بقلم / ماجي الدسوقي
كُتبت أبحاث ومقالات كثيرة عن هذا الموضوع الشائك وذلك لاهميته حيث اصبح يمس كثيرا من الأسر في العالم الغربي والعالم الاسلامي ايضا . أصبحت ظاهرة التفكك الاسري ظاهرة بادية للعيان وهي التي تتصدع لها بُنى المجتمعات المعاصرة التي باتت تجأر من هولها وتتأذى من آثارها السلبية جدا ، وتداعياتها الوخيمة .
في هذه المقالة سأستعرض اهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة التي تقض المضاجع وما يترتب عليها من عواقب وآثار بجانب صيغ العلاج الممكنة الى حد ما .
اول سبب من أسباب التفكك الاسري هو “العولمة “
وبتعبير ادق المحاولات المستميتة لتنميط المجتمعات على طابع المدنية الغربية والتي هي بعيدة كل البعد عن النمط الاسلامي. هذا التنميط الغربي اصاب الاسرة العربية التي هي لدينا النواة الصلبة والقلب النابض في المجتمع
المفهوم الحقيقي لعقد الزواج هو بناء أسرة تحت رعاية الزوجين على أسس إسلامية مستقرة ويحمل الزوجين اعباء هذه الأسرة في طمأنينة وسلام وود واحترام .
والسؤال المطروح هنا هل يقوم الزوجان بهذه الوظيفة على أكمل وجه وبقدر المستطاع ؟الإجابة ليس دائما!
قال ابن منظور عن تعريف الأسرة او مفهوم الأسرة بأنها ” الدرع الحصينة التي يحتمي بها الانسان ويتقوى بها عند الحاجة ” ان هذا التعريف بات في أحيان كثيرة بعيد المنال اذا تملكت الأنانية وسوء التصرف أفراد الاسرة لأن الأسرة العربية غالبا ما تجتمع على مائدة الطعام فقط ثم يأوي كل الى وكره يفعل ما يشاء .
انتهى زمن الحديث الودي وتقديم النصح وتبادل الآراء ومناقشة شتى المواضيع بسلاسة وطيبة وحنان .
على الزوجين ان يرسخا لدى أفراد الأسرة منظومة القيم والآداب والضوابط التي يلتزم بها الزوجان أولا ومن ثم بقية أفراد الأسرة لينعم الجميع بحكمة التدبير وحسن المعاشرة والعشرة وعمق التفاهم ونعمة الطمأنينة والامان.
يبدو لي ان حَجرالزوجين على رأي الاخر حتى ولو كان صوابا اصبح سمة الأسرة العربية .
ان تماسك الأسرة يُقاس بمدى نجاحها في أداء وظائفها . هل هذا هو واقع الأسرة العربية في القرن الحادي والعشرين ؟ لا ، الا من رحم ربي .
ان اول مهام الأب والأم تعميق الصبغة العقائدية الروحية في أفراد الأسرة وثم تعميق الجانب الوجداني العاطفي الذي يخلق هدوء النفس والروح والبدن لديهم .
ولكن جدير بالذكر القول ان الجانب الإقتصادي وتدني مستوى الأسرة ماديا ساهما الى حد كبير وفعال في تفكك الأسرة العربية لأن المال اصبح عَصب الحياة اليومية وصعب المنال حتى بعد الحصول على مؤهل جامعي او ما هو أعلى من المؤهل الجامعي .
البطالة وسوء توزيع الثروة عَمقا كثيرا تدني المستوى الإقتصادي للأسرة حتى ولو كان الزوج والزوجة من العاملين في المجتمع .
أصبحت الدخول لا تكفي المأكل والمشرب والملبس وخلاف ذلك من المستلزمات الضرورية مثل أجهزة الكمبيوتر والاتصال
وهكذا لم يعد أفراد الأسرة الواحدة قادرين على إشباع الاحتياجات الضرورية مثلا للدراسة
وهذا مثلا يؤدي الى نقاشات حادة جدا احيانا بين أفراد الأسرة الواحدة
وأحيانا يستطيع الأب والأم ان يتفاديا تفاقم الأوضاع بنقاش عقلي متزن وهادئ ليعيدا الأمور الى نصابها المألوف . الخطورة ان يأخذ طابع تفكك الأسرة سمة اكثر حدة وتوترا مما يؤدي الى تمزق أوصال الأسرة وانفراط عقدها حتى ولو كان الزوجان متفاهمان.
وذلك لأن البيئة الخارجية وصحبة السوء تصبغ احد أفراد الأسرة صبغة شاذة عن السياق والتفاهم وتجعله منساقا وراء خطط مشتتة فتاكة وضوابط غير اخلاقية وغير عقلانية مثل الاتجاه الى تعاطي المخدرات وحبوب الترامادول التي تفتك به وتوصله الى القبر .
أليس غريبا ان تضبط الشرطة ٢ مليون قرص ترامادول في ضربة واحدة ؟
ولا بد من الإشارة هنا الى ان المحاولات الغربية الخطيرة والمحمومة التي يقوم بها الغرب لنسف حصن الأسرة العربية الذي ما يزال يحتفظ ( ببعض ) قدراته على المقاومة والصمود لن تتوقف ابدا
يريد الغرب ان يفهم العالم الإسلامي ان بناء الأسرة على الضوابط والقيم الدينية مفهوما عقيما وقيداً على الحرية الشخصية .
ولن يأل الغرب جهدا بالاستمرارعلى تقويض الأسرة المسلمة ، لماذا ؟ كل الوطن العربي أتباع الغرب بلا استثناء ، اذا لم يبق الا زعزعة الأسرة العربية وتقويضها وتحويلها الى فتات
الحل الأمثل القضاء على البطالة الى أقصى حد ممكن حتى تنعم الأسرة بمداخيل مادية كافية. لجميع أفرادها .
توزيع الثروات بطريقة لا تجعل الغني اكثر غنى والفقير أسوأ فقرا . الغنى والفقرموجودان منذ خلق الله الكون ، ولكن ليس بهذه الطريقة البشعة اللإنسانية الدرامية في هذا القرن !!!!!!
ألم تلاحظوا انكماش واختفاء وتبخر الطبقة الوسطى التي كانت عماد المجتمع سابقا عندما كانت احوال المجتمعات الاسلامية بخير ؟
ولعل اهم سبب للقضاء على ظاهرة التفكك الأُسري بالنسبة لي ليس فقط طلب ” شهادة خلو
من الأمراض ” لمن يريد الزواج
بل تكثيف دورات دراسية لهما عن أهمية الاسرة وإنشاء وتكوين الأفراد بطريقة إسلامية ناجحة ولتمتد هذه الدورات الدراسية لعدة أسابيع وليكن المحاضرون أساتذة علوم إسلامية وتربية نفسية واجتماعية
عدم السماح للأبناء الذكور بمعاملة الإناث مثل الإماء والعبيد وعدم التدليل الزائد للذكور والإناث لكي لا ينشئوا ضعاف الشخصية اتكاليين
كما يجب على الأمهات ان يحرصن الا تخرج البنات بملابس فاضحة لكي لا يتعرضن للتحرش او الخطف من قبل الشباب غير المسئول والمدمن او الواقع تحت تأثير مخدر ما .
أتمنى للإسرة العربية أن تحافظ على الموروث الإسلامي وركيزته صلة الرحم .