع – وهي مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو. مضمون الفكرة شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل في السودان . ظهرت الفكرة بشكل فعلي لأول مرة عام 1980م عندما أمر الرئيس المصري أنور السادات الدكتور إبراهيم مصطفى كامل والدكتور إبراهيم حميدة بعمل جولة ميدانية في الكونغو لتقديم تصور عن الطبيعة الجغرافية للنهر وبعد تقديم المشروع للسادات قامت الحكومة المصرية بإرساله إلى شركة آرثر دي ليتل الشركة العالمية المتخصصة في تقديم الاستشارات الاستراتيجية الامريكية لعمل التصور المتوقع والتكلفة المتوقعة ثم ردت بالموافقة وأرسلت التقرير لمصر .
    كشف الدكتور عبدالعال حسن نائب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروة المعدنية عن نجاح خبراء الهيئة في وضع 3 سيناريوهات علمية وجيولوجية تسمح بزيادة إيراد نهر النيل باستغلال جزء من فواقد نهر الكونغو التي تصل إلى 1000 مليار متر مكعب سنويا تلقي في المحيط الأطلسي، وذلك عن طريق إنشاء قناة حاملة بطول 600 كيلو متر لنقل المياه إلى حوض نهر النيل عبر جنوب السودان إلى شمالها ومنها إلى بحيرة ناصر. وأوضح في مؤتمر صحفي عقده للإعلان عن المشروع يوم (الخميس – 9 يونيو 2011)، أن فكرة المشروع تقوم على تماس حوضي نهر النيل ونهر الكونغو لذلك تمت الإستعانة بجميع البيانات المتاحة لدراسة أنسب مسار لتوصيل المياه من نهر الكونغو إلى نهر النيل عبر خط تقسيم المياه وصولاً إلى جنوب جوبا «جنوب السودان». وأشار إلى أنه تمت دراسة 3 سيناريوهات مقترحة لتحديد مسار المياه، طول الأول 424 كيلو متر وفرق منسوب المياه سيكون 1500 متر وهو ما يستحيل تنفيذه، والسيناريو الثاني علي مسافة 940 كيلو متر وارتفاع 400 متر، والثالث ينقل المياه علي مسافة 600 كيلو متر وفرق ارتفاع 200 متر، وهو السيناريو الأقرب إلى التنفيذ من خلال 4 محطات رفع متتالية للمياه. وكشف المقترح عن إمكانية توليد طاقة كهربائية تبلغ 300 تريليون وات في الساعة وهي تكفي لإنارة قارة إفريقيا، لافتًا إلى أن الكونغو تصنف على أن لديها 6/1 قدرات الطاقة الكهرومائية في العالم لتوليد الكهرباء من المساقط المائية . وأوضح عبدالعال أن تنفيذ المشروع سوف يتضمن إنشاء شبكة طرق والمسارات التي يمكن من خلالها ربط مدينة الإسكندرية بمدينة كيب تاون لربط شعوب القارة الإفريقية من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها من خلال خط سكك حديدية. وقال إن تنفيذ المشروع سيتم على عدة مراحل حسب توافر ظروف التمويل ، لافتا إلى أن المدى الزمني لتنفيذ المشروع، في حالة تنفيذ السيناريو الثالث يستغرق 24 شهرًا بتكلفة 8 مليارات جنيه مصري وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه.
    الصعوبات الجغرافية المحتملة للمشروع مشروع شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل بالسودان. تواجه المشروع صعاب محتملة مختلفة فبالنظر إلى جغرافية المكان وبما يسمى خط تقسيم المياه بين أحواض هذه الأنهار فإن الطبوغرافية لحوض نهر الكونغو توجه المياه باتجاه الغرب بعيدا عن اتجاه النيل، وعند الرغبة في إعادة توجيه جزء من هذه المياه لتلتف (في مسار جديد) لتتوجه إلى الشمال الشرقي حيث تتقابل مع مياه النيل بجنوب السودان من نقطة ملائمة حيث يكون تصريف المياه بالقدر المناسب، سنجد أننا نحتاج مسار جديد يصل طوله حوالي 1000 كيلومتر في مناطق استوائية من الغابات وبها فروق في المناسيب الطبوغرافية، وهو أمر يبدو في غاية الصعوبة عمليا. لكن : يمكن دراسة هذا الأمر إذا ما توافرت صور للأقمار الصناعية مدعومة بخرائط مناسيب وخرائط جيولوجية لهذه الأماكن، وبفرض أنه لم تتوافر الفرصة من الاستفادة المباشرة من مياه نهر الكونغو بوصلها بروافد مياه النيل فستظل فرصة استثمار الكوادر الفنية في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء في شلالات ومساقط المياه على النهر متاحة لمصر بما يفتح آفاق للتشغيل والتنمية الأفريقية بقيادة مصرية.
    – هل يمكن توصيل نهر الكونغو العظيم من وسط إفريقيا إلى البحر المتوسط عبر صحراء مصر والسودان وليبيا وإحياء هذه الصحارى بمياهه التى تضيع فى المحيط الأطلسي؟
    هذا التساؤل الخطير مطروح الآن أمام مؤتمر علمى عالمى يعقد فى بنسلفانيا الأمريكية يوم 26 سبتمبر الحالى ليقول العلماء كلمتهم بعد أن كشفت الأقمار الصناعية الأمريكية «كولومبيا» عن وجود مجار قديمة لأنهار عديدة عاشت فى تلك المنطقة منذ ملايين السنين.
    التجمع العلمى العالمى دعت إليه جامعة بنسلفانيا الأمريكية ويقوده العالم الأمريكى «د. ريتشارد بارزاك» استاذ الجيولوجيا، ود. تدماكسومل بمعهد علوم الفضاء بواشنطن، ود. جيم ويسترمان أستاذ ديناميكية الصخور، والجيولوجى د. ريتشارد كوجى بجامعة نيجريا، وينضم إليهم العديد من العلماء. ومن مصر العالم الجيولوجى د. البهى عيسوي.
    والحكاية لست خيالا علميا. لكنها حقائق أظهرتها صور رادارية التقطتها سفن الفضاء الأمريكية «كولومبيا» من خلال رادار يصور ما تحت الأرض. وكانت هذه السفن قد عبرت فى سماء مصر وليبيا والسودان وخرجت من جنوب الغردقة. وأظهرت مجموعة الصور التى خضعت ـ كما يشير د. محمد البهى عيسوى الخبير الجيولوجى المصرى ـ أنه بعد الدراسة والفحص والتفسير من علماء أمريكا ومصر والعديد من الدول، وأمكن من خلالها تحديد مسارات أنهار قديمة بعضها كان ينبع من جبال البحر الأحمر فى زمن كانت فيه مصر منطقة أمطار منذ ملايين السنين. وكانت تجرى من جبال البحر الأحمر مخترقة الصحراء المصرية الجنوبية وصحراء السودان وتستمر داخل صحراء تشاد لتصب فى النهاية فى المحيط الأطلسي.
    – ولكن كيف يمكن الاستفادة من نهر الكونغو؟
    يضيف د. البهى أن روافد نهر الكونغو تقترب من جمهورية جنوب السودان وتصل روافده إلى روافد النيل الأبيض فى أقصى جنوب السودان، ويمكن من خلال الروافد الكثيرة للنيل الأبيض أن تصل الماء إلى بحيرة «مرجا» فى شمال غرب السودان وتستعمل هذه البحيرة كخزان ضخم لتجميع المياه التى تتجه من خلال الأودية القديمة المطمورة بالرمال إلى الشمال على هيئة نهرين أحدهما يغزى جنوب غرب السودان ليصل إلى مسار نهر الجلف القديم ويخترق صحراء مصر الغربية متجها شمالا. حيث يصب فى البحر المتوسط والآخر يصل إلى شرق ليبيا ليستعمل مجارى نهرى الكفرة والصابى فى شرق ليبيا اللذين طمستهما الرمال والاتجاه شمالا ليصبا فى المتوسط.
    إذا تحقق هذا الحلم فسوف يؤدى ذلك كما يؤكد المجتمعون فى أمريكا إلى إحياء منطقة النيل الأبيض. واحياء منطقة غرب السودان دارفور وكردفان التى تعانى الآن من نقص المياه والجفاف. وإحياء صحراء غرب مصر وصحراء شرق ليبيا. كما يمكن كذلك ومن خلال الأودية القديمة توصيل فرع من هذه المياه من خلال وادى هوار إلى تشاد.
    – لكن هل يمكن أن تضار دولتا الكونغو وزائير اللتان يسير فيهما هذا النهر؟
    التقارير تؤكد كما يضيف د. البهى أن كثرة ووفرة مياه هذا النهر العملاق وقصر طوله يسبب بعض المستنقعات فى هذه الدول وما يليها من أمراض. ثم إن مياه هذا النهر تذهب معظمها إلى المحيط الأطلسى ولا يستفيد منها أحد. وأن تقليل المياه فى روافد هذا النهر سوف تحقق مقاطعة زراعية صالحه كمصدر غذائى طيب لصالح الدولتين. وسوف تتحقق الاستفادة من مياه هذا العملاق الذى يصل طوله إلى 4 آلاف و700 كيلو متر وتصل كمية المياه به إلى 1900 مليار متر مكعب سنويا يضيع منها ثلاثة أرباعها فى المحيط الأطلسي. فى حين ان نهر النيل بكل عظمته لا تتجاوز كمية المياه به 1600 مليار متر مكعب يتنازع عليها شعوب عديدة على امتداد مجراه.
    – أنهار بدون تكاليف!
    ومن خلال هذا التصور الرائع لامتداد أنهار عبر الصحارى السودانية والمصرية والليبية والتشادية يتفجر التساؤل المهم:
    – من سوف يدفع فاتورة تكاليف حفر هذه الانهار التى تمتد آلافا من الكيلو مترات؟
    وتجيء الاجابة الصادمة كما يشرح د. البهى عيسوى أن العلماء يتصورون أن المياه سوف تتدفق من خلال الأودية القديمة المطمورة بالرمال وتزيح الرمال خلال تدفقها لتعيد إلى المجرى مساره القديم دون حاجة إلى تدخل بشرى أو انفاق على حفريات.
    وعند هذه الاجابة الصادمة والصور المذهلة والآراء العلمية المطروحة الآن فى هذا المؤتمر العالمي. فإن ثمة مطلبا قوميا إلى رئيس وزراء مصر وكان اهتمامه الأول مياه النهر أن ينقل إلى الوطن كل كلمة فى هذا المؤتمر بكل ما يحمله من آمال وحقائق. قد تغير صورة الحياة فوق هذه الدول التى تفتقر الآن إلى نقطة الماء التى تحيطها المخاوف من حروب قد يسببها التنازع على المياه.
    الموقف الكونغولي من المشروع وفقا للدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة – فإن الكونغو هي من طلبت المساعدة من مصر بشأن هذا المشروع لأسباب متعددة منها العلاقات المميزة بين البلدين , و رغبة من الحكومة الكونغولية بالتعاون مع دولة قوية ذات خبرات عالية يكون لها مصلحة في مياه النهر دون أطماع مبالغ فيها ولكن الاستجابة كانت ضعيفة من الحكومة المصرية أو الوزارات المعنية بهذا الأمر
    الموقف الإسرائيلي من المشروع ليس هنالك موقف صريح أو معلن قامت به إسرائيل ولكن محاولاتها في زراعة أحواض الأنهار في أفريقيا ودعم الدول في بناء السدود حتى مع عدم الحاجة لها في بعض الأحيان وأستغلال أكبر الكميات الممكنة من المياه فيها مع عدم الإكتراث بمصالح الدولة التي تقوم فيها بالمشاريع أو الدول التي تستفيد من مياه الأنهار بعد دخول أراضيها أدى إلى استنتاج أهداف إسرائيل وهي : الضغط على الدول بتعريضها للنقص في كميات المياه في المستقبل و ضرب مصالحها كما يحدث الآن على نهر النيل أو نهر السنغال .

  • وزير التموين يتفقد منظومة الخبز فى حلوان والمعادى وطره

    وزير التموين يتفقد منظومة الخبز فى حلوان والمعادى وطره

    كتب أحمد بدوي

    قام الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية صباح اليوم الخميس بجولة علي بعض المخابز المنتجة للعيش المدعم في مناطق حلوان والمعصرة وطره والمعادي وكوتسيكا وأطمئن علي سير النظام الجديد لبيع العيش المدعم عن طريق البطاقات التموينية وبطاقات صرف العيش بنجاح كبير. حيث بدأ تطبيقه في هذه المناطق السبت الماضي وحث الوزير المواطنين الذين ألتقي بهم ممن ليس لهم بطاقات تموينية بالتوجه إلي مكتب التموين التابعين له لاستخراج بطاقات صرف عيش بعد التقدم بالمستندات المطلوبة، وهي صور من بطاقة الرقم القومي للزوج والزوجة وشهادات ميلاد الأولاد أو منافذ شركة المصريين للحصول علي بطاقات صرف عيش مؤقتة لحين استخراج البطاقة الدائمة لهم. وأكد وزير التموين أن النظام الجديد يتضمن تخصيص 150 رغيفا شهريا لكل مواطن مسجل على البطاقة التموينية بالسعر الرسمي وهو 5 قروش للرغيف، وسوف يحصل صاحب البطاقة التموينية على سلع غذائية مجانية من البقال التمويني مقابل ما يتم توفيره من استهلاكه للعيش وذلك في أوائل الشهر التالي لصرف العيش. بالإضافة إلى السلع التموينية المخصصة للبطاقة التموينية وأنه يتم استخراج بطاقة صرف خبز لمن ليس لديهم بطاقات تموينية، وذلك من مكاتب التموين التابعة لهم وأن هناك بطاقة صرف عيش لدي صاحب المخبز بها حصة للبيع للمواطنين الذين لا يحملون أي بطاقات. كما سيتم استخراج بطاقات صرف عيش للشركات والمصانع لتوفير العيش للعمالة الوافدة، مشيرا إلي أن هذا النظام يوفر العيش بكميات كبيرة وبجودة عالية ويقضي على الطوابير ويحافظ على كرامة الإنسان وآدميته ويوفر لأصحاب المخابز حقوقهم المالية فورا من بيع العيش ويحافظ على مخصصات الدعم البالغة 22 مليار جنيه سنويا من الإهدار والتسرب.

  • الباعة الجائلون الصداع المزمن في رأس الحكومة

    الباعة الجائلون الصداع المزمن في رأس الحكومة

    تحقيق / ربيع القاضى

    الباعة الجائلون مشكلة تعاني منها محافظات مصر بين مواطنين يبحثون عن لقمه العيش بطرق مشروعة ودولة وقفت عاجزة عن توفير مكان لهم يمكنهم من الحياة الكريمة وبعيدا عن مطاردة الشرطة لهم كالمجرمين .
    استطلعت “صفحة أخبار بلقاس” آراء الباعة الجائلين والمواطنين في قرار المحاسب ابراهيم عياد رئيس مركز ومدينة بلقاس بنقل الباعة الجائلين من شارع الجمهورية الى سوق ساحل طعيمة والى امتداد طريق السعرانة والعذبة الحمراء أسواق مجمعة للباعة الجائلين
    ذكر المحاسب ابراهيم عياد أن مشكلة الباعة الجائلين تتمثل في عدم التزامهم بالتعليمات والأمن بالإضافة إلى أن وضعهم بهذه الطريقة غير الحضارية يعطى انطباعا سيئا عن مدينة بلقاس .
    ويرى المحاسب ابراهيم عياد ضرورة تفهم الباعة الجائلين لمصلحة البلد والحفاظ على نظافتها ومظهرها الحضاري مشيرًا إلى أنهم ليسوا ضد قطع أرزاقهم ويعملون على إنشاء أسواق مجمعة لهم لترك الأرصفة والشوارع الجانبية بشارع الجمهورية وميدان اولاد عمر وميدان خطاب.
    ومن جانبه انتقد أحمد مصطفى ” بائع ملابس” فكرة السوق المجمع الذي اقترحها رئيس المركز ويقول “القوصي” الأماكن التي تم تخصيصها بعيدة تماماً عن حركة الشارع وان الاسواق غير مجهزة ولا تصلح لاستقبال الباعة ذلك الذي قد يضطرنا للعودة لبيع بضائعنا على الأرصفة مرة أخرى مطالبًا بإيجاد حل لتلك المشكلة.
    أما محمود حسونة ”بائع إكسسوارات” بشارع الجمهورية فاتفق مع فكرة إنشاء مكان مخصص ثابت لهم ومرخص بأوراق رسمية وأن الباعة الجائلين على استعداد تحمل نفقات اقامة اكشاك علي الاراضي التي سيتم تخصيصها لهم بالإضافة الي دفع رسوم لدوله وذلك لتقنين اوضاع الباعة الجائلين وإعطائهم الشرعية الكافية لحمايتهم من مطاردات شرطة المرافق
    واضح “حسونة ” أنه لم يتم تجهيز الأسواق كما يذكرون وخاصة سوق ساحل طعيمة مشيرًا إلى أن كل البائعين يريدون مكانا ثابتا يوميا مرخص قانونيًا حتى لا تهدر حقوقهم فالحكومة من الممكن أن توفر أماكن متساوية للبائعين في أماكن حيوية بالإيجار الذي يريدونه حتى لا يؤثر في عيشهم” .
    يقول محمد رمضان موظف إنه اعتاد شراء احتياجاته من الباعة الجائلين لأن أسعارها أقل بكثير من المحلات وأن انخفضت جودتها ولكنه في الوقت ذاته يرفض ظاهرة انتشار الباعة الجائلين بشارع الجمهورية ويطالب الحكومة بتقنين وضعهم عن طريق توفير أماكن مخصصة للباعة الجائلين تكون قريبة من المواطنين.
    وناشد فوزي الباعة بضرورة الالتزام بالمناطق التي سوف يحددها مجلس المدينة بكافة المواقع حيث إن السوق المجمع يكون أفضل لهم بدلاً من المطاردات اليومية من قبل رجال الأمن والمسئولين بالمجلس.
    ومن جانبه أكد علي عباس أن فكرة إقامة أسواق مجمعة قريبة من الأهالي هي الحل المناسب للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين وذلك لكونها ستعيد الانضباط المروري بشارع الجمهورية وخاصة بعد انتشار الباعة بصورة كبيرة وبشكل عشوائي في الشوارع الرئيسية مما أحدث نوعاً من الأزمة لكل من قائدي السيارات في تلك المناطق أو المشاة على الأرصفة .
    ويرى عباس ضرورة عقد عدة جلسات مع كبار الباعة الجائلين وتوعيتهم بخطورة وقوفهم على أرصفة الشوارع الرئيسية في بلقاس وانشاء نقابة خاصة بهم من اجل العمل على حل مشاكلهم بطريقة قانونية.
    ويتفق معه هلال حول ضرورة اهتمام المسئولين بتنظيم أسواق للباعة الجائلين وأضاف قائلا” من الضروري مراقبة الأجهزة الأمنية والتموينية حتى لا يتسم السوق بالعشوائية وكأن شيئاً لم يحدث وحتى لا يكون الهدف هو جمعهم في مكان واحد فقط “.

    باعةباعة2

  • خرج ولم يعد

    خرج ولم يعد

    تحقيق رحاب صبري / تصوير محمد سمير

    10432196_247435935449815_2012859101_n

     

    منذ 26 /2 -2012 وحتى تاريخه لم يعلم اهالى قريه ميت جراح بمحافظه الدقهليه وخاصه اسره محمد فريد على عبد المنعم 48 سنه اسرته تسأل اين هو ميت ام حي تورمت اقدام اسرته بحثا عنه ولاكن بلا فائده اسرته تريد حلا اميت محمد فليأخذهعزاؤه ويطلق علي اولاده يتما وزوجته ارمله ام حي فأين هو تغيب محمد وكان يقود سياره كيا كان يستخدمها في مشاوير خاصه اسرة محمد ارسلت فكسات لكل المسؤلين في الدوله وعلي رأسهم السيد رئيس الوزراء بالفاكس رقم 227 والسيد وزير الداخليه بالفاكس رقم 875 والسيد وزير العدل بالفاكس رقم  221 والسيد مساعد وزير الداخليه للامن العام بالفاكس رقم  223 ولاكن وبعد كل هذه الاستغاثات لم يجد احد اهل محمد اين هو فحالة والده الصحيه تدهورت والطامه الكبري ان شقيق محمد يقول بعد مضاق به الصدر ولم يري امل في عودة اخيه قال انا اشتكي الدوله

     

     

     

     

     

     

  • نائب شعبة مخابز الدقهلية : نرفض دخول المنظومة إلا بعد سداد مستحقات المخابز .. ونطالب بمساواتنا بموظفي الحكومة

    نائب شعبة مخابز الدقهلية : نرفض دخول المنظومة إلا بعد سداد مستحقات المخابز .. ونطالب بمساواتنا بموظفي الحكومة

    حوار / احمد بدوي
    تزداد معاناة صانعي الرغيف يوماً بعد يوم مع مضاعفة ما تراكم عليهم من ديون نتيجة عدم سداد الحكومات المتعاقبة لمستحقاتهم وتجري الأيام وتمر السنين وتتبخر الوعود ولن يجد صانع الرغيف إلا السراب .
    وكان لجريدة الحقيقة أون لاين لقاء مع نائب رئيس شعبة مخابز الدقهلية أحمد عبد الهادي عطوة ليوضح معاناة أصحاب المخابز ومشاكلهم في ظل الوعود الزائفة التي يسمعونها
    * كيف يحصل المواطن على رغيف الخبز دون المساس بكرامته؟
    تطبيق المنظومة الجديدة بالكارت الزكي تجعل المواطن له الحق في الحصول على رغيف جيد من أي مخبز من غير زحام، ويكون ذلك بناءاً على عدد الأفراد المسجلين في البطاقة التموينية الفرد له خمسة أرغفه يومياً.
    * هل ستدخل المخابز في منظومة الخبز ولديها لديها مستحقات عند وزارة التموين؟
    يرفض أصحاب المخابز في الدقهلية الدخول في منظومة الخبز إلا بعد سداد مستحقاتهم المالية كاملة من وزارة التموين، وفي حالة عدم السداد سيكون هناك وقفة من أصحاب المخابز حتى يتم صرف مستحقاتهم .
    * كان هناك اجتماع للشعب العامة للمخابز مع وزير التموين خالد حنفى فماذا دار في هذا الاجتماع؟
    دراسة تطبيق المنظومة الجديدة للخبز على مستوى الجمهورية ومطالبة أصحاب المخابز بمستحقاتهم المتأخرة من فرق الجودة عن المنظومة السابقة والمنظومة الحالية وفرق السولار ودراسة العقبات التي سيواجهها أصحاب المخابز عند تطبيق المنظومة الجديدة وهي تحرير سعر الدقيق.
    * ما هي العقبات التي تواجه أصحاب المخابز عند تطبيق المنظومة الجديدة؟
    انقطاع التيار الكهربي وسقوط شبكة النت مما يؤدي إلى تكدس المواطنين أمام المخبز وعدم جودة الدقيق ورداءته.
    * هل سيتأثر صاحب المخبز برفع أسعار الوقود “غاز سولار”؟
    لن يتم المساس بأسعار السولار والغاز لأصحاب المخابز بناءاً على تصريحات وزير التموين خالد حنفي.
    * هل وجود المخابز المليونية يعود بالنفع على المواطنين أم يسبب خسائر للدولة؟
    لا يعود بالنفع على المواطنين لسوء رداءة رغيف الخبز الذي يحصل عليه المواطن وعدم التهوية الجيدة لرغيف الخبز لكثرة الإنتاج. وزيادة الدعم المقدر من الدولة لرغيف الخبز لتوفير الدقيق لتلك المجمعات وغالباً لا تعمل تلك المجمعات بكامل طاقتها لوجود أعطال في بعض خطوط الإنتاج وعدم وجود فنين أكفاء لتصليح هذه الأعطال مع العلم بأن هناك قرى محرومه من رغيف الخبز بسبب نقص كميات الدقيق في تلك القرى.
    * كلمة أخيرة لوزارة التموين:-
    نناشد وزارة التموين ووزارة المالية بصرف المستحقات المالية المتأخرة لأصحاب المخابز مع الوضع في الحسبان أن موظفي الحكومة يحصلون على رواتبهم الشهرية بصفه مستمرة ولا يوجد أحد لها يحصل على راتبه سوى صاحب المخبز وعند توقيع أي عقوبة مالية “مخالفة” يتم تحصيلها فوراً خلال أسبوع من فرض العقوبة.

     

  • قري الدقهلية تغرق في الصرف الصحي

    قري الدقهلية تغرق في الصرف الصحي

    مجاري1

    استمرارا لمسلسل تدني الخدمات والإهمال من المسئولين تعيش قري الدقهلية في معاناة مستمرة بسبب سوء حالة شبكة المجاري كما الحال بقرية منية سندوب مركز المنصورة التي لم يمر سوي فترة قصيرة علي تجديد شبكة الصرف الصحي حتي فؤجيء اهالي القرية أنهم يعيشون علي بحر من مياه الصرف الملوثة وخاصة الشارع الرئيس المسمي بميدان ابو حرمي ( ميدان الثورة ) بمنية سندوب وامتدت بحور المجاري للشوارع الجانبية

    مما سبب حالة من السخط العام بين أهالي القرية

    وأكد عزيز عبد الحافظ اننا أصبحنا نعاني يوميا من طفح المجاري وتقدما بالعديد من الشكاوي ولا من مجيب

    وأشار اشرف بدران أن هم مناطق القرية أصبحت مرتع للذباب وكافة أنواع الحشرات علاوة علي الروائح الكريمة التي تتسبب في إصابة الأطفال والكبار بالأمراض

    وطالب أهالي منية سندوب اللواء محافظ الدقهلية ورئيس مجلس المدينة بصيانة شبكة الصرف حتي لا يتسبب في انهيار المنازل

  • مراهقون يعاكسون الطالبات على بوابات المدارس

    مراهقون يعاكسون الطالبات على بوابات المدارس

     

    مشاجرات الطلاب والتواجد الامني
    متابعة / ربيع القاضى

    اشتكى عدد من أولياء أمور طالبات مدرسة الثانوية للبنات والفنية للبنات والاعدادية للبنات ببلقاس من قيام بعض الشبان والمراهقين بالوقوف أمام المدارس وتعرضهن لـ’المعاكسة’ بعد فترة انتهاء اليوم الدراسي .

    وأشار عدد من الأهالي إلى قيام فئة من الشباب بتصرفات ‘لا أخلاقية، تتمثل بالوقوف أمام مدارس البنات الثانوية على وجه الخصوص عند انتهاء الدوام بغرض المعاكسة بصورة تتنافى مع أخلاقيات القيم والعادات المتبعة في مجتمعنا المحافظ والذي يرفض مثل هذه التصرفات غير المسؤولة.

    ودعا محمد علي الشوابكة إلى توفير دوريات للشرطة أمام مدارس البنات في مثل هذه المراحل الدراسية للحيلولة دون تكرار مثل هذه التصرفات وضبط من يمارسونها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.

    وطالب الجهات المعنية بردع هؤلاء الشباب، والقضاء على ظاهرة تواجدهم أمام مدارس البنات كي لا تنتشر هذه الظاهرة التي باتت تشكل مصدر قلق في المجتمع مبينين أهمية نقل موقف الستامونى والذى يساعدعلى تجمع التكاتك بالمنطقة والتي تقع بمحاذاة أسوار مدارس البنات.

    واعتبر حسن محمود أن وجود هذا الموقف سبب رئيس لتجمهر الشباب أمام ساحات هذه المدارس ما يؤدي حسب أولياء الأمور إلى معاكسة الطالبات بأسلوب سلوكي غير حضاري.

    وحمل إدارات المدارس مسؤولية تفشي ظاهرة المعاكسات متهمينها بعدم القيام بواجباتها على أكمل وجه لمكافحة هذه الظاهرة ومحاربتها خصوصا فيما يتعلق بنصح الشباب وتوعيته.

    وأكد الكثير من الطالبات أنهن يعانين من معاكسات الشباب لدى موعد الخروج من المدارس إذ تزدحم الطرق بأولياء الأمور والمركبات ما يؤدي إلى مضايقتهن مشيرات في السياق نفسه إلى وجود سلوكيات خاطئة تصدر من بعضهن تتمثل برفع أصواتهن ما يدفع الشباب إلى مضايقتهن بيد أنهن أكدن أن الفتاة الملتزمة محل احترام الجميع.

    وأشارت طالبات مدارس إلى أنهن يقعن أحيانا ضحية مشاجرات الشباب التي تحدث أمام مدارسهن منتقدات ما يتعرضن له بسبب ظاهرة تواجد الشباب أمام مدارس البنات في حين لفتت الطالبات أنفسهن إلى موضوع الطلاب الذين يهربون من مدارسهم للتسكع وانتظار الطالبات عند خروجهن من المدارس بهدف مضايقتهن.

    وأكد محمد عبد الغنى بعمل خطة امنية تشمل وجود رقباء السير على مناطق الازدحام امام المدارس إلى جانب تخصيص دوريات متحركة ودوريات راجلة من الأمن في ساعات الصباح وساعات ما بعد الظهر إلى جانب وجود دوريات لسيارات الشرطة على ابواب المدارس التي يشاهد على ابوابها طلاب او من العاطلين عن العمل.

  • مصانع الالومنيوم بميت غمر : وجوه سوداء لأطفال أبرياء  . ورش التلميع تعرض الأطفال لمخاطر استنشاق أتربة الألمونيوم و فقدان السمع

    مصانع الالومنيوم بميت غمر : وجوه سوداء لأطفال أبرياء . ورش التلميع تعرض الأطفال لمخاطر استنشاق أتربة الألمونيوم و فقدان السمع

    تحقيق / رشا ابو رجيلة

    ميت غمر تللك المدينة التي تشعر لمجرد وصولك لها وللوهلة الأولى أن جميع سكانها يعملون فى ورش ومصانع الألمونيوم، المنتشرة من مدخل المدينة حتى أضيق شوارعها، لم نقابل أحداً إلا كان يعمل، أو قد عمل بهذه الصناعة ،بدءا من أطفال المدينة الذين يعمل «بعضهم» فى الشتاء ويعمل كثير منهم فى الصيف «بدلاً من اللعب فى الشارع»، ووصولا إلي شيوخ المدينة والطاعنين بالسن جميعهم تغيرت ملامحهم وإكتست بالشقاء الذي يعانونه في تلك المهنه

    الوصول إلى أحد المصانع، سواء كان كبيراً أو مجرد ورشة صغيرة، يتطلب السير عبر ممرات وحارات ضيقة.. على مدخل أحد أكبر مصانع الألومنيوم فى ميت غمر يقابلنا صاحب المصنع، ويصطحبنا عبر بوابة صغيرة إلى الداخل، حيث عدد من غرف المصنع أضيئت جميعها بلمبات نيون بيضاء. أسفل الإضاءة يعمل حوالى 10 عمال بلا «كمامات» أو «قفازات»، وقد غطت وجوههم مادة سوداء من مخلفات الصناعة. يشرح لنا صاحب المصنع كيف يتم تشكيل الألومنيوم فى هذه المرحلة، ويوضح لنا أيضاً أهمية أن نلتقط له وعماله صورة فى هذا المكان.

    يصمم صاحب المصنع على استكمال جولته معنا، ويشدد بشىء من اللطف على ضرورة أن نلتزم أيضاً بحدود هذه الجولة. نصل الآن إلى غرفة «تقفيل» وتعبئة أوانى الألومنيوم – المرحلة الأنظف فى تلك الصناعة – استعداداً لعرضها للبيع، وهنا يظهر طفل لم يتجاوز عمره الثامنة، تغطى وجهه مادة رمادية، يبتسم للكاميرا أثناء محاولتنا التقاط صورة له.. لا يفسد هذه الصورة إلا يد صاحب المصنع التى غطت وجه الطفل بالكامل قائلاً: «مفيش داعى نصور العيال دى.. دى عيال بتسترزق عندنا». نسأله عن كمامات العمال يرد: «موجودة بس العمال بتزهق منها وتقلعها».

    الجولة المشروطة داخل المصنع انتهت خلال 15 دقيقة، نتحجج بأن الوقت لم يكن كافياً لالتقاط صور جيدة، يمنحنا دقائق أخرى ثم يمل من الانتظار فيتركنا وحدنا لأول مرة داخل المصنع. على بعد خطوات يفتح أحد العمال باباً صغيراً يخفى وراءه غرفة مساحتها حوالى «3 أمتار×3 أمتار»، بها فتحة تهوية واحدة، ويعمل بها حوالى 9 عمال، بينهم 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والثانية عشرة، المادة الناتجة عن «تلميع» الأوانى تغطى جدران الغرفة بكثافة، بينما يتصاعد غبار مادة التلميع ليغطى لمبات الإضاءة.

    على إحدى الماكينات يعمل أطفال غطت المادة الناتجة عن التلميع وجوههم وأيديهم، فتحولت إلى اللون الأسود، هؤلاء يعملون فى هذا المكان منذ التاسعة صباحاً وحتى الثامنة مساء مقابل جنيهات قليلة، بينما توقف معظمهم منذ عام أو عامين عن الذهاب إلى المدارس.

    يعود صاحب المصنع إلينا مرة أخرى، يرانا داخل غرفة «التلميع»، يخبرنا بحزم أن زيارتنا انتهت هنا قائلاً: «خلاص بقى كفاية عليكم كده».

    تغير وجه ميت غمر منذ 46 عاماً من مدينة زراعية معظم سكانها من المزارعين وبعض الموظفين إلى بؤرة لصناعات صهر وتشكيل أوانى الألمونيوم، فتغير شكل الناس وتخضبت وجوههم، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، باللون الأسود، بينما تتحدث مع مدير الإدارة الصحية بالمدينة الدكتور أحمد الطوبجى عن مخاطر الصناعة، يحكى لك كيف ساعده عمله فى ورش الألومنيوم عندما كان صغيراً على استكمال تعليمه والالتحاق بكلية الطب.

    المدينة التى سيطر عليها الطابع الصناعى تتحكم فى 60% من صناعة أوانى الألومنيوم فى مصر، فيما يوجد بها حوالى 400 ورشة تشكيل وتلميع يعمل فيها من 40 إلى 50 ألف عامل، وفقا لتقديرات الجمعية التعاونية لصناعة الألومنيوم.

    فى فترة الغداء يتحرك عمال الألومنيوم فى شوارع المدينة بحثاً عن الهواء النقى ووجبة سريعة بعد ساعات من العمل داخل ورش مغلقة الأبواب والنوافذ، بينما تسعى «التوك تيكة»، سيارة محلية الصنع، بصوتها المزعج فى شوارع ميت غمر تحمل العمال والمواد الخام التى تستخدمها الورش لصناعة أوانى الألومنيوم، و«التوك تيكه»، وفقا لمخترعها، «صاج حديد وأربع عجلات يحركها موتور ماكينة رىّ».

    فى إحدى الطرقات الرملية بمنطقة أرض الجزيرة، حيث تنتشر ورش تلميع الألومنيوم، تجر «هناء »، وهي إحدي النساء البالغه28 عاماً، ابنها «أحمد» البالغ من العمر تسع سنوات، فى محاولة لإقناعه بضرورة العمل فى إحدى الورش، يفلت «أحمد من يد أمه ، ثم ينهمر فى البكاء، لا تملك الأم الكثير لإقناعه، تجره مجدداً حتى تصل إلى الورشة، وهناك تحاول أن تسترضى صاحب الورشة لإعادة ابنها للعمل، يكف «أحمد » عن البكاء ويقف صامتاً فيما يقول الرجل لوالدته: «ابنك شقى، أنا مبعرفش أشغله»، تلخص الأم أسباب إصرارها على عمل «أحمد » فى تلك السن: «يعنى أوديه المدرسة ويتعلم وياخد شهادة ويقعد جنبى فى البيت، ولا أعلمه صنعة أحسن تنفعه ويكسب منها من صغره؟»، لكن الأمر لا يتعلق فقط بوجهة نظر الأم فى مدى جدوى التعليم فى مصر، بل هناك أسباب اقتصادية تدفعها لتشغيل «أحمد » وأخوته الأصغر سناً فى المستقبل، تقول «هناء »: «كان لازم يخرج من المدرسة، فرصته فى الشغل أحسن من والده».

    ما قالته «أم أحمد» صحيحاً وفقا لشروط العمل المتبعة فى المدينة، فمعظم أصحاب الورش والمصانع يسمحون للأطفال بالعمل، لأنهم يؤدون الأعمال نفسها التى يؤديها العمال الأكبر سناً مقابل أجر أقل، ما عدا مرحلة تشكيل الأوانى التى تحتاج عمالاً أكثر خبرة وتدريباً.

    وربما لو إلتقينا بعد عام أو عامين بأحمد هذا الطفل الباكي الرافض للعمل لوجدناه فخورا بعمله وبأجرة الذي يفوق كثيرا من أجر حملة المؤهلات

    من جانبه يحاول رمضان صميدة، صاحب ورشة تلميع ألومنيوم، أن يوضح أسباب قبوله عمل أطفال فى ورشته: «القانون بيقولك متشغلش عيال صغيرين، والقانون ميعرفش الناس عايشه إزاى؟! ميعرفوش إن الأمهات بييجوا يتحايلوا علينا عشان نشغل العيال، وإن الأم اللى بتخرج ابنها يشتغل بتبقى محتاجة الخمسين جنيه اللى هيرجع لها بيها أخر الأسبوع، يعنى أدى الست قرشين وأمشيها، ولا أخد الواد أعلمه صنعة تنفعه وتنفع عيلته، بدل ما يتعلم وياخد شهادة ويخرج يقعد بيها فى البيت، لا لاقى يتجوز ولا ياكل حتى».

    لكن «صميدة» يظهر لنا بعد مناقشة طويلة معه السبب الحقيقى لاستخدامه أطفالاً فى ورشته: «أنا كمان ببقى محتاج العيال الصغيرين فى الشغل، بيشيلوا حاجة ولا بيناولوا حاجة، ومنهم كمان بيتعلموا وبياخدوا فلوس على قدهم، لكن لو جبت حد كبير معدى 16 سنة زى القانون ما بيقول يعمل الشغلانة نفسها هياخد ضعف الأجر 3 مرات تقريباً».

    مخالفة قواعد السلامة المهنية ليست مرتبطة فقط بالورش الصغيرة، فالمصانع الأكبر حجماً والأكثر شهرة، لا تحترم تلك القواعد، حيث تختفى الكمامات ومنافذ التهوية، بالإضافة إلى عمالة الأطفال التى لا يستغنى عنها أى مصنع بالمخالفة لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996، الذى يحظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم 15 عاماً، ويحظر أيضاً عمل الأطفال فى مهن تعرض صحتهم أو سلامتهم أو أخلاقهم للخطر، ولا يسمح القانون بعمالة الأطفال إلا فى المهن الموسمية التى لا تؤثر على فرصهم فى التعليم»..

    وفى محاولة للوصول لعدد أو نسبة عمالة الأطفال فى ورش ومصانع الألومنيوم فى المدينة، زرنا «مكتب تفتيش عمل ميت غمر»، هناك بدا الموظف المسؤول عن حملات التفتيش على الورش والمصانع، متعجباً من السؤال، حيث إن عمالة الأطفال فى هذه الورش بالنسبة له كانت أمراً بديهياً لا تحتاج لسؤال أو، فرد: «كل العيال بيشتغلوا فى الصيف فى تلميع الألومنيوم بعد ما يخلصوا امتحاناتهم، الورش الصغيرة بيبقى فيها على الأقل 6 أطفال، وبصراحة إحنا بنشوف أنه يتعلم صنعة أفضل من إنه يخرج يلعب فى الشارع وتفسد أخلاقه، فى الشتاء العمالة دى بتقل شوية عشان المدارس والتعليم بيبقى أهم».

    الموت بسبب لقمة العيش

    حرر الموظف، الذى تحفظ على ذكر اسمه، 54 محضراً لورش بها عمالة أطفال بشكل مستديم، طوال السنة، ويضيف الموظف: «من المفترض أن تلميع الألمونيوم من الأعمال الخطرة، بسبب الرايش الأسود الذى ينتج أثناء التلميع، وعمالة الأطفال ممنوعة فى الأعمال الخطرة بموجب القرار الوزارى رقم 118 لسنة 2003، الذى ينص على أن من يرتكب هذه المخالفة يدفع غرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز 1000 جنيه، ويتم رفع دعوى قضائية على صاحب المنشأة، لكننا أحيانا ننفذ (روح القانون) وننذر صاحب المنشأة فقط، لأننا نعرف حالة الأسرة التى تضطر لأن يخرج ابنها للعمل».

    عدد قليل من أصحاب الورش فى مدينة ميت غمر بدأوا استشعار خطورة تلك المهنة، «حمودة النمر» أحدهم، حيث كان يمتلك ورشة للتلميع لكنه قرر إغلاقها لتجنيب نفسه وعماله الأضرار التى قد تسببها لهم تلك المهنة. يقول «النمر»: «الأزمة إن أصحاب الورش والمصانع مش بيتعمل لهم توعية بخطورة مرحلة تلميع الألومنيوم على صحتهم وصحة عمالهم، وما يعرفوش قيمة إجراءات الأمان اللى بتلزمهم بيها مكاتب الصحة وبيعتبروها إنها بتحملهم ما لا يطيقون».

    فى مكتب الأمن الصناعى بمنطقة ميت غمر، بدا الموظف المسؤول متحفظاً لأبعد مدى عندما سألناه عن مدى تطبيق قواعد السلامة المهنية فى مصانع ميت غمر، لكنه وافق على الحديث إلينا، شريطة عدم ذكر اسمه، لأنه كان شريكاً فى إحدى ورش التلميع قبل إغلاقها، يقول: «أغلقت الورشة بنفسى بسبب خطورتها على صحة العاملين، نستخدم فى التلميع مادة اسمها (الجماطة)، وهى مادة كبريتية، نستخدمها بواسطة فرشاة لتفتيت مادة (أكسيد الألومنيوم)، وهى طبقة موجودة على سطح المعدن لتلميعه، الاحتكاك بين المادة الكبريتية وأكسيد الألومنيوم ينتج مادة وبرية سوداء كثيفة تسمى (الغبار)، تحيط بالعامل والماكينة أثناء عملية التلميع». ويضيف: «لذا تضع أغلب الورش والمصانع ماكينة التلميع فى مكان مغلق تماماً ومنفصل عن الورشة أو المصنع.. فى ذلك المكان الضيق المغلق يجلس العامل على الماكينة ومعه طفلان أو ثلاثة يقفون بجانبه يتعلمون منه ويساعدونه، ويتعرضون معه لـ«الغبار».

    ويضيف: «العامل يتعرض لـ(الغبار) على الأقل ثمانى ساعات يومياً بشكل مكثف، لأنه لا توجد أى فتحات للتهوية، وهو ما يجعل وجهه مغطى تماماً بطبقة سوداء كثيفة تسبب له البثور الجلدية بسبب انسداد مسام الوجه». وينصح مسؤول الأمن الصناعى بإضافة شفاطات تهوية ومكثفات ومبردات لأماكن العمل لتقليل تعرض العامل لـ«الغبار»، وارتداء العمال لكمامات طبية مخصصة لذلك، وليست كمامات رخيصة كالتى يشترونها ولا يرتدونها.

    أوضاع عمال ورش تلميع أوانى الألومنيوم فى مدينة ميت غمر، لفتت انتباه وزارة البيئة ما دفعها لإعداد دراسة بالتعاون مع وزارة التعاون الدولى البريطانية فى إطار برنامج «SEAM» لدعم التقييم والإدارة البيئية، وتناولت الدراسة الظروف المهنية لهؤلاء العمال وسبل تطوير تلك الورش لتقليل آثارها السلبية على البيئة والعاملين فيها من خلال إضافة تعديلات إلى ماكينات تلميع الألومنيوم لتقليل ما يصدر عنها من مخلفات صناعية. قالت الدراسة «إن معظم المسابك التى تقوم بإعادة تدوير الألومنيوم فى المدينة لا تمتلك أنظمة تحكم مناسبة أو تهوية عند عملية صقل الأسطح، وبالتالى توجد مستويات عالية من أتربة المعدن يتم إطلاقها فى جو العمل وتؤثر فى الماكينات وفى جودة المنتجات وعلى السلامة والصحة المهنية للعمال».

    وأظهرت الدراسة التى أجريت على مصنعى «طيبة» و«مطر» للألومنيوم فى ميت غمر خلال عام 2004، أن «جميع ماكينات الصقل والصنفرة تخرج مخلفات تحتوى على مستويات عالية من الأتربة المعدنية»، وأضافت: «أن جو العمل كان مليئاً بترابة الألومنيوم وحبيبات صغيرة عالقة، وكذلك انبعاثات، فى ظل عدم توافر أى أنظمة للتهوية على الإطلاق».

    وذكرت الدراسة، فى باب مخصص للآثار الصحية لأتربة الألومنيوم، «أن العمال فى ورش التلميع يتعرضون لمخاطر يسببها الاستنشاق المتكرر لأتربة الألومنيوم، بالإضافة إلى فقدان السمع نتيجة التلوث الضوضائى داخل الورش».