لا و ألف لا
لن تكون يا قلبي مقبرة
وانت موطن الحس التواق للهمس
لدفن قلم و قرطاس و محبرة
لن تعدم الحياة ولن تهزمك الآهات
لن تقتل العشق الأخضر في رحم السنابل
لن تجعل نعيق الغربان بديلا لتغريد العنادل
لن تحرم النور و انت القابع بين الجنبات
لن تؤثر فيك حرائق نيران عابرة
اشعلتها بالكاد بضع كلمات
كنت ومازلت العاشق المتعطش
للحب تهفو لتلك الغيمات
علك تظفر برذاذها لتضخه عبر الوريد
و تجعل نار العشق تلتهب و تزيد
واليوم انت في قفص من حديد
متهم بسجن من صاغ حروفه لاجلك
من اهديته من نبضك حياة
كم كنت تسعد و انت تفجر بركان الدموع
تصعدها حمما تقرح الوجنات
و تصبغ بالاحمرار العيون وتلهب جنبات الضلوع
كم اتعبك اعتصار الالم و تضارب الخفقات
كن كما الفكر يؤمن بالواقع
ساعة يسكن الكون الى المضاجع
وانا والحبيب نسامر الحرف والابيات
يردد على مسامعي ومرأى عيوني
روائع الغزل و اجمل الكلمات
ينادمني يعاقرني يسكرني بشهد الشفاه
يداعب فيا العيون و الشفتان و باقي القسمات
ويطول الليل بيننا ونحن نتبادل الهمسات
و العمر في غفلة منا نسرق منه اسعد اللحظات
يا ليلي الحالك و يا جسدي المتهالك
من نيران الغيرة و نوبات العشق
ذابت الروح وتسرب الوهن عبر المسامات
وما لي ملاذ الا حضن الحبيب الدافئ
الحنون العطوف الرحيم بالذات
هروب من جحيم الهجر و الفقد
وما عدا ذلك من تطفل المعجبات
ودرأ ما يعصف بالقلب و الروح
من أوهام و تهيئات
ناهيك عن اتهامٍ ظالمٍ بسجن روح شاعر
لم يعرف غير عشق النساء و رسم اجسادهن
بما فيها من مرتفعات و مخفضات
بداعب فيهن الحرف و القصيد
و يسمع كلا منهن ما تريد
وانا العاشقة المتيمة اجزل في الحب العطاء
و إن ظن الجميع اني في عشقي غشيمة
فثقتي بنفسي و حبيبي عمياء
لي في قلبه مستقر دونا عن الباقيات
يخاطب كل النساء دون حرج
و انا المعنية بالذات
و ما تهزني منهن غيرة و لا ما قيل لهن من كلمات
بل اداري على شمعتي لتنير عتمة حياتي
ويعيش شاعري قصيده بكل الحريات
فانا العليمة باني ساكنة روحه
وعشقه كل مافي بدون استثناءات
حب صادق و وعد بدون ايمان
سماء صافية دون غيمات