بقلم/ زهرة يونس
تلك المزهرية الفارغة المسجاه فوق طاولته لم تمّل الإنتظار يوماً كي تُطِل عليها عيناه بشغف ولهفة قابضاً بين يديه باقة من الورود.. يبُث فيها الحياة حين تتراص بعيونها الزهرات المبهجة المفعمة بعطره الأبيّ عن التطلع لعبير النورات المترامية على مرأي ناظريه بكل إتجاه..
لكن ضجيج صمتها لم يكّل من التساؤلات الحائرة التي سكنت جنباتها تبحث عن جواب…
ترى هل تزيد كلاسيكية ملامحها من جمال ديكور غرفته؟ .. أم أنه لمس في سكونها المزعج وعجزها اليانع رونق لم يصادفه في زحام المغريات من حوله؟..
أم أن اقتناءه لها ذات فرحة كان سعياً بائساً للتفرد بالرقة لمعايشتها بجمود لا ولن يزيدها إلا بهاءً ينطفىء كلما غفل خياله عن نفض غبار الإهمال واللامبالاه عنها؟..
تُرى هل عليها الإكتفاء بقيمتها الثمينة نظراً لندرة المعدن النفيس الذي صنعت منه وكرامة الأحجار التي تزينت بها متوارية عن العالم حتى يحين إنكسارها بسقوطها سهواً.. أو عبثاً من طاولتك المزخرفة بتعاويذ التملك والسادية؟…
أم سيقدر لها بعد كل هذه الحيرة أن تصبح محطّ أنظار الجميع في مزاد للتحف النادرة أو داخل بللورة لامعة كواحدة من أهم مقتنيات متحف اللوفر ؟