التصنيف: ادب

  • طبيعة صامتة

    طبيعة صامتة

    بقلم/ زهرة يونس
    تلك المزهرية الفارغة المسجاه فوق طاولته لم تمّل الإنتظار يوماً كي تُطِل عليها عيناه بشغف ولهفة قابضاً بين يديه باقة من الورود.. يبُث فيها الحياة حين تتراص بعيونها الزهرات المبهجة المفعمة بعطره الأبيّ عن التطلع لعبير النورات المترامية على مرأي ناظريه بكل إتجاه..

    لكن ضجيج صمتها لم يكّل من التساؤلات الحائرة التي سكنت جنباتها تبحث عن جواب…

    ترى هل تزيد كلاسيكية ملامحها من جمال ديكور غرفته؟ .. أم أنه لمس في سكونها المزعج وعجزها اليانع رونق لم يصادفه في زحام المغريات من حوله؟..
    أم أن اقتناءه لها ذات فرحة كان سعياً بائساً للتفرد بالرقة لمعايشتها بجمود لا ولن يزيدها إلا بهاءً ينطفىء كلما غفل خياله عن نفض غبار الإهمال واللامبالاه عنها؟..
    تُرى هل عليها الإكتفاء بقيمتها الثمينة نظراً لندرة المعدن النفيس الذي صنعت منه وكرامة الأحجار التي تزينت بها متوارية عن العالم حتى يحين إنكسارها بسقوطها سهواً.. أو عبثاً من طاولتك المزخرفة بتعاويذ التملك والسادية؟…
    أم سيقدر لها بعد كل هذه الحيرة أن تصبح محطّ أنظار الجميع في مزاد للتحف النادرة أو داخل بللورة لامعة كواحدة من أهم مقتنيات متحف اللوفر ؟

    طبيعة_صامتة

    زهرة_يونس

  • الدكتور حازم؟؟

    الدكتور حازم؟؟

    بقلم / دينا عبد القادر الحلو

    لعلك عزيزى القارئ تتعجب من العنوان ،ولكن لا داعي للعجب فهو عنوان المسرحية التي انتهيت توا من قراءتها للكاتب الكبير على أحمد باكثير-

    ولعل فترة الحظر جعلتنا نعود للقراءة وللكتب الورقية التي كنا قد نسينا ملمسها من كثرة تعلقنا بوسائل التواصل الإجتماعي الحديثة

    هذه المسرحية استعرتها من مكتبة الكلية قبل شهرين ،وظلت عندى حبيسة الادراج حتى عزمت على مطالعتها وقراءتها خاصة اننى لا أذكر اننى قد قرأت من قبل للكاتب والشاعر الكبير علي احمد باكثير!!
    وبالفعل عكفت على قراءتها وانتهت من قراءتها في غضون يومين وتدور قصة المسرحية حول الدكتور حازم الذي يعمل طبيبًا وله عيادة خاصة ويعمل بجد واجتهاد ولكنه يبتلي بعائلته المسرفة المبذرة

    فوالده شريف بك على المعاش ولديه أطيان ؛ توفت زوجته تاركة له حازم فيتزوج بأخرى وهى حكمت هانم التي أنجبت له عباس وليلي وإحسان

    ومن أول المسرحية التي تقع في سبعة مناظر/مشاهد يتبين لنا مدى حب الدكتور حازم لعائلته وارتباطه بهم وحرصه على مصلحتهم وإخلاصه الشديد ووفاءه لهم على الرغم من تبذيرهم واسرافهم ؛ فهو يقوم كل شهر بإعطاء راتبه بالكامل ودخل عيادته عن طيب خاطر لوالده ليساعده في أعباء المعيشة ولا يدخر وسعًا في مساعدة والده بكل كل يملك كما تبين لنا أحداث القصة، ولا يبخل أبدا بما يملكه على والده وأسرته على الرغم من تبذير زوجة ابيه حكمت هانم وفساد أخلاق اخوه غير الشقيق عباس إلا أنه لا يترك فرصة للاصلاح وتقديم النصيحة والمشورة.
    الكاتب الكبير علي أحمد باكثير يصور لنا بقلمه الرشيق كيف يكون الأبن البار الذي لا يجد غضاضة في إعطاء كل ما يملكه من دخل شهري لوالده على الرغم من مقدرة الأب المالية ومن وجود معاش ثابت له وايجار لفدادين يملكها، إلا أن الابن البار دكتور حازم والذي يشعر بالمسؤولية الكاملة نحو أسرته لا يرفض لوالده طلبًا وفي أول مشهد في المسرحية ذهب يسلم راتبه لبيومي افندى- باشكاتب الأب -ولعلك عزيزى القارئ تتعجب من مفردات(بك وافندى وباشكاتب)ولكن يظهر أن المسرحية قد تم تأليفها قبل ثورة يوليو التي جاءت لتمحو هذه الألقاب.
    نعود لإحداث قصة المسرحية؛دكتور حازم خاطب لفتاة تدعى (ناهد) ووالدها (صبري افندى) كان يتعجله في إتمام الزواج لانه قد مر على الخطبة أكثر من عام فأراد الدكتور حازم أن يقطتع جزء من راتبه يدخره لكي يتمم الزيجة ؛ وأخبر والده فعلا عن نيته في توفير جزء من راتبه للزواج ولشراء ملابس جديدة له ولهدية لخطيبته والباقي يعطيه لأبيه ولكن الأب شريف بك ما كان منه إلى أن سخط بشدة على هذا التصرف واتهم ابنه بالتقصير والنكران والجحود تجاهه ونحو أسرته واتهمه بأنه ينحاز لحماه وينصاع له وينفذ أوامره في حين يقدم العصيان لوالده مما دفع دكتور حازم بالدفاع عن نفسه نافيًا كل هذه التهم عن نفسه بأنه لا يدخر وسعا في مساعدة والده ولا يألو جهده في توفير كل ما يأتي له من دخل لمساعدة أبيه واسرته وأفصح له دكتور حازم عن ما تعتمل نفسه من ضيق وكدر بسبب تبذير زوجة أبيه وأخيه غير عابئين بتضحيات دكتور حازم وايثاره لهم عن نفسه بينما أخوه عباس يرتع في الأرض فسادًا ويرتاد الحانات والقمارات وسلوكه غير قويم -ولكن الأب شريف بك لم يلتفت لما يقوله دكتور حازم بل أصر على دعواه ومزاعمه أن أسرته ليست مبذرة وأن من حقه على ولده بعد أن رباه أن يجد منه يد العون والمساعدة في كبره فعرض عليه دكتور حازم أن يتولى زمام مصاريف البيت وشؤونه وأن يقوم هو بتوزيع الأموال في مسارها الصحيح من لوازم البقالة والجزارة والخضروات والفاكهة ولكن شريف بك -والده رفض بشدة مطلبه واتهمه بأنه يريد أن يكون وصيًا عليه ويريد أن يخلعه من مسؤولياته كرب للأسرة ؛وواصل شريف بك متهمًا دكتور حازم بأن حماه هو من يحرضه ضد ابيه مع أن الدكتور حازم رد مدافعًا أن حماه هو السبب في نجاحه وهو من اقرضه المال اللازم لفتح العيادة ؛ ولكن دون جدوى؛ ويذهب دكتور حازم ليقدم هدية العيد لخطيبته ناهد ثم يأتي حماه صبري افندى وعندما يعلم الأخير منه انه لم يستطع توفير مالا من راتبه لإتمام الزيجة يهم بفسخ الخطبة -مع انه يرى ان الدكتور حازم زوجًا مناسبًا لابنته المتعلقة به ولكن مع ذلك يرى وضع الدكتور حازم مع أسرته غير موفق ؛ وفجأة وبدون سابق إنذار يفاجئهم شريف بك بالحضور ويتهم صبري افندى بتحريضه ابنه ضده وبعد جدال طويل يتم فسخ الخطبة ورد الشبكة والهدايا الأمر الذي يحزن دكتور حازم حزنًا شديدًا ويتحول حاله ويتبدل ويدخل في حالة اكتئاب وانهيار نفسي مما يجعله يترك عيادته ويفصل من عمله !!
    ونعلم من مشاهد المسرحية أنه اصبح يرتاد الخانات ويشرب الخمر بعد أن كان مثالا يحتذي به من الأدب والاخلاق والسيرة والقدوة الحسنة -الأمر كان صادمًا للقارئ -فالتحول للنقيض كان صادمًا غريبًا غير قابل للتصديق بعض الشىء – ونعود لاحداث المسرحية ونرى دكتور حازم يجلس في إحدى الحانات يحتسي الخمر وبصحبته بيومي افندى الذي يحكى له حزن شريف بك على ولده ويأتي صديق دكتور حازم يدعى احمد يحاول أن ينتشل دكتور حازم من الانحدار والتدهور الذي وصل إليه ويحاول أن يقنعه بالعودة للعمل ولبيت ابيه وبالفعل يأتي شريف بك حزينا متأثرا بغياب ابنه دكتور حازم وبالحال الذي وصل إليها- ويعتذر لولده ويحق نفسه ويخبره انه يوافق على أن يتولى هو زمام أمور الأسرة كما كان يتمنى، وانه قد تحدث لصبري افندى للم شمل المحبين -حازم وناهد – خاصة بعد إصابة ناهد بمرض وعضال نتيجة حزنها على فسخ الخطبة وبالفعل يوافق صبري افندى وتعود المياه لمجاريها ويتم الصلح ويعود دكتور حازم لعيادته التي كان قد اهملها-ويتم زواجه بناهد ويتولى هو زمام الأمور في عائلته ويقضى على اسراف وتبذير زوجة أبيه التي قد اعتذرت له عما بدر منها؛ وتتزوج اخته من صديقه الصيدلي احمد وينصلح حال أخيه عباس ويفتح له دكان بقالة ؛ وحتى بعد زواجه من ناهد يظل على عهده بالوفاء لأبيه ولأسرته ويدفع ديون أبيه قبل أن تعرض أرضه للمزاد ؛وينجح في إنقاذ أسرته ويظل ممسكًا بزمام الأمور والمصاريف ويسلم مصروفا شهريا للباشكاتب للصرف منه على مستلزمات والده واسرته ؛ وفي إحدى زيارات والدة ناهد لها ترى ما يحدث من الدكتور حازم من تولي مصاريف أسرته فتضايق ونحاول ان توغر صدر ابنتها نحو زوجها انه بذلك لن يوفر مليمًا في المستقبل له ولناهد لانه يصرف على بيتين؛ وفي نفس المشهد تحضر حكمت هانم زوجة والد دكتور حازم وإخواته البنات وتجدهن يرتدين زينة من الذهب وتعلم منهن أن دكتور حازم قد اشتري لهن بعض من هذا الحلي؛مما يجعلها تستاء وتسخط أكثر وأكثر وتفتعل مشادة معهن بأنهم يستولون على رزق دكتور حازم الذي لن يستطيع توفير قرشًا له ولأسرته ولاطفاله في المستقبل ،ويحضر دكتور حازم الذي يجد الوضع وقد تفاقم وحماته قد تمادت في اتهام أسرته وإخوته بالاستيلاء على أمواله، فيرد عليها أن هذا ليس من شأنها !! وتحرض ابنتها وتأخذها معها بعد افتعال هذه الأزمة والمشادة ،وترضخ لها ابنتها ناهد التي لا يظهر لها موقف او رأي!! وتنصاع لأمها وتترك منزلها !!ويتركون دكتور حازم الذي لم يبدر منه اي شىء يجعلها تترك منزلها ولا يحاول اللحاق بها فهو لم يخطئ في حق أي منهما!! ولكن صبري افندى بعد أن يعرف ما حدث منهن يلوم ابنته وزوجته عما بدر منهما ويطلب من ابنته العودة لمنزلها لأنها أصبحت الآن ضيفة في بيت أبيها وبيتها الآن هو بيت زوجها وليس منزل والدها ويلوم صبري افندى زوجته بشدة ويطلب من زوجته الا تتدخل في حياة ابنتها وأن الدكتور حازم حر في أمواله يصرفها كما يشاء وانه بحق له أن يوجه جزء من ماله وراتبه لمساعدة ابيه وبالفعل يستدعى دكتور حازم للمجىء لأخذ زوجته ناهد وتنتهي المسرحية بالصلح بين الزوجين والعودة لعش الزوجية وهما في قمة السعادة .

    المسرحية هى توليفة فنية مباشرة لتقدم لنا حكمة ودرسًا ربانيًا في بر الوالدين (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)؛وأن على الأبن او البنت مراعاة الوالدين خاصة في مرحلة الكبر وتقدم العمر وأن على الابن أن يراعى مصالح والديه واسرته مهما بدر منهما :
    ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

    كما قدمت لنا المسرحية درسًا هامًا في أهمية انصياع الزوجة لزوجها وأهمية مساعدته في الوفاء ورد الجميل لأهله
    قال رسول الله صلى اللعه عليه وسلم :(أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ) رواه أحمد في “المسند” (11/ 503

    مسرحية جميلة من زمن جميل تقدم لنا نصائح جميلة عن أهمية بر الوالدين – حتى وان جاءت مباشرة في تقديم المغزى والهدف من العمل الأدبي – إلا أنها توضح كيف أن الأدب لابد أن يكون له رسالة مجتمعية يخدم بها المجتمع وذلك بتقديم أعمالا أدبية وفنية ومسرحية تؤكد على أهمية ووجوب بر الوالدين كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم. ،رحم الله كاتب المسرحية علي احمد باكثير الذي قدم أعمالا أدبية ومسرحية كثيرة مثل واسلاماه ،كما أنه حصل على جائزة الدولة التقديرية مناصفة مع نجيب محفوظ.

    وهكذا يكون الأدب وفن المسرح الهادف.

    * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 12 – 14].

  • حكاية لايُبليها الزيف

    حكاية لايُبليها الزيف


    بقلم/ زهرة يونس

    مخالب لم تألف الخضوع يوما.
    ربما رحبت بالعزلة حتى لاتهان حدة سكونها

    ولاتُشاك عزيمتها بزحام المشاعر المزيفة في أودية حواها جدب الكلمات وتغشاها جمود القلوب ..

    وعزفت عن طمس ربيعها المزعوم بانتفاضة خماسينية ترد فيها الروح وتخط عبر ثباتها

    تاريخاً مضيئاً يجُبُ ما ترسب في النفوس من هزائم وإنكسارات

    بل أنفت بضعفها المعهود أن تواري سوءات النفاق ولو بسُترة بالية اصطحبتها ضمن سُرة أمانيها التي استطاعت رغماً أن تنفد بها من هشيم رغم هوله

    إلا أنه لم يثنيها عن حمل مفتاح بابه.. كتميمة تعيدها يوما حرة..

    أو ربما ذكرى تحكي معالم وطن وطأته خطى الزيف الملعون.. حتى إذا تشعبت عن قصد كل الحكايا تبقى حكايتها هي أول ماترويه لأحفادها قبل أن يغطوا في عمق السُبات..

    ربما لأنها تعلم أن أضعف الإيمان هو الحلم بالعودة

  • مقصـرون

    مقصـرون

    شعر / آمال ذكي شاهين


    مقصـرون مقصـرون

    في حق رب العالمين

    مقصـرون مقصـرون

    وإيماننا دائما ليس يقين

    مقصـرون مقصـرون

    في حق الله المستعان

    فاتنا الركوع فاتنا السجود

    وزاد علينا طبع الجاهلين
    وسمعنا صوت المؤذن

    وكنا للمساجد هاجرين

    ومن عملنا كان الجزاء فهو الفاني

    وقفلت أبواب المساجد من عند رب العالمين

    وبات القلب في حزنٍ ثقيل

    مقصـرون مقصـرون

    والأرض استجارت

    يا ابن آدم برب كريم

    من ذبوب كثيره

    ولسان آخرص دميم

    أيها الإنسان أتعرف من خلقك

    خلقك العزيز الرحيم

    أرتقوا بالإيمان كما ترتقوا بالأعمال

    أرهقتم أنفسكم وأرهقتم الأمم

    دفنوا المستضعفين

    ونسوا أن الله هو الحق المبين

    أصلحوا الضمائر أحسنوا الإيمان

    واتقوا رب رحيم ليس غفلان

    إلى كل من نشر البلاء والوباء

    إلى كل طامع في حق الآخرين

    والحمد لله على نعمائه

    التوراه والإنجيل والقرآن

    مقصـرون مقصـرون

    أو ليس الله بأحكم الحاكمين

    كورونا داء “ودواء”

    لقلوب قاسيه وضمائر حافيه

    بلغوا عني وعن كل الخلائق

    فهذا صنع الله وخلقه وإبداعه

    فأن عاش تكرموه وإن مات تأكلوه

    بل كفنوه وإلى الله ردوه

    وفي بطن الأرض ضعوه

    نستجير بالله فالحسنة تخصكم

    والسيئة تعمنا وتعمكم

    جددو العهد مع الله

    بصلاة ودعاءً ومناجاه

    ارفعوا صوت المآذن

    وعلوا صوت الإجراس

    أفتحوا المساجد

    افتحوا الكنائس والمعابد

    أكثروا من دعاء الشاكرين الذاهدين

    العارفين العابدين التأئبين

    رحماك يا ألله حنانيك يا ألله

    يا مغيث يا ألله

    يا كريم يا حليم يا عظيم يا رحيم يا رحمن

    اللهم لك الحمد في السراء والضراء

    اللهم لك الحمد في كل وقت وحين

    يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء

  • مدام جنفياف

    مدام جنفياف

    بقلم / دينا عبد القادر الحلو
    لا
    أدري ما الذي جعلني أتذكر مدام جنفياف صباح اليوم!! مدام جنفياف هى مدرسة اللغة الفرنسية التي كانت تدرس لي مادة اللغة الفرنسية في المرحلة الثانوية ،لعلني تذكرتها أثناء قيامى برفع محاضرات اللغة الفرنسية على منصة موقع التعليم الإلكتروني وبينما أصوات المحاضرين باللغة الفرنسية تنساب إلى مسامعي.
    دعونى أسرد لكم علاقتى باللغة الفرنسية وكيف بدأت: لم ادرس اللغة الفرنسية إلا في الصف الأول الثانوى بمدرسة الثانوية بنات- مدرستي الحبيبة بالمختلط -لم أكن قد درستها في المرحلة الابتدائية ولا المرحلة الإعدادية مثل طلاب مدارس الفرننسسكان والعائلة المقدسة حيث كانت مدرستى الابتدائية (المدارس الاسلامية والمحافظة على القرآن الكريم) تهتم بتعليم اللغة الانجليزية ولم ندرس الفرنسية إلا عند التحاقنا بالمرحلة الثانوية ،ولا أخفي عليكم اننى في أول حصة في اللغة الفرنسية في فصلي (أولي خامس)

    لازلت أتذكر الفصل -أصابني الإحباط واليأس بل الصدمة والذعر والهلع- حيث أخذت المعلمة مدام جنفياف تشرح وتتحدث بالفرنسية، والطالبات ممن درسن الفرنسية في المراحل السابقة تتجاوبن معها وتنطقن الكلمات بكل سهولة ويسر أما أنا فلقد أصابنى الهلع والارتباك الذي وصل لحد البكاء ولم استطع التجاوب من أول حصة!
    مدام جنفياف كانت مدرسة طيبة جميلة عرفت انها تعطى دروسًا خصوصية فقررت أن أتلقى درسًا خصوصيًا عندها وكان الدرس الأول في حياتي الذي أنزل له خصيصًا من مسكني، لم يكن بيت مدام جنفياف بعيدًا عن مسكن أسرتي بل كان قريبًا حيث كان بيتها يقع بمنطقة حسين بك ويأخذ منى عشر دقائق سيرًا على الأقدام

    فكنت امشي شارع الاتوبيس القديم كله حتى أصل إلى محطة القطار ثم أدخل مبنى المحطة لاعبر منه إلى ميدان أم كلثوم واسير في شارع السكة الجديدة وأعطف شمالا لأجد الحسينية ومسكن مدام جنفياف كان في إحدى البنايات القديمة العالية قي منطقة الحسينية وكانت شقتها منقسمة إلى جزأين: جزء للدروس وجزء للمسكن :يفصل بينهما ستارة تحجب غرف ابنائها

    والجزء الخاص بالدروس كان منقسم الي غرفتين :غرفة مدام جنفياف حيث تقوم بتدريس اللغة الفرنسية فيها ،والحجرة الأخرى يدرس فيها زوجها أستاذ اسكندر مادة الرياضيات ،زوجها أيضا كان يتسم بالاخلاص في عمله وكان معروفًا بالشدة والحسم مع طلابه،ومن لا يقم بعمل الواجب يجعله يجلس في الصالة لحل الواجب قبل الذهاب لبيته.مدام جنفياف وقتها كانت تأخذ منى فقط خمسة عشر جنيها وأتذكر عندما بدأت الدرس كنا في منتصف الشهر فأخذت منى سبعة جنيهات ونصف فقط ، وكانت تجعلنا نقوم بتسميع الكلمات في بداية كل حصة ولم تكن تميزني في التعامل داخل فصل المدرسة بل كانت تعامل الجميع بحب ولطف دون تفرقة أو تمييز ،وتتوالي الأيام وبفضل الله -ثم فضل مدام جنفياف- تعلمت منهج اللغة الفرنسية وكنت أحصل على درجات عالية 29 او 30 من 30 سواء في الامتحانات الشهرية أو النهائية وذلك في الصف الاول ثم الصف الثاني الثانوي

    أما في الثانوية العامة :مدام جنفياف لم تكن تعطي دروسًا خصوصية للصف الثالث الثانوي فذهبت لأستاذ محمد الفضالي الذي كان ذائع الصيت وقتها في مدينة المنصورة

    ولكن بيته كان بعيدًا جدا جدا عن مسكني حيث كان يقع بجوار كلية الاداب القديمة بعيدا عن مسكن أسرتى وقتها فلم استكمل دروس الفرنسية على يديه وقررت وقتها الاكتفاء بالاستذكار وحدي من الكتب والمذكرات وما تعلمته على يد مدام جنفياف وبالفعل حصلت على درجة 29 من 30 دون درس خصوصي بل بما تعلمته على يد مدام جنفياف الحبيبة التي لا اتذكر عنها الا كل ما هو طيب وجميل ،

    تحية وشكر وامتنان وعرفان لمدام جنفياف التي لا اعرف ان كانت على قيد الحياة أم لا!!

    تحية شكر واجلال لكل استاذ ومدرس لازلنا نتذكره بالحب والدعاء.

    الذكرى الطيبة تظل في الوجدان مهما مرت الأيام والسنوات.

  • فات الأوان

    فات الأوان

    بقلم / دينا عبد القادر الحلو
    كانت دائما مشغولة في عملها تعطيه كل وقتها وحياتها وتفكيرها في حين كانت دائما تعامله بعنف وغلظة وعجرفة وتبيت كثيرا خارج البيت وتتركه وحيدًا لتقضي الأيام والاسابيع عند اسرتها أو مسافرة أو في لقاءات ومؤتمرات تخص عملها كطبيبة، وعندما كان يحاول التحدث معها ترد عليه بفظاظة وحدة مغترة بحبه لها ولتفهمه لطبيعة عملها ولشغفها بوظيفتها

    وأنها تريد أن تحقق نفسها وذاتها وكينونتها وكان متفهمًا لطبيعة مشاعرها ملتمسًا لها الأعذار والمبررات في بعدها عنه وانشغالها المستمر عنه واهمالها للبيت ولواجباتها الزوجية والمنزلية

    وفي يوم من الأيام وجدها تجهز حقيبة سفرها وعندما سألها علم انها ستقضي عطلة الصيف في إحدى القرى السياحية مع اسرتها

    فأخبرها انه سيجهز حقيبته هو الآخر ليصطحبها وفرصة لقضاء العطلة معًا ولكنها رفضت بفظاظة وسافرت وحدها وفي هذه الأثناء وبينما هى تصده وتعامله بجفاء لا يدري سببه وتصده في كل محاولة منه للتقرب منها ورأب اي صدع قد يكون حدث في علاقتهما

    كانت هناك أخرى تتقرب منه وتتودد له وتبتسم له وتعامله بكل رقة وحنان وعذوبة وحب وتهتم بأهله وتتودد لهم بينما كانت زوجته لا تقدم لهم إلا كل اهمال ولامبالاة فلم يستطع إلا أن يقع في حبها، فزوجته أبت ألا أن تسد كل أبواب المحبة

    ولم يتبق منها إلا كل صد وقسوة وعنف وعجرفة وانانية ،لم يستطع تحمل الهجر والصد والنفور الذي يجده من زوجته التي لم يعرف سببًا لتحولها الغريب على الرغم من
    كل الحب الذي كان يقدمه لها والاحتواء الذي كانت تلقاه منه وكل سبل التعاون والدعم النفسي والمعنوى ومساندتها في عملها

    ولكن مضت الشهور والزوجة الأولى مستمرة في عنادها وبعدها عنه لتحطم وتدمر كل ذرة حب كان يشعر بها نحوها

    في حين الأخرى – زميلته في العمل- كانت تقترب مقدمة له كل ما يحتاجه الرجل من حب واهتمام وحنان واحتواء فقرر أن يتزوجها بعد أن ضاق ذرعا بتصرفات زوجته الأولى وما تفعله معه من أفعال كلها جفاء وصد وهجر وقسوة وحرمان دون سبب واضح!!
    عادت الزوجة الأولى لشقتها بعد رحلة سفر لاحدى المؤتمرات فلم تجد زوجها في انتظارها كعادته، فبحثت عنه فلم تجده وفتحت خزانة الملابس لتجدها فارغة واتصلت به لتخبره انها تشتاق له فتعجب كثيرا من مشاعرها المتقلبة وأخبرها انه سافر لمأمورية عمل فلقد كان لا يزال حريصًا على مشاعرها خشية جرحها ولكنها سرعان ما تعرف بخبر زواجه وتسقط من هول الصدمة ! فتطالبه أن يترك زوجته الثانية لأنها تحبه فرفض واختار البقاء مع زوجته الثانية وانفصل عنها ! فشعرت بخطأها نحوه وأنها اهانته وجرحته كثيرًا كثيرًا واهملته وأهملت بيتها وحياتها وانشغلت عنه وتركته وحيدًا كثيرًا ولكن بعد فوات الأوان !!!
    الخلاصة
    لا تعول كثيرا على حب الطرف الآخر، فالمشاعر تتغير،والقلب ما سمى قلب إلا لتقلبه ،والحب يدوم بالاهتمام ويستمر بالحنان والرعاية والعطف والاحتواء، فالحب كالزرع يحتاج للماء وللسقيا ،فإن تركته دون أن ترويه جف وذبل ومات!!
    البعض منا لا يدرك قيمة ما يملكه إلا بعد ان يفقده ولكن بعد فوات الاوان
    لا تركن إلى رصيد محبتك في قلب الآخرين فلكل منا قدرة على التحمل
    الإهمال يقتل أيّ علاقة مهما كانت قوية، والاهتمام يصنع أيّ علاقة مهما كانت مستحيلة،

  • الطبيب الإنسان ومظاهرة حب الكترونية لمصابي كورونا بصدر دكرنس بالدقهلية

    الطبيب الإنسان ومظاهرة حب الكترونية لمصابي كورونا بصدر دكرنس بالدقهلية

    كتب / بدر صبحي

    لم تهدا دعوات وابتهالات اهالي مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية فور ظهور نتائج التحليل الخاص بفيروس كورونا لأطباء وممرضات مستشفي صدر دكرنس وإعلان نتائج لعدد ١٧ طبيب وممرضة وفني بالمستشفي وللأسف كانت ايجابي اي مصابة بالفيروس
    وخاصة بعد قرار غلق المستشفى ووضع باقي العاملين بها من أطباء وتمريض وعمال وأمن وعددهم ١٠٣ تحت العزل الوقائي بالمدينة الجامعية بجامعة المنصورة
    وتحول بث مباشر للدكتور محمد السيد رمضان أحد الأطباء المصابين بالعدوي بمستشفي الصدر بدكرنس علي صفحتة الشخصية الفيس بوك إلي ايقونة إنسانية وهو صابر قانع بقضاء الله

    و يدعو اهالي دكرنس ومراكزها وكل المرضي اللذين تعامل معهم بالتوجة لعمل تحليل للفيروس ليكونوا مطمئنين ولا يصيبهم الهلع

    سواء كانوا مرضي قاموا بالكشف عنده او داخل مستشفي صدر دكرنس

    حتي المتعاملين معه علي المستوي الشخصي وذلك خوفا منة علي الا يكون سبب العدوي بالفيروس لأي شخص
    وخلال البث المباشر علي صفحتةالشخصية قبل التوجة للحجر الصحي بمستشفى تمي الأمديد بالدقهلية ومعه باقي زملائه من أطباء وتمريض اوضح ثبات وثقة پإرادة اللة ورضاء بقدرة حيث انه كان يؤدي واجبة في خدمة المرضي

    ولم يتقاعس او يتهرب من آداء رسالتة السامية كأحد ابناء جيش مصر الابيض
    وسادت حالة من المشاعر المتضاربة بين أهالي مركز دكرنس وقراها من دعوات صادقة بالشفاء للطبيب الإنسان والعودة لصفوف الجيش الابيض

    و قلق وترقب لنتائج تحاليل المخالطين للاطقم الطبية من العاملين بالمستشفي وعددهم ١٠٤ شخص
    ولم تخلوا روح الطبيب الإنسان من روح الدعابة حتي علق علي إرسال احد زملائه بقطعة شيكولاتة فكتب.. رغم عدم توافق الشيكولاتة مع بروتوكولات العلاج لكنة سيقبلها
    ولم يفقد اهتمامة بالنصح والارشاد والخاص بفتاوي إفطار رمضان من عدمة

    حيث نشر امس من داخل مستشفي العزل بوست لاحد المتخصصين يدلل بعدم وجود علاقة او ارتباط بتأثير الصيام علي قابلية الإصابة بفيروس كورونا من عدمة
    وطالب الدكتور محمد السيد رمضان أهالي دكرنس و المصريين بالتزام منازلهم وإتباع الاجراءات الإحترازية للوقاية الشخصية ومنع الإختلاط والنظافة والغذاء الصحي وعدم مغادرة المنازل حتي تزول الغمة ان شاءالله

    وهذا نص رسالتة لطمئنه المحيطين به وأصدقائة وأهالي مركز دكرنس بمحافظةالدقهلية وللمصريين عامة

    “” من لم يشكر الناس لم يشكر الله
    أشكر جميع العاملين والعاملات بمستشفى تمي الأمديد
    أشكر السيد الدكتور مدير المستشفى الذي كان في استقبالي ، وأشكر السادة الأطباء المحترمين علي حسن التعامل ،
    وأشكر هيئة التمريض علي تفانيهم في خدمتنا وتقديم كل سبل الراحة ،
    وأشكر العمال والعاملات على مستوي النظافة .
    أما هذه الصورة فتحتاج إلي شكر خاص للسادة الزملاء الصيادلة فالكلمات المكتوبة لا تقل أثرا في العلاج عما قرره الأطباء من دواء .
    وبالمناسبة الشيكولاته هدية وليست في بروتوكول العلاج
    “”

    وأسرة تحرير الحقيقة أون لاين تتمني الشفاء والسلامة لكافة ابنائنا من جيش مصر الأبيض وسائر المصريين

    وتؤكد ان شعب مصر خلف قيادته داعما وسندا ومعينا حتي نتخلص من هذا الوباء اللعين

    حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها

    #تحيا_مصر

  • ضوء من ظلام

    ضوء من ظلام

    كتبت : هبة الله ابراهيم

    ظلام يخيم علي تلك الصورة القابعة على جدار معزول بذلك المنزل البعيد
    اصابه الخوف حين نظر اليها للوهلة الأولى
    دارت بخلده مئات الحكايا
    لم يستطع اسقاط النظر بعيدا
    اجبره شئ ما أن يعود 
    فكرر النظر مرة ومرات
    ضوء خافت
    اخفته ذرات من تراب
    تزاحمت وتكاثرت حوله
    أنهكت قواه
    لا يستطيع الإعلان عن وجوده
    في خطوات متثاقلة
    اقترب
    بدأ في ازالة هذا الحاجز بهدوء
    بدأ الضوء الخافت يبزغ
    ويداه تقوى
    ليزيل اكثر
    لاحت في أفق الصورة شمسا
    فأضاءتها
    اقترب منها ليكشف انها
    لم تكن سوى ابتسامة تلك الحورية
    المرسومة بعناية
    المهملة بقصد
    القادرة على الصبر
    حتى يأتي
    ليكشف الظلام
    فيزيل الغبار
    ويمنحها الحياة

  • عادت

    عادت

    كتبت : هبة الله ابراهيم

    ودون قصد ..
    عادت إلى هدوئها
    عزلتها
    صوتها المنخفض الذي لا يكاد الأقرب يسمعه
    ضحكتها تتحول لابتسامة خافتة 
    عاد الوجه الطفولي يحل محل ذاك الوجه المفعم بالنضج
    ايام طويلة من محاولاتها لان تعيش مرحلتها السنية
    بتلك التفاصيل المعقدة
    فشلت جميعها
    أمام تلك التفاصيل الأنيقة في جوهرها
    الممزوجة بكيانها
    المثابر
    المصر على البقاء

  • رحيل بلا صوت

    كتبت : هبة الله ابراهيم

    ظلت تلك الخمرية مجهدة العيون , مبتسمة الثغر على الدوام
    تعتني بالقاصي والداني
    تقدم كل ما تستطيع لأجل سعادتهم
    لم يكن يمر اليوم دون أن تسدي معروفا لأحدهم ..
    اجهاد عيونها يزداد يوما بعد يوم 
    يديها لم تكن قوية بم يكفي ولكنها لم تفلت احدا احتاجها ذات مرة
    ضوضاء صاخبة يحدثها غيابها احيانا
    وهدوء قاتل في احيان أخرى
    تناست بين تفاصيل يومها أنها بشر
    تحتاج أيضا لاهتمام
    تجاهلت الاما اطاحت بقوتها
    وهموما عصفت بتلابيت قلبها
    اكتفت ببكاء مكتوم لم يصدر له يوما صوت
    ولكن بعض من تمرد لا يضر
    فتمرد الجسد النحيل
    على ملكته للمرأة الأولى
    هاجمها بنفس القوة التي تسند بها سواها
    تمرد بتمرد
    لم تعره بالا
    واكتفت بالمضي قدما في طريقها
    حتى انتهى العناد بالعناد إلى
    ان أغمضت عيونها
    بنفس الهدوء الذي عاشت به