و ما كانت أحرفي عبثاً و ما كانت حياتي صدفاً و ما كانت كل اللحظات ملحاً و لا كانت كلها عسلاً عشت ألماً عشت أملاً ذُبتُ شوقاً وقعت أرضاً وقفت صلباً وصلتُ قمماً سافرتُ دولاً قابلت أمماً صادقت بشراً فما كانت أحرفي عبثاً جُرحت يوماً بكيت ظُهراً صرخت عصراً صليتُ فجراً جائني فرجاً ثم…
خيطت جرحاً فرسمته علماً جُرحت ثانيةً! فكتبتُ رقماً جُرحت ثالثاً! فكتبت قصيدةً جُرحت خامساً فرسمت خريطةً تكبر خريطتي فصنعت عالماً فما كانت أحرفي عبثاً تألمتُ تعلمتُ فعلمتُ بكيتُ جهشتُ فابتسمتُ عانيتُ عراضتُ سئمتُ فارتضيت و إلى الله احتكمتُ فما كانت أحرفي عبثاً
أحببتُ اعترفتُ فعشقتُ و اشتقتُ افترقت فارقتُ فتأقلمتُ فعشتُ فما كانت أحرفي عبثاً
سُئلتُ و تساءلتُ غضبت و تساهلتُ اتُهمتُ و تبَرَأتُ عاقبتُ و اتعاقبتُ توقفتُ و أكملتُ ذهبتُ و أتيتُ فعلت الأشياء و عكسها إلا أني امرأة لم تفقد إيمانها فما كانت أحرفي عبثاً
نزفت حبراً بكيت بحراً عاندت لا شراً زرعت خيراً انتظرت قبراً أوتيت جبراً فما كانت أحرفي عبثاً
سأرحل تاركةٌ للحياةِ عهداً كنت حرة رغم كل ما كبلني و كنت لكي قيداً (للحياة) يموت بشرٌ و تستقبل الأرضُ جُدداً يلعنون الحياة و يصنعون لمن عاندها مجداً عاندت حياتي لا كانت بزهوها تغريني و لا بقسوتها تطأطئ جبيني فما كانت أحرفي عبثاً (ما كانت أحرفي عبثاً)
بالأمس القريب طالعتنا المواقع الإخبارية بقصة احمد حسن وزينب (مشاهير اليوتيوب) اللذان تم القبض عليهما بعد تصوير ونشر فيديو لهما أثناء مزحة مع طفلتهما ايلين؛ كانا يقصدان الضحك والمزاح؛ بأن دهنت الأم زينب وجهها باللون الاسود لاخافة الطفلة ؛والتي اترعبت بالفعل وخافت من منظر الام واخذت تبكي وكل ذلك من أجل زيادة عدد المشاهدات والتربح من خلال اليوتيوب الذي أصبح مجالا للبعض لنشر فيديوهات كوميدية او تعليمية أو طبيخ لتحقيق مكاسب مالية كلما زادت عدد المشاهدات وتم القبض على الزوجين وتصدرت اخبارهما مواقع التواصل الاجتماعي وأمر النائب العام باحالتهما النيابة والتحقيقات وتم عهدة الطفلة للجدة ولم يمض يومان حتى تم الإفراج عن الزوجين بعد دفادع كفالة والتعهد بعدم ترويع الطفلة مرة اخرى وانقسم رواد وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض مؤيد لقرار الحبس لكره هذين الزوجين ولكره ما يقدمانه من محتوى سمج ثقيل لا يتسم بأي نوع من الجمال او المتعة او معارض لقرار الشرطة أن الطفلة طفلتهما ولا يستحق الأمر كل هذه البروباجندا وأن هناك أمور تستحق الاهتمام والتحرك أكثر من ذلك مثل أطفال الشوارع وتجارة الأعضاء والتعذيب الأسري والتحرش الأسري واغتصاب الأطفال
اليوم طالعتنا الاخبار بخبر مقزز حقير وضيع يدمى القلوب و تقشعر له الأبدان ويصيب الإنسان- سليم الفطرة -بالغثيان والاكتئاب والحزن تجرد (أب)- وليس بأب – بل حيوان لا الحيوان ارقي واطهر بل حشرة بل كائن قذر خسيس وضيع تجرد هذا الكائن من كل معاني الأبوة والإنسانية واعتاد الاعتداء الجنسي على نجلته البالغة من العمر ١٨ سنة وحينما علمت الام أخبرت ابنتها أن تهرب لحماية نفسها ولتنجو من هذا الوغد الآثم!! وتفاصيل الخبر تؤكد أعتياد الاب القذر الحقير لفعل ذلك مرارا مع الحفاظ على عذرية البنت المسكينة!!!! ولا أدري كيف سكتت الام والبنت طوال هذه الفترة!!!! واعترفت البنت-بعد الإبلاغ باختفائها ثم العثور عليها أمام الشرطة- على الاب القذر انها يتعدى عليها جنسيُا مما دفعها للهرب!!! وقال الاب في التحقيقات انها (وزة شيطان)!!! بل انت الشيطان نفسه أيها الحقير!!! اتمنى ان يتم حبس الأب او إعدامه في ميدان عام حتى لا تسول نفس اي حقير فعل ما فعل!! يا من تحركتم لأجل مزحة تم تصويرها للهزار والضحك وقلبتم الدنيا رأسا على عقب !! أين الان منظمة حقوق الإنسان !! اين الضمائر الحية! اين ذوى الدم الحار الذين فجعوا من أجل طفلة احمد وزينب!!! أين أنتم من هذه المصيبة!! اين انتم من هذه الكارثة المفجعة!!! أغيثونا هناك أطفال ينتهك أعراضهم من أولياء أمورهم!! هناك قصٌر وبنات تغتصب من أهلها!! زنا المحارم !! لا حول و لا قوة إلا بالله وانا لله وانا اليه راجعون ان الساعة لتقترب الأخلاق في تدهور والبعد عن الدين والبعد عن الله الادمان وتعطى المخدرات ومشاهدة القنوات الإباحية والإنترنت الذي سهل كل شىء ووفر كل شىء!!
يا من قلبتم الدنيا من أجل فيديو هدفه الضحك والتسلية فقط!! تحركوا من أجل محارم الله التي تنتهك!! كيف ستعيش هذه الفتاة بعد الآن!!! كيف ستتعلم او تتزوج؟ كيف ستواجه المجتمع! كيف ستعيش باقي عمرها وقد هتك عرضها من أقرب الناس إليها والمفترض والمكفل لهم حمايتها وصيانتها والحفاظ عليها! الإعدام قليل عليه!! اللهم احفظنا واحبتنا عودوا لله والدين ولتعاليم الإسلام السمحة وتطبيق تعاليم الدين والتفرقة بين الأبناء في المضاجع وضرورة احتشام البنت متى بلغت!! ومحاربة القنوات الإباحية وقاذورات النت!! احموا أطفالكم !!
أثارت التصريحات الأخيرة للفنان المتميز “يوسف الشريف” زوبعة كبيرة في أرجاء الوسط الفني ،كما تسببت في حنق وسخط الكثيرين من مدعٌي الفن والذوق والثقافة والجمال في كثير من الأوساط الفنية والثقافية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت البداية عندما حل الفنان “يوسف الشريف” ضيفًا في برنامج “رامي رضوان” على قناة dmc ،حيث تحدث عن أعماله الفنية وعن اختياراته للأعمال الدرامية التي يشارك فيها ،وعن النهج الذي يتبعه والأسلوب الذي يمشى على نهجه بعد أن أصبح نجمًا للأعمال الدرامية خاصة في شهر رمضان المبارك، فلقد استطاع خلال سنوات قليلة أن يحفر اسمه في السينما والتليفزيون ،وخاصة مسلسلاته المتميزة مثل (اسم مؤقت -كفر دلهاب –النهاية -رقم مجهول-القيصر – لعبة ابليس – الصياد…) وغيرها من الأعمال الفنية التي تحتل نسبة مشاهدة عالية سواء على شاشة التلفاز أو على موقع اليوتيوب، لتميز أعماله التي تتسم بالإثارة والاكشن والتجديد وخلوها من أية مشاهد تخدش الحياء والذوق العام! ومن تصريحاته التي خص بها برنامج رامي رضوان خلال الأيام الماضية والتي أثارت سخط البعض هي تدقيقه في اختيار العمل الفني ووضعه لشرط في العقد قبل التوقيع عليه، وهو عدم تقديم مشاهد “عاطفية غير لائقة” أو عدم وجود مشاهد تخدش الحياء في العمل الفني، وأنه منذ فيلم (هي فوضى) اخراج يوسف شاهين، أخذ عهدًا على نفسه الا يشارك في أي عمل يحتوي على مشاهد خارجة بعد أن وجد من أسرته امتعاضًا ونقدًا لما تم بثه من مشاهد لا تصح في فيلم “هي فوضى” ،الأمر الذي جعله يقرر ألا يشارك في أعمال لا ترضي الله، وأنه بالفعل عند توقيع عمل فني بعد فيلم (هي فوضى ) وجد في السيناريو مشاهد سوف يتم تصويرها في “الفراش” ،فرفض رفضًا قاطعًا فقال له المخرج (ده شغلي انا مش شغلك) فصمم على رفضه وتم استبعاده من هذا العمل، وأضاف أن “قراره تسبب في حرمانه من أدوار كثيرة، وجعله محل سخرية من زملاء له في الوسط الفني”. وظل عامين كاملين في البيت!! وكاد أن يترك الفن ويعيد حساباته ، ولكن عاد للظهور مجددًا وحقق نجاحاته بدون مشاهد خارجة ! وتصدر اسمه المسلسلات والافيشات وأصبح رقم واحد في المتابعة الرمضانية! وهذا يؤكد لنا أن بإمكان الفنان المتميز أن يملي شروطه قبل توقيع العقد المبرم بينه وبين الشركة المنتجة ويشترط عليهم أنه يريد تقديم عملا فنيًا يحتوي على رسالة وهدف وليس إثارة للغرائز والشهوات!! وكأي انسان ناجح لابد أن يكون له حاقدين وكارهين وحاسدين ومحبطين: فلقد أدت تصريحاته إلى استفزاز قلة من المرجفين، وانقسم الوسط الفني ما بين مؤيد ومعارض، وهناك من أعلن تضامنه مع يوسف الشريف على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي واحترامه لموقف “يوسف الشريف” وأنه حر في اختيار ما يناسب من أدوار ، وهناك من أعلن انكاره ورفضه التام لموقف “يوسف الشريف” واصفًا اياه ب”التخلف والرجعية”، فها هو وحيد حامد يحل ضيفًا على” برنامج االتاسعة على الفضائية المصرية”، وفي حواره مع وائل الابراشي أبدى رفضه لتصريحات يوسف الشريف ، وقال (من لا تعجبه المهنة عليه أن يتركها طالما أن العمل موافق عليه من الرقابة والإنتاج فعلى الممثل ألا يضع شروطه على العمل ومفيش حاجة اسمها أعمل ده وما اعملش ده!) ، وتابع وحيد حامد حديثه قائلا (أن هذا الفنان يحاول نشر فكر سلفي !!، وأكمل حديثه قائلا” القبلات في الأفلام لا تكون حقيقية إلا بالاتفاق بين الطرفين والرضا وهما أحرار مع بعض أصلا وبيبقى في عدد كبير في الاستوديو وبدعة السينما النظيفة دى جاتلنا، وكان الهدف منها ضرب صناعة السينما في مصر، نحن نصور قضايا ونصور أبعادها ولابد من تناولها بكل جوانبها)!! . عجبًا لك أيها المؤلف الكبير!! وهل لابد لكى نقدم قضايا حقيقية وفن صادق ورؤى واقعية أن يمتلأ العمل الفني بمشاهد ساخنة! هل لكي ينجح الفيلم أو المسلسل لابد أن تخدش حياء المشاهد بالقبلات والاحضان والتي زاد عليها اكثر واكثر مشاهد غرف النوم!! الفن الذي يعتمد على إثارة الغرائز وتحريك شهوات الشباب ووضع صور الفنانات عاريات على افيشات السينما لتحقيق اقبال جماهيري وزحام على شباك تذاكر السينمات ليس بفن!! ومنذ سنوات وقبل ظهور الفضائيات كانت الرقابة في التليفزيون المصري تحذف المشاهد الساخنة والكلمات الخادشة من الأفلام والأعمال الفنية قبل عرضها على القناة الاولي والثانية حفاظًا على مشاعر الأسر التي تشاهد ما يقدم على الشاشة ودون أن يخل ذلك بالنسيج الفني للفيلم ، إذن ما هي الحاجة لوضع مثل هذه المشاهد الخارجة طالما كان يتم حذفها بمنتهى السهولة من قبل رقابة التليفزيون المصري قبل سنوات دون أن يؤثر ذلك على أحداث العمل الفني!!!! الا تتفق معي يا سيد “وحيد حامد” أن أجمل الاعمال الفنية التي تحرص الأسر المصرية على متابعتها مهما تكررت هي أعمال اسماعيل ياسين والنابلسي وعبدالمنعم ابراهيم وزينات صدقي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وكل هؤلاء النجوم الذين كانت تخلو أعمالهم من أية مشاهد تخدش الذوق العام!! حتى ان الرقصات التي كانت تقدم خلال الافلام كان يمكن حذفها دون ان يؤثر ذلك على سياق الفيلم ،وهذا ما قاله صناع السينما بأنفسهم في أحد افلام الابيض والأسود وعلى لسان المخرج في فيلم (عائلة زيزي)! الفن الحقيقي الذي يحتوي على رسالة حقيقة يريد توجيهها للمشاهد ،لا يعتمد ابدا على اثارة الغرائز وخدش الذوق العام بل يعتمد على ما يحتويه من فكر وثقافة ورؤية حقيقة واقعية تخدم المجتمع دون أن يمس حياء الانسان ، أما الفن الهابط هو الذي يعتمد على اثارة الغرائز وتحريك الشهوات وهو الذي يستعين بأجساد النساء ومشاهد غرف النوم والقبلات الساخنة بين الأبطال لكي يجذب الشباب المكبوت لدخول السينما لتحقيق مكاسب مالية على حساب القيم والأخلاق والدين!! تزعم في حديثك أن الفن يقدم قضايا حقيقية ولابد أن يتناولها بصدق وواقعية!!، وما الذي يمنع ذلك، هناك افلام أبيض واسود جميلة باقية خالدة في الذاكرة والوجدان وكانت عندما مثلا تريد أن تنوه أن شيئًا حدث بين البطل والبطلة ، فكان المخرج الجيد يستطيع أن ينقل لنا ذلك دون ان يقدم مشهدًا واحدًا مبتذلًا وذلك عن طريق تصوير النوافذ مثلا وهى تفتح وتغلق وتصفق بقوة ، أو رعد وأمطار ، أو أي شيء من هذا القبيل يوضح لنا ما حدث وكنا نفهم ذلك دون أن يعرض على أسماعنا وأبصارنا أي مشاهد مبتذلة !! شاهدت مؤخرًا فيلمًا اجنبيًا The Pursuit of Happiness” للممثل العالمي “ويل سميث” وهو فيلم شهير حقق شهرة عالمية كبيرة في الوسط الفني ولدى الجمهور – والغريب أن الفيلم لا يحتوي على مشهد واحد خارج يخدش الحياء! ،بل كان عبارة عن رسالة انسانية جميلة لكل انسان على وجه الأرض ألا ييأس مهما حدث له من عقبات في الحياة وأنه عليه أن يسعى لتحقيق حلمه وهدفه وسيصل في النهاية إلى النجاح الذي يطمح إليه إذا امتلك الاصرار والتحدي والتصميم!!! وها هو الغرب – مع اختلافاتهم الدينية والثقافية والمجتمعية عنا- ومع اختلاف عاداتهم وتقاليدهم عنا ، إلا أنهم يقدمون أعمالا عالمية ناجحة دون زج مشاهد مبتذلة خارجة في أحداث الفيلم، ونحن مجتمع عربي مسلم محافظ ملتزم دينيًا بطبعه!! ومع ذلك ومنذ صناعة السينما ، تخجل أن تنظر إلى أفيشات الأفلام لما تحمله من أجساد عارية لتحقيق المكاسب السريعة على حساب القيم والدين والاخلاق الكريمة!!! ولكن لا عجب من موقف “المؤلف وحيد حامد” تجاه “يوسف الشريف”، فلقد اعتدنا على سخريته من رجال الدين في أفلامه السينمائية ، فالرجل المتدين من وجهة نظر “وحيد حامد” -وكما ظهر في أفلامه العديدة- هو رجل بلحية ،يصلي في العمل في غير أوقات الصلاة ويهمل عمله، ولا يخدم الجمهور ،فظ غليظ القلب يقول “ثكلتك أمك” ،وعندما يؤذن للصلاة لا يصلي ويأكل بشراهة وفظاظة، وينظر للنساء العاريات باشتهاء ونهم ولا يغض بصره كما ظهر ذلك في فيلم “الإرهاب والكباب”، ويستهزأ من دخول الحمام بالرجل اليسرى وليس اليمني في فيلم “الإرهابي” ، والكثير والكثير من أعماله التي قام بتأليفها ولا يتسع المجال لحصرها الآن!!! بل زاد المؤلف وحيد حامد في حديثه مع وائل الابراشي وهاجم الفنان الراحل الجميل الملتزم “حسين صدقي” وقال عنه أنه “حرق أفلامه ولكن لم يحرق فلوس الافلام دى”!! حتى الأموات لا يسلمون منكم!! الفنان الراحل الجميل حسين صدقي كل اعماله الفنية كانت جميلة نظيفة تتسم بالاحترام والالتزام وقدم أفكارًا لم يطرقها أحد من قبله ، وله “مسجد” جميل يحمل اسمه في “المعادي” ندعو الله أن يكون في ميزان حسناته!!، العجيب أن هؤلاء الذين يدعون الثقافة والتنوير والانفتاح والتقدم الفكري، ويدافعون عن حرية الرأي ،وحرية التعبير، وحرية الجنس ،وحرية الشذوذ الجنسي ،وحرية العري والتعري ، هم أنفسهم من لا يسمحون بنفس الحرية التي يطالبون بها ويتشدقون بها للتي تريد ارتداء الحجاب او النقاب، أو للملتزم بتعاليم دينه، او للفنان الذي يضع شروطًا في تعاقداته الفنية! الحرية لهم ولما يعتنقونه من أفكار – حتى لو أفكار تدمر الشباب وتهدم قيم المجتمع- يحجرون على الآخرين حريتهم في اختيار ما يحلو لهم من أدوار تناسب أذواقهم وقناعاتهم ومبادئهم، نعم لتقديم العري والشذوذ والسحاق والمجون ولإفساد الشباب وتحريك الغرائز والشهوات، ولكن لا للحجاب ولا للممثل الذي لا يريد قبلات ساخنة ومشاهد في غرف النوم ، انه ممثل ارهابي يروج لفكر سلفي وهابي!!! عجبًا لكم ، حقًا غريب أمركم!!
(لأنك مختلف سوف يكرهونك)!!
شابوه وألف سلام وتحية للفنان المتميز يوسف الشريف ، انت فنان حقيقي تريد تقديم رسالة نظيفة ولك رؤية حقيقية وهدف نبيل، لا عليك بكلام المرجفين والمحبطين، واصل نجاحاتك فأنت منذ ظهورك وقد صنعت لك اسمًا ونجاحًا ولك حضور وقبول لدى جمهور الشباب، عليك بإرضاء الله عز وجل ثم ارضاء ضميرك، واصل تقديم اعمالك التي لا يخشى رب أسرة على أولاده منها، ولا تبال بموقف المهاجمين لك، فأنت لا تجبر أحدًا على مشاهدة أعمالك، ومن لا يروق له صنيعك ورؤيتك عليه أن يدير زر القناة ويشاهد ما يحلو له، استمر والله الموفق.
مرت سنوات العمر سريعًا وفجأة وبدون سابق إنذار وجد نفسه بجلس في حفلة تكريمه نظرًا لوصوله لسن – ربيع العمر سن المعاش- كانت مشاعر الفرحة التي كان يشعر بها وسط زملائه الذين يحتفون به في جو من الألفة والسعادة والحميمية يشوبها غصة من الحزن والألم نظرا لأنه بعد أربعين سنة من العمل المتواصل كمفتش للسكك الحديدية -سوف يتقاعد ولن يذهب لعمله مجددًا ولن يقابل زملائه وسوف يظل طوال اليوم جالسًا في بيته بدون عمل!! وبعد انتهاء الحفل عاد لبيته وجلس وحيدًا يفكر ماذا سيفعل في حياته الجديدة بعد المعاش!! فلقد كان أرملًا-رحلت زوجته عنه منذ سنوات وتركته وحيدًا ولم يكن لديهما أطفال ؛ولم يتزوج بعد وفاة زوجته التي كان يحبها ومتعلقًا بها أشد التعلق؛ فماذا سيفعل في هذا الوقت الطويل بلا عمل وبلا زوجة ولا أبناء ولا احفاد!! كان أحيانًا يركب القطار يسلي نفسه داخله فلم يستطع أن ينسى حبه وتعلقه بالسكة الحديد وقطاراتها التي عمل بها أكثر من أربعين عاما ؛ وكان أحيانا يذهب للمقهى يجلس فيها ويسري عنه نفسه مع زملائه ؛ وفي يوم من الأيام اقترح عليه أحد أصدقائه أن يقوم بتحويل شقته إلى بنسيون صغير ؛فلقد كانت شقته ذات مساحة كبيرة على الطراز القديم؛ وبالفعل راقت له الفكرة وسعى إلى تحقيقها على الفور وذهب لشراء احتياجات البنسيون من عدد اضافي من الأثاث و المفروشات وجاء بسيدة من أصل يوناني -كان لديها مطعم وتركت العمل به- لتعمل لديه مديرة للبنسيون وإعداد الطعام واختيار النزلاء المناسبين؛ ووجد ذات يوم رجلا من الريف في المسجد الذي يصلي به لا مأوي له ولا عمل فعرض عليه العمل لديه في البنسيون وبالفعل أخذه الي البنسيون ليعمل مع المديرة ويساعدها في شراء الطلبات وتنظيف المكان؛ وهكذا بدأت الفكرة تنجح ؛وبدأ النزلاء يتوافدون على المكان لاستئجار حجرة بالبنسيون ؛ فهذه فتاة في مقتبل العمل-حاصلة على دبلوم السكرتارية- أتت من الريف تطرق أبواب المدينة لكى تبحث عن عمل؛ وآخر حضر أيضا من قرية من قرى مصر، جاء إلى المحروسة للبحث عن فرصة لتحقيق الذات والشهرة ، فهو كاتب مسرحي يؤلف مسرحيات ويتمنى أن يجد من يكتشفه لعرض مؤلفاته على المسرح؛ وسيدة ثالثة جاءت تسكن في البنسيون مع طفلها الصغير-تعمل مهندسة وحضرت للقاهرة لكى تبحث عن زوجها المفقود الذي خرج ولم يعد ؛ وهكذا نجد صاحب قصتنا- الذي كان يئن من الوحدة ويشعر بالضجر والملل والحزن بعد المعاش- فجأة أصبح محاطًا بعدد من النزلاء ، ولكل نزيل قصة وحكاية وأمل وحلم ؛فانخرط في مشاكلهم وآمالهم وأحلامهم وآلامهم؛ وأصبح مشغولا طوال اليوم مع نزلاء البنسيون؛ وشقته التي كانت باردة فارغة لا حياة فيها ولا بشر سواه؛ أصبحت تضج بالحياة والأمل والضحك والقصص والحكايات؛ يجتمعون يوميًا على مائدة الافطار والغداء والعشاء ، ويحتسون سويًا أقداح الشاي والقهوة أمام شاشة التلفاز؛ بطل القصة اصبح الآن يشعر بالمسؤولية والواجب نحو نزلاء فندقه الصغير ؛ كان لهم الاب الروحي والمستشار لمشاكلهم وقصصهم؛ فكان ينزل كل يوم مع المهندسة يبحث معها عن زوجها المهندس الهارب من عمله ومن أسرته ،وبالفعل في يوم من الأيام وجده اخيرًا هائمًا على وجه ؛يرتدى ملابس متسخة ويقف في الشارع ينظم المرور تارة ،وتارة يعمل في محجر ويحمل الرمل من مكان لأخر ،يعيش اليوم بيومه ،لا يتحمل أي مسؤولية إلا قوت يومه ، وذلك بعد خذلان حدث له في عمله جعله ينهار نفسيًا ويهرب من عمله تاركًا أسرته ، ليهيم على وجه في الطرق والشوارع؛ وبالفعل نجح الأب الروحي في إعادته للبنسيون ليرى زوجته وابنه ،ولكن سرعان ما يهرب مجددًا رافضًا أن يتحمل مسؤولية أسرته ،حتى بعد أن صارحته زوجته بمرضها الخطير ،وقصر فترة وجودها في الحياة!! وانها تريده أن يرجع ليربي ابنه بعد رحيلها ، إلا أنه لم يمتثل وعاد من حيث أتى!!! ؛ أما الفتاة الشابة سعى في توظيفها في شركة سياحة ولكن سرعان ما اكتشفوا انها شركة نصب واحتيال فتركتها؛ وبعد ذلك وجد لها عملا لدى محامي ولكن في النهاية يكتشف انها عصاية ويبلغون الشرطة عنها ؛ أما المؤلف فوقع في البداية في براثن سيدة ثرية لعوب تريد استغلاله والزواج منه ليكون محللا لها لكى تعود لزوجها الاول مع حرمة هذا الأمر شرعًا؛ فيصدقها لأنها اغرته انها سوف تساعده للوصول لرجال الفن لتحقيق ما يصبو إليه من شهرة في مجال التأليف والدراما والمسرح ؛ وهكذا نرى البنسيون يضم شخصيات مختلفة ولكل شخصية قصة وحلم وأمل؛ ويجد الاب الروحي لهم ضالته في العيش معهم والانخراط في حياتهم اليومية ؛ وتنمو قصة حب بين المؤلف والفتاة الشابة ويشجعها الاب الروحي ويباركها بعد أن يترك المؤلف السيدة اللعوب وينفصل عنها بعد أن يدرك استغلالها له ؛ وفي نهاية القصة يقرر المؤلف أن يتزوج الفتاة الجميلة ثم يعودان معًا للريف لزراعة الأرض وتربية الطيور والكتابة أيضا بعد أن أدرك المؤلف أن الطريق ليس ممهدًا بالورود والزهور في المدينة لكي يحقق شهرته وأحلامه في العاصمة بعد أن طرق عدة أبواب ولكن باءت محاولاته بالفشل.
وفي النهاية وبعد رحيل الزوجين يجد صاحب قصتنا نفسه مسؤولا عن السيدة المهندسة المريضة وعن ابنها الصغير، ويقرر عدم التخلي عنهم بعد فرار الزوج ؛ وأصبح لها الاب والجد المسؤول عنهما خاصة بعد تعرض الام لوعكة صحية ذهبت على إثرها للمستشفى ، وهكذا يشاء الله أن يهب لبطل قصتنا النبيل طفل صغير – يرعاه ويربيه ويهتم بأموره – بعد أن كان محرومًا من نعمة الأطفال!!
كانت هذه أحداث قصة مسلسل “حلم السفر”-أحد المسلسلات الراقية الهادفة “المنسية” التي لم يتم عرضها كثيرًا على شاشة التلفاز مثل باقي المسلسلات التي سأمنا منها ومللنا من كثرة عرضها -المسلسل بطولة محمود مرسي وكان هو الاب الروحي لبنسيون السعادة الذي ضم فيه هذه الشخصيات التي عاش معها وانخرط في مشاكلهم وأحلامهم!!
وهكذا نستوحى من هذه القصة درسًا هامًا أن حياة الإنسان لا تنتهى بتقاعده ووصوله لسن المعاش ، بل عليه أن يجد لنفسه عملاً جديدًا وهدفًا جديدًا وأملا جديدًا لنفسه و حلمًا يسعى لتحقيقه او أسرة ينخرط معها في حل مشكلاتها ،فالفراغ مغبة (حياة بلا عمل عبء لا يحتمل). غبار العمل، ولا زعفران البطالة.
، والوحدة أمر لا يطاق، والعمل يحمي الانسان من الشرور والفساد والرذيلة!! البطالة أم الرذائل
كما تقدم لنا القصة درسًا هامًا أيضا أن النزوح من القرية للمدينة وحلم السفر ليس دائمًا طريقًا مفروشًا مكللًا بالنجاح، وليس ممهدًا بأكاليل الزهور، بل أحيانًا كثيرة يكون الريف أجمل وأفضل حيث الحب والخير والأرض والجمال. نحن في أشد الحاجة الى مثل هذه النوعية من القصص والمسلسلات الهادفة التي رغم مرور أكثر من ثلاثين عامًا على عرضها، الا أنها استوقفتني لمشاهدتها عبر اليوتيوب، مسلسل لا يحتوى على لفظًا خادشًا ، ولا مشاهد خارجة تحرج الأسرة المصرية، اضافة إلى أنه يقدم فكرة جميلة وجديدة وفكر راقي هادف نفتقده في هذه الأيام!!!
استيقظنا صباح اليوم على خبر مؤلم حزين أدمى القلوب ،وأصاب الأفئدة بالأسى والحزن : وهو رحيل الطبيب الإنسان “دكتور محمد مشالي” والذي اشتهر بلقب “طبيب الغلابة” ، ولكنى افضل أن أطلق عليه لقب “الطبيب الإنسان ملاك طنطا”! رحل الطبيب الإنسان ملبيًا نداء ربه في هذه الايام الطيبة المباركة من شهر ذى الحجة، بعد أن تعرض لعدد من الإشاعات – التي تم تداولها من قبل على شبكة الإنترنت – بخبر وفاته والتي كان يظهر دائمًا بعدها في كل مرة ويقول “انا لا زلت حيًا أرزق ولسه لي عمر!!”.أو كان يظهر أحد من أبنائه لينفي خبر وفاة والده. ولكن خبر اليوم لم يكن شائعة بل حقيقة مؤكدة،حيث قام نجله “وليد مشالي” بنشر الخبر على صفحته على موقع “الفيسبوك” وبالفعل رحل الطبيب النبيل “محمد مشالي” فجر اليوم ،وتم دفن جثمانه “عقب صلاة الظهر” بمسقط رأسه بقرية “ظهر التمساح” بمحافظة البحيرة؛ وقام الآلاف من المحبين ومن أفراد العائلة وأهالي القرية بتشييع جثمان دكتور محمد مشالي بمقابر الاسرة بالقرية بعد رحلة عمل طويلة من العطاء والبذل ومساعدة المحتاجين ومداواة المرضى وعلاج غير القادرين! وخيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعلان خبر رحيله!! رحل الطبيب الإنسان النبيل الذي ولد على هذه الأرض ليكون له هدفًا نبيلًا يعيش من أجله ورسالة سامية يسعى على تحقيقها طوال حياته ألا وهى علاج المرضى ولا سيما الفقراء والمساكين والمحتاجين ؛ كان هدفه الفئة المطحونة والطبقة الفقيرة الكادحة.! ولد الدكتور محمد مشالي في البحيرة عام 1944، وانتقل للعيش في طنطا مع والده الذي كان من رجال التربية والتعليم ،واستقر مع أسرته في مدينة “طنطا” منذ عام 1957، وكانت أمنية والده أن يلتحق بكلية الطب ليحقق له الحلم الذي عجز هو عن تحقيقه ، ومع أن الطبيب محمد مشالي كان يتمنى أن يلتحق بكلية الحقوق ،لأنه كان يعشق القراءة والأدب خاصة لعميد الادب العربي طه حسين، وبالفعل تمتلأ عيادته بالكتب والجرائد ،ومن فرط حبه للقراءة يقول دكتور محمد مشالي في احد البرامج التي حل فيها ضيفًا أنه اذا اشتري ساندويتشًا ملفوفًا في ورقة جريدة لا يتركها الا بعد قراءتها!! الا ان الابن البار محمد مشالي نفذ طلب والده وامتثل لرغبته وسعى لتحقيق حلم والده وأمنيته في أن يكون طبيبًا، وسافر الي القاهرة والتحق بكلية الطب، ويشاء الله أن يعلن الرئيس جمال عبدالناصر مجانية التعليم يوم التحاق محمد مشالي بكلية الطب، مما ساعده على تحقيق حلم والده بالدراسة بكلية الطب والتي لولا مجانية التعليم ما كان استطاع تدبير نفقاتها الباهظة وذلك بحسب تصريحات الدكتور محمد مشالي، وأقام النبيل بالمدينة الجامعية بالقاهرة ،حتى تخرج في كلية “طب القصر العينى “عام ١٩٦٧ ” ويضحك دكتور محمد مشالي قائلا أنها “دفعة النكسة” ،ثم بعد التخرج تم تعيننه طبيبًا في وزارة الصحة ، وانتقل بين قري وأرياف ومحافظات مصر يعالج ويداوى المرضى في كل مكان، حيث قضى ثمان سنوات في القطاع الريفي ، وتدرج في المناصب حتى وصل الى مدير مستشفي الحميات ، ومدير مستشفي الامراض الباطنة والمتوطنة!! ووصل لسن التقاعد عن العمل في وزارة الصحة في عام 2004!!
كان للطبيب الجميل دكتور محمد مشالي عيادة بسيطة متواضعة يعمل فيها في مدينة طنطا حيث يتوافد عليه المرضى من كل حدب وصوب ، ويأتي له الناس من كل أنحاء الجمهورية ، بل ذاع صيته في ربوع الوطن العربي، افتتح عيادته في طنطا في عام 1975 وكان كشفه وقتها “عشرة قروش فقط” ، وتدرج سعر كشفه عبر السنوات من عام 1975 حتى يومنا هذا ،حتى وصل الى ستة جنيهات فقط ثم زاد الى “عشرة جنيهات ” وذلك منذ شهور قليلة ماضية!! كان سعر كشفه لا يتعد العشر جنيهات في الوقت الذي أصبح فيه الطب تجارة وأصبح بعض ممن يمتهون المهنة السامية يسعون وراء جني الأموال وتحقيق الربح السريع!! بل وصل ثمن “كشف” بعض الأطباء المشهورين إلى ما يزيد عن “خمسمائة جنيه” بل أنني سمعت من صديقة لي أن هناك طبيب سعر الكشف لديه هو “الف جنيه”!!! ، وهناك أطباء لا يمكن الوصول إليهم الا بعد الحجز قبلها بشهور طويلة أو بعد الحصول على واسطة أو تزكية من أحد المعارف لدى هذا الطبيب!! وهناك أطباء يرفضون عمل “إعادة أو استشارة بل كشف جديد” عكس الطبيب الملاك محمد مشالي الذي كان لا يقفل بابه لمن يطرقه ابدا سواء من الاغنياء أو المعدمين!! بل في كثير من الأحيان كان يعفي المرضى غير القادرين من ثمن الكشف ويشتري لهم العلاج ، أي انسان هذا !! أي قلب هذا !! رحمه الله!!! ويقول الطبيب الإنسان في إحدى الحوارات التي أجريت معه أنه ينفذ وصية والده الذي وصاه وهو على فراش المرض قبل وفاته “أوصيك بالفقراء والمرضى خيرًا”عاش الطبيب الإنسان طوال حياته للطب وللفقراء ،ومن تصريحاته الجميلة التي أدلى بها أن يتمنى أن يتوفاه الله وهو يعالج المرضى وهو يؤدى مهمته السامية النبيلة -أثناء العمل ويحكي دكتور محمد مشالي عن المواقف المؤثرة التي مرت في حياته والتي لا يمكن أن ينساها ابدا وأثرت في حياته المهنية :أنه أثناء تواجده في احدي القري الي كان يعمل بها ، أتي له طفل مريض يبكي لا يوجد معاه ثمن الكشف ولا ثمن الدواء وكان الطفل المسكين مصابًا بالسكر وأخبر الطبيب محمد مشالي أن أسرته لا تملك ثمن الدواء ووالدته قالت له “لو اشتريت لك حقنة الانسولين لن يتبقي معي نقود لشراء الاكل لاخوتك”!!! وهكذا أمضى الطبيب الانسان حياته الانسانية الوظيفية والطبية مصممًا على علاج الفقراء والمساكين والمحتاجين ،ولم يكن يهدف ابدا الى جني الاموال الطائلة والتربح من مهنته بل كان هدفه طوال عمره هو إماطة الاذي والمرض -بفضل الله- عن أجساد المرضي والفقراء !!! بلغت شهرة الطبيب المعجزة عنان السماء وملأت سيرته الطيبة الآفاق وكان يحل ضيفًا في برامج عديدة أشهرها مع محمود سعد في برنامج “باب الخلق” ، وذهبت البرامج والمواقع الاخبارية اليه في طنطا لتقوم بتصويره في عيادته وسط مرضاه ،وتجري معه احاديث صحفية وتليفزيونية من قلب عيادته البسيطة المتواضعة ، بل عرضت عليه احدى البرامج الشهيرة تبرعات كبيرة ومبالغ باهظة لافتتاح عيادة عالية المستوى !! ولكنه رفضها وقال اذهبوا بأموالكم للفقراء والملاجىء والمحتاجين فأنا لست بحاجة لها !! ولم يكن يوافق على التصوير الا بعد الانتهاء من الكشف على مرضاه!! لا يهتم بالأضواء ولا تعنيه الشهرة ، بل كان جل مبتغاه رضا مولاه ، وعلاج الفقراء!! أي قلب هذا !!يا الله!
كان الطبيب الانسان يقوم بالكشف على المرضى بجنيهات قليلة جدا ، وفي كثير من الأحيان كان لا يأخذ ثمن الكشف ممن لا يمتلك ثمن الفيزيتا ، بل كان يعطى العلاج للفقراء الذين لا يملكون ثمن العلاج !! أي قلب هذا !! أي رجل هذا !!انه حقًا الطبيب المعجزة! !! الذي وهب حياته للطب وللفقراء وللمحتاجين !! رحمة الله عليه.!!
وكما تعودنا أنه لابد لكل انسان ناجح أن يجد فئة حانقة وشرذمة حاسدة! (فلا يرمى بالحجارة الا الشجرة المثمرة) -كما لو أن شهرته العريضة التي بلغت الآفاق وسيرته الحسنة التي بلغت عنان السماء، وتكريمه في كل وسائل الاعلام وذيوع صيته للفضائيات ليست المصرية فقط بل والقنوات الفضائية في مختلف البلدان العربية – قد أوغرت صدور بعض المرجفين والمحبطين والحاقدين والحاسدين ،فذهب البعض منهم إلى انتقاد الطبيب الانسان في مظهره البسيط المتواضع (ملقوش للورد عيب قالوا يا احمر الخدين)، وأخذوا ينشرون سمومهم على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وانتقاداتهم القاسية السوداء مثل سواد قلوبهم بأن الطبيب الانسان أثناء تكريمه من قبل المحافظة، كان يرتدي ملابس متواضعة غير لائقة بطبيب!! ،الأمر الذي يعكس مستوى اخلاقهم وتدنيهم! هؤلاء الذين يحكمون على الانسان من خلال مظهره وبدلته الثمينة وساعته الرولكس وسيارته الفيراري!! ، ولكنى أرد عليهم ليس الانسان بما يرتديه من ملابس غالية ثمينة او ماركات عالمية أو ساعات سويسرية ولكن الانسان بما يقدمه للبشرية من علم وخلق واخلاص وتفان!! الانسان بما يتركه في نفوس الاخرين من سيرة طيبة وسمعة جميلة واخلاق كادت أن تندثر!! كم من شخصيات ترتدي أغلى الملابس والماركات العالمية ولكن ماذا قدموا للانسانية وماذا فعلوا للبشرية !! لا شىء على الاطلاق!!!
قيمة الإنسان في أن (يدرك أصله وهو الطين، ثم النطفة التي لا تكاد تُرى، فيزداد تواضعاً ويتخلص من غروره)
قال الطبيب الجميل اثناء حديث له مع الصحفي الشهير “محمود سعد” في برنامج “باب الخلق” عندما سأله محمود سعد “لماذا لا تزيد سعر ثمن كشفك الى خمسين جنيه مثلا وسيكون سعرًا مقبولا ايضًا وخمسين جنيه ليس بمبلغ كبير”، فرد عليه الطبيب الانسان محمد مشالي قائلا ” أنا جالي مرة واحد ست شايلة ابنها بيحتضر وقالتلي جوزي في السجن ومعيش مليم أحمر دي اخد منها خمسين جنيه؟؟؟، حقولك مرة عيلة صغيرة جات لي سخنة نار وقالتلي انا عيانة يا دكتور وأمي بتشتغل في الشارع بتشوي درة مشوي وقلتلها ودينى للدكتور قالتلها هنروح للدكتور ازاي يا بنتي واحنا معناش فلوس ولسه مستفتحناش؟ دي اخد منها خمسين جنيه!!!!” ، ويواصل دكتور محمد مشالي حديثه مع محمود سعد قائلا “أنا اهدف الفئة المطحونة، الفئة الفقيرة المهمشة التي لا تجد ثمن العلاج، إنني أستهدف هذا الذي اقترض لكي يكشف عندي، هدفي هو الطبقة التي اكل عليها الدهر وشرب!!”
ويواصل دكتور محمد مشالي تصريحاته الجميلة قائلا أن الله قد بارك الله له في رزقه وساعد في تربية اخوته الصغار بعد رحيل والده ، وتكفل بتربية ورعاية أبناء أخيه الذي توفاه الله في ريعان الشباب بجانب تربية أولاده حتى وصلوا لبر الأمان ، وكانت القروش والجنيهات التي يتقاضاها من العيادة “فيها بركة” ، يستيقظ في الصباح الباكر يلبي احتياجات بيته ثم يذهب الى عيادته التي يظل يعمل فيها من التاسعة صباحًا وحتى العاشرة ليلاً ، وله عيادتين في قرية “محلة روح” و” شبشير الحصة ” تابعة لطنطا ، حيث أقام له أهالي القرية العيادة ليقوم بالكشف هناك ايضا على ابناء القريتين بأسعار زهيدة جدا لا يمكن تخيلها!!!
وما يثير الدهشة أكثر أن الدكتور محمد مشالي يقوم بعمل التحاليل للمرضى بنفسه، فهو يمتلك ميكرسكوبًا في عيادته يقوم من خلاله بتحليل البول والبراز للمريض ّ!! بدلا من ان يرسله- كما يفعل كثير من الاطباء بل معظم الأطباء لعمل التحاليل في معامل اصدقائهم ومعارفهم ،وذلك ليوفر على المريض ثمن التحليل ،ولا يدفع المريض ثمن التحليل بل كل ذلك مندرج في ثمن الكشف الذي لا يتعد العشرة جنيهات !!! يا لك من معجزة خلقها الله على الارض لكي نتعلم كيف يجب ان يكون الانسان!!
حقا إن قيمة الإنسان (لا تقاس بثروته ولا بمنصبه ولا بجاهه ولا بجمال جسمه ومظهره، إنما تقاس بما يحمله من أخلاق) رجل كان أو امرأة.
ويواصل دكتور محمد مشالي حديثه الذي يتسم بالحكمة والجمال ، “لقد اعطتنى الدنيا اكثر مما اتمنى واكثر مما استحق” انا سعيد بما افعله ولست ممن يحبون الشهرة والاضواء ولا أحب النزهات ولا اقتناء الاشياء، بل اعشق القراءة وأحب أن يهدينى أحدهم كتاب في أي مجال عن خروف”، تمتلا عيادته بالكتب والقراءة ويقول عن حبه للقراءة “القراءة علمتني الاتزان والاعتدال والزهد والا تعطلني التفاهات ” ، دكتور محمد مشالي كان يعمل كل يوم بدون انقطاع ولا يأخذ اجازة ابدا ، كان يعمل طوال الأسبوع وحتى في في يوم الجمعة وفي الأعياد ويوم شم النسيم” وعن اصراره على تقاضي عشرة جنيهات فقط يقول الانسان النبيل ضاحكًا ” الزباين اللي بيجولي يصعبوا على الكافر لو نتانيهو نفسه مش حياخد منهم فلوس “
“انا فاتح العيادة للطبقات المطحونة ،لو لم اكشف عليهم وغيري ما كشفش عليهم نسيبيهم يموتو!!ا”
وعندما سأله محمود سعد عن ضرورة الاستماع بالحياة وهل يذهب للاسكندرية لقضاء الصيف؟ صرح قائلا انه لم يذهب للاسكندرية مطلقا الا مرة واحدة اثناء الاعفاء من التجنيد!!
متعته هى العمل وخدمة الفقراء!! ويكمل حديثه الجميل الأخاذ الذي تشعر من خلاله أنه انسانًا بسيطًا يشبهنا جميعا حيث ينتمي للطبقة المتوسطة من الشعب “انا نشأت في بيئة بسيطة، المظاهر لا تهمني ، عندي الكباب زي الطعمية ،اربع طعميات عندى احسن من كيلو كباب ،راحتى هى في العمل ، طول ما انا بصحة حفضل اشتغل ، مش عايز ابني برج، ولا عندي عربية عشرة متر، ولا عايز البس بدل بمليون جنيه ، ربنا غرس فيا حب الفقراء”
ومن الحكم التي يؤمن بها وأدلي بها أثناء الاحاديث التي حل فيها ضيفًا :
القناعة كنز لا يفنى
ما استحق الحياة من عاش لنفسه فقط
يكفيني رضا الله ولا اهتم بالتكريمات ولا أحفل باطلاق اسمي على أحد الشوارع!!!
انه ليس طبيبًا بل حكيمًا حينما تستمع لحديثه الجميل الذي لا تمل منه ابدا، تشعر أنك أمام حكيم ، وتتعلم على يديه كيف تكون الحياة وكيف يكون العطاء!
أنه دكتور بدرجة انسان، طبيب عطوف رحيم بالفقراء ، اذا كان المريض معسرًا يداويه مجانًا ويعطيه العلاج من ماله الخاص!!!
يا لك من انسان نبيل! انسان نادر الوجود!!! يقول عن الساعة الخاصة به “اضعها امامي لكي لا يفوتوني القطار ولا امتلك ساعة ثمينة الساعة امو عشرة جنيه تعمل نفس عمل الساعة امو مية جنيه”
يا للروعة!! ايها الزاهد في مطامع الدنيا وزينتها وزخارفها الزائلة!!
يا أعظم ما انجبت الجامعات المصرية!!
يا من رسمت بسيرتك الذاتية الطيبة المنهج الذي لابد للأطباء أن يمشون عليه وينادون به ويحذون حذوه وهو “أن الطب رسالة وليس تجارة” ، وأن الطبيب لابد أن يكون انسانًا ذو قلب رحيم!
رفض متاع الدنيا الزائل واختار ما عند الله!
كان يتمنى ان يموت وهو واقفًا على قدميه أثناء علاجه للمرضى!
الطبيب الانسان المعجزة محمد مشالي سيظل في القلوب وسيدعو له كل انسان شفاه الله على يديه.
ميراثه ورصيده الذي خلفه وراءه هو حب الناس ودعاء المرضي له بالرحمة!
محمد مشالي أيقونة الطب
محمد مشالي رمز الرحمة
محمد مشالي رمز الانسانية
محمد مشالي رمز النبل
محمد مشالي رمز الطيبة
محمد مشالي تغمدك الله برحمته
ندعو الله ونبتهل اليه في هذه الايام الجميلة المباركة أن يتغمدك الله برحمته ويسكنك فسيح جناته ويجعل كل ما فعلته للبشرية وللانسانية في ميزان حسناتك يارب.
وتقول حارسة العقار باكية أن الطبيب الانسان كان يستيقظ كل صباح يشتري أكلا ويوزعه على فقراء المنطقة يوميًا قبل الذهاب الى عيادته ،كان ملاكاًا يمشي على الأرض”
بقلم / دينا عبدالقادر الحلو اشتعلت “أزمة كبيرة” بسبب انتشار “فيديو” تم بثه على “وسائل التواصل الاجتماعي” من إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي، يصور “مشادة” حدثت بين بعض المصطافين :حيث اعترض بعض من نزلاء الشاليهات على نزول “زوجة” إلي حمام السباحة – برفقة زوجها – مرتدية المايوه الشرعي “البوركينى” ! بحجة أن هذا المايوه “شكله وحش ” ويؤذي أعين مرتادي حمام السباحة!! بل تمادوا في وصفه بأنه “بيئة” وشكله “فلاحي” !! ، وأنه يجب-في حد زعمهم- على من ترغب نزول “البسين” أن ترتدى الزى الملائم للمصيف وهو “المايوه” سواء المايوه “قطعة واحدة One piece” او “قطعتين” “البكيني” !! بل وصل الأمر الى استدعاء “أمن” القرية السياحية، ليسأل صاحبة المايوه الشرعي وزوجها عما إذا كانوا مستأجرين أم يملكون شاليه في القرية!! كما لو أن “المستأجر” ليس له صلاحيات وحقوق “الملاك”!!.
وأصبح هذا الموضوع حديث السوشيال ميديا وبرامج التوك شو والفضائيات في الأسابيع القليلة الماضية وتم الاتصال “بالزوج” عدة مرات خلال عدد من “برامج التوك شو” لكي يحكي ما حدث له من “إقصاء متعمد” هو وزوجته ومن “التمييز” discrimination” الذي حدث لهما !! وانقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض !! واختلفت الآراء حول “شرعية” نزول المرأة من الاساس سواء للبحر أو لحمام السباحة حتى لو “محتشمة” ومرتدية المايوه المطلق عليه “مايوه إسلامي” او “مايوه شرعي” أو “بوركيني” ، وأنه يحرم شرعًا على المرأة نزول البحر والاختلاط بغير المحارم سواء في “البسين” أو البحر حتى لو “محتشمة”!!! ودافع البعض عن حرية هذه “الزوجة” في ارتداء ما يحلو لها وما تراه مناسبا لها!! وأيضا دافعت بعض “برامج التوك شو” عن بعض النساء اللاتي ترغبن في لبس “البكيني” بأنه لا يجب انتقادهن تماما وهن أحرار في ارتداء ما يحلو لهن!!!! وقال “الزوج” وعدد من رواد “الفيسبوك” أنه في “أوروبا والدول المتقدمة” يتم ارتداء هذا اللباس “البوركينى /المايوه الشرعي” ولا يحدث أي انتقاد أو إقصاء من مسؤولي المكان او حمام السباحة! ! فكيف يحدث ذلك في بلد عربي ومسلم!!!! أما رواد مواقع التواصل الاجتماعي: فهناك من يرون أنها قضية لا تستحق كل هذا الاهتمام ، وأخرون يرون أنها “طبقة مرفهة ثرية مترفة سطحية” يتحدثون في معظم الفيديو بالإنجليزية وكأنهم ليسوا مصريين!! وأخرون يرون أن هناك قضايا أهم من هذه التفاهات مثل وباء “كورونا” الذي أصاب فئة كبيرة من الناس ، وأودى بحياة كثيرين وأحدث “أزمة اقتصادية” ولازلنا نعاني منه!!، ولا يصح الخوض في هذه السخافات! وهناك من علق قائلا ” أيصح أن نتحدث عن هذه التفاهات وهناك شباب غرقى في البحر يبكي أسرهم عليهم ،وهناك أمهات “ثكلى” ينتظرون “جثث” فلذات أكبادهم!! وهناك “جثث” لشباب لا تزال مفقودة في عرض البحر وجاري البحث عنهم”!!! وهناك من علق ان هناك قضايا أكثر أهمية مثل سد النهضة وغيرها من القضايا التي تهم الرأي العام أكثر من هذه الامور التافهة !! وواصل المعارضون “للبوركيني” هجومهم قائلين أن هذه المايوه الشرعي يتسبب في أمراض جلدية وأنه مصنوع من مادة غير مناسبة ،مما دفع بعض البرامج لاستضافة دكتور “هاني الناظر” أستاذ الأمراض الجلدية – ورئيس المركز القومي للبحوث للتأكد من مدى ضرر ارتداء البوركينىي من عدمه والذي صرح قائلا : بالعكس ،فإن المايوه الشرعي المسمى “بوركيني” يحمي الجسم من الاحتراق من أشعة الشمس عن ارتداء “المايوهات العارية” وبدلا من استخدام الكريمات المضادة لأشعة الشمس الحارقة؛!!
العجب كل العجب من هذه الفئة الغريبة “المندسة” على مجتمعاتنا العربية والإسلامية والتي تنادى بحرية “العري” وحرية “التعري” وتدافع عن “حرية الشذوذ” -وفي الوقت نفسه لا تعترف بحرية الآخرين في الحجاب والنقاب والاحتشام والتدين!!- هم يرون أن لهم كل الحق في التعري والعري وارتداء ما يحلو لهم وفق معتقداتهم وأهواءهم وميولهم وما يتراءى لهم ولكن في الوقت نفسه يحجرون على الآخرين فعل ما يناسبهم !!
قرأت هذه الرواية في موضع ما
“يحكى أنه في قرية ما! في حقبة من زمن ما ! دخل الجنود قرية واغتصبوا كل نسائها الا واحدة من النساء قاومت الجندي وقتلته وقطعت رأسه !وبعد ان أنهى الجنود مهمتهم ورجعوا لثكناتهم ومعسكراتهم ،خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة ويبكين بحرقه الا هي !خرجت من بيتها وجاءت حامله رأس الجندي بين يديها وكل نظراتها عزة نفس واحتقار للأخريات و قالت : هل كنتم تظنون اتركه يغتصبني دون ان اقتله او يقتلني فنظرت نساء القرية لبعضهن البعض وقررن انه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن بشرفها و لكي لا يسألهن أزواجهن عندما يعودوا من العمل لما لم تقاومن مثلها فهجموا عليها على حين غفلة وقتلوها” (قتلوا الشرف ليحيا العار )
ينادون بحرية التعبير لأنفسهم !! ويوأدون حرية الآخرين في مهدها!! متناقضون في فكرهم فتراهم ينادون بحرية الملابس ثم يناقضون أنفسَهم فيهاجمون الحجاب!! ينادون بمنع “النقاب” ويهاجمونه في كل مناسبة وفي كل وقت وحين كلما سنحت لهم الفرصة ! ويطالبون بحرية العري ولبس البنطلونات المقطعة وسبق أن هاجموا ذات مرة “رئيس جامعة” قام بمنع دخول الطلاب ذوي البنطلونات الممزقة!!! حرية العري مكفولة للجميع!! ولكن حرية الاحتشام والحجاب تؤذي الأعين وتثير الاشمئزاز و”بيئة”!! هل الحرية الشخصية عندكم في “القلع” و”الخلع” و”الملط” فقط! ولكن لا حرية لمن يريد ارتداء ملابس محتشمة!! هل الحجاب والاحتشام يسبب لكم “الاشمئزاز” وتعدونه مظهرًا غير حضاريًا!!! أليس استنكاركم ورفضكم للحجاب وللاحتشام هو اعتداء على حرية الاخرين !!! عجبا لكم !! بل سحقا لكم!!
عندما تشاهد هذا الفيديو الذي تم نشره عن هذه الواقعة العجيبة ، ستجد أبطال هذا الفيديو يتحدثون اللغة الانجليزية معًا ، وكأنهم ليسوا عرب وكأنهم ليسوا مصريين ! وكأنهم ينشدون الحضارة والتمدن والثقافة والرقي في التحدث بلغة غير لغتهم!! وكأنهم يخجلون من اللغة العربية “لغتنا الجميلة” “لغة القرآن الكريم” !! هل رأيتم من قبل أشخاص من جنسيات اخرى انجليز او فرنسيين أو أسبان أو أو يتحدثون لغة هي لغتهم! أو يقحمون مفردات من لغة اخرى خلال أحاديثهم،!! انها “عقدة الخواجة” المتأصلة في نسيج الشعب العربي مهما مرت السنوات وتغيرت الثقافات !!
ولكن اسمحوا لي يا سادة أن اخبركم أن الرقي والتحضر والثقافة ليسوا باستخدام مفردات أجنبية وليس بارتداء أغلي الملابس أو بامتلاك أحدث موديلات السيارات أو باقتناء أغلى الهواتف المحمولة أو بارتداء اغلى الماركات أو الإقامة في “الكمبوندات” و”أغلي المصايف” !! الرقي ليس بالثراء أو بالفقر!! بل الرقي هو الرحمة والمحبة والإنسانية والتعايش مع الاخر وقبول الاخر واحترام حرية الاخرين !!!
تعرفت عليه في المرحلة الجامعية، ومنذ اليوم الأول الذي التحقت فيه بالكلية ،وقد انجذبت لوسامته الشديدة ولحديثه العذب وثقافته الملحوظة
كان رئيسًا لاتحاد الطلاب؛ وممثلًا لأسر طلابية كثيرة ؛ وكان مسؤولًا عن الأنشطة الطلابية، والرحلات الجامعية، والفرق المسرحية-كان شعلة من النشاط تشع من عينيه الحيوية ،وتلمع بالذكاء، ويتقد بعنفوان الشباب، أينما يحل يصنع البهجة
وأينما يكون يتجمع من حوله الطلاب والطالبات ، وكان نموذجًا للشاب الذي تحلم به أي فتاة رومانسية – تلك الفتاة التي تحلم بفتى الاحلام المثقف ،الوسيم ،طويل القامة، ممشوق القوام- عريض المنكبين، فارع الطويل ، جميل المحيا (شلولح)
وكان بالفعل محط اعجاب جميع الطالبات ؛لذا لم تتمالك نفسها من الفرحة والسعادة عندما علمت أنه يكن لها نفس مشاعر الحب والإعجاب؛ اتفقا معًا على الارتباط، وتعاهدا سويًا على الحب والاخلاص، وأخذ عليها عهدًا وموثقًا بألا ترتبط بأي شاب غيره ؛ ووعدته بأن تنتظره لحين التخرج ،وبالفعل تخرجا الاثنان سويًا في الكلية ،ثم تم تجنيده بالجيش أربعة عشر شهرًا ،وانتظرته حتى ينتهى من فترة التجنيد ويتقدم لوالدها لخطبتها ؛ أنهى فترة التجنيد، وجاء لمقابلتها، وأخبرها انه لا يستطيع التقدم لها الآن حتى يجد عملًا مناسبًا أولا ليتمكن من ادخار المال اللازم لشراء الشبكة وافقته الرأي وسعت له عند أقاربها وصديقاتها وتم ترشيحه وقبوله بالفعل في وظيفة مناسبة لدى أحد معارفها
فطلبت منه أن يتقدم لخطبتها فالوقت يمضي وهى ترفض عرسان وخطاب كثيرين يطرقون باب والدها ولم يعد لديها حجة أو ذريعة لتتذرع بها أمام والدها!! أخبرها أنه يجب أن يدخر راتبه لكى يساعد والده في تزويج شقيقته الصغرى، وبعدها سوف يتقدم لها على الفور! صدقته والتمست له العذر، فلقد كانت تتيم به حبًا ولا يسعها إلا الانتظار !ومضت السنوات سريعة! سنة وراء سنة، وفي هذه الأثناء قررت أن تكمل دراساتها العليا لكى يكون لديها مبررًا قويًا أمام والديها تستطيع من خلاله أن ترفض أي عريس والتذرع بالدراسة والعلم ،وقرر حبيبها السفر إلى بلد عربي بعد أن وعدها أنه سيتقدم لها عقب قضاء سنوات قليلة في الخليج ،يستطيع في خلالها أن يدخر ثمن الشقة لأنه لا يمتلك مسكنًا للزواج ويخشى رفض والدها لعدم وجود شقة ؛ لم تستطع إلا الموافقة أمام حبها العظيم له؛ وخلال هذه السنوات حصلت على درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراة وهى لاتزال في انتظاره! عاد إلى مصر اخيرًا بعد سنوات طويلة – سنوات عجاف مرت ثقيلة طويلة عليها!، وقد كانت قاربت على الثلاثين من العمر ،وعندما طلبت منه أن يفي بوعده ويتقدم لها، أخبرها أن عائلته ترفض هذا الارتباط!!، لأنها على مشارف الثلاثين!! ،ووالدته تريد فتاة لا تزيد عن عمر العشرين حتى تكون فرص الانجاب لديها أكثر! وبالفعل خطبت له ابنة خالته!!!!!! كانت صدمة قوية شديدة لم تستطع تحملها -فسقطت مغشيًا عليها من هول ما حدث لها وما لم تكن تتخيل ابدا لها أن يحدث من حبيبها !! ونقلت الي المستشفى وظلت تخضع لعلاج نفسي طويل لتخطى الصدمة التي سببها لها هذا المخادع النذل الذي ضحت بحياتها وبأجمل سنوات عمرها من أجله-!! والتي ظلت تنتظره أيام وشهور وسنوات طويلة تحلم كل ليلة كيف سيكون عش الزوجية! وترسم في مخيلتها كيف سيكون حفل الزفاف، وفستان الفرح ومكان شهر العسل !! ولكن ما حدث لم يكن أبدا في الحسبان!! ولم يكن يتخيله بشر! البعض كانوا يحذرونها منه!! ولكنها لم تكن تصدقهم ابدًا ! صديقاتها كلهن تزوجن وأنجبن: الواحدة تلو الاخرى وكذلك معظم أقاربها! ولكنها لم تكن تعير ذلك اهتمامها!! كانت حافظة للعهد وصائنة للود ومخلصة للحب الذي تخيلت أنه لم ولن يذهب سدى! ولكنها للأسف، كانت تعيش في كذبة كبيرة ووهم وسراب!!!
بقلم / دينا عبد القادر الحلو في كثير من الأحيان نشعر بالحزن والألم والصدمة من بعض المواقف التي تصدر من أصدقاء وأحباب لنا لم نكن ننتظر منهم كلمة ما في موقف ما!! ، وكثير منا لا يستطيع أن يعبر عما يجيش بصدره من حزن وتأثر ويكتفي بالصمت والابتعاد!! ، في حين أن هناك فئة أخرى من الأشخاص – لديهم دائما الرد المحنك الجاهز في كل وقت وحين- وهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون- أما هؤلاء ذوى الأحاسيس المرهفة والمشاعر الرقيقة فيكتفون بالصمت الذي يخفي تحته غصة ألم وحزن كبير وليس باستطاعتهم ابدا مصارحة الطرف الاخر بما تعتمل به نفوسهم، فيرون في المصارحة والمكاشفة والعتاب نوعًا من التقليل من كرامتهم، لذا فيكتفون بالابتعاد في صمت لكي يلملموا مشاعرهم المبعثرة من الحزن والألم!!. قرأت يومًا في أحد مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي: أن الموسيقار الموهوب “بليغ حمدي” أرسل خطابًا للعندليب الأسمر “عبدالحليم حافظ” يعاتبه فيه ويخبره أنه يشعر بالحزن والأسى لما صدر منه من “مزحة” أطلقها “العندليب” أمام الناس – في أحد السهرات التي كانت تجمعهم سويًا- وأنه شعر بحزن عميق من “حليم” حيث لم يكن يتوقع منه ابدا هذا الجرح الغائر الذي سببه له!!، وطلب “بليغ” من “حليم” ألا يتعامل مع مشاعره مرة أخرى بهذا الاستخفاف واللامبالاة -والاستهانة بحبه وتقديره العظيم له الذي لا يمكنه أن يفهمه- وأكمل “بليغ حمدي” خطابه لحليم قائلا “برجاء عدم الاتصال بي بغرض الاعتذار الايام التالية حتى أصفو لك تمامًا وأستطيع الحديث معك مرة ثانية!” ، موقف “بليغ حمدي” الرقيق يمثل أيضا فئة ونوعية أخرى من الاشخاص الذين يعبرون عن حزنهم بطريقة خطية مكتوبة بدلا من العتاب المباشر وجهًا لوجه والذي لا يتقنه الكثيرون! فهناك الكثير من الاشخاص الذين لا يمتلكون الشجاعة الكفاية لمواجهة مثل تلك المواقف الحساسة ولا يملكون الجرأة للتعبير عن حزنهم وجهًا لوجه!! فقد تفيض مشاعرهم ويشعرون بالحرج والجرح لكرامتهم وتذرف عيونهم الدموع جزافًا !! فرفقًا بهم!! أعجبني كثيرًا رد فعل “بليغ حمدي” وخطابه الرقيق الذي يوضح كيف كان انسانًا رقيقًا مرهف المشاعر- عز عليه ما فعله به صاحبه أمام الناس- وكيف أنه لا يحب أن يكون موضع إلقاء النكات أو السخرية حتى لو على سبيل “الدعابة”! كثير منا يخفي حزنه ويكتم ألمه في بعض المواقف مع أحباب لم نكن ننتظر منهم الا كل حب ودعم ومساندة! فعلا “بليغ حمدي” استطاع أن يطبق قاعدة “أبلغ من يجرحونك بما فعلوا حتى يتوقفوا عن الاستمرار في السخرية منك او التقليل من شأنك” ،ولكن من منا يقدر أو يمتلك شجاعة بليغ!! – حتى لو جاء عتابه كتابيًا وليس وجهًا لوجه – كلما كان حبنا ومعزتنا وتقديرنا لشخص ما ، كلما زادت فرط حساسيتنا لما يقوله وما يفعله تجاهنا!! عندما نحمل لشخص ما كل الحب والاعزاز والتقدير، ننتظر منه أيضا أن يبادلنا نفس المشاعر ولا ينتقص منا خاصة أمام الناس!!! حقًا إن “الكلمة الطيبة صدقة”، ولكن ليس كل الأشخاص لديهم القدرة على ذلك ، فهناك فئة من الناس يتباهون بطول ألسنتهم ويفتخرون بفظاظة أقوالهم –مدعين أنهم صرحاء وما في قلوبهم دائما على ألسنتهم –ولا يستطيعون المجاملة ولا ادعاء ما ليس في قلوبهم!! وهل قلوبكم سوداء لهذه الدرجة! هل قلوبكم لا تحمل الا الكراهية والغل والحقد والحسد!! فسرعان ما تترجم ألسنتكم ما تعتمل به قلوبكم ونفوسكم من سواد!! عافانا الله واياكم. يا ليت كل من نقابلهم يحسنون القول ولا ينطقون الا بكل ما هو طيب وجميل ، ليتهم يعلمون أن بكلمة واحدة تتحسن معنويات ونفسية شخص ما، قد تبعث كلمتك الطيبة في نفس شخص ما كل الحب والتفاؤل –قد تحيي كلمة ما أملا قد مات واندثر ! قد تولد كلمة طيبة في نفس انسان ما كل التفاؤل والحماس وتنعدل نفسيته طوال يومه! يقول الله عز وجل في محكم تنزليه “وقولوا للناس حسنا” ، أمر وتكليف من الله عز وجل بحتمية الكلمة الطيبة والقول الحسن ، أن لم تستطع قول كلمة طيبة “فلتقل خيرا أو لتصمت” ، فكل ممن نقابل في حياتنا اليومية يحارب في جبهته ولديه معاركه الخاصة التي يخوضها يوميًا ، فلا تزد “هم” من تقابل في يومك بكلمة سيئة أو عبارة جارحة بحجة “الدعابة” أو أنك صريح وما في قلبك على لسانك ، لا يا عزيزي فهناك فرق بين الصراحة والوقاحة وبين الأدب وقلة الأدب ، بين اللياقة والذوق والاحساس وعدمهم!! قد يبدو لك انسان ما متماسكاً بشوشًا ضحوكًا وكأن لا شيء يهمه في هذه الحياة وكأن لا شيء يعنيه وأنه لا مشاكل لديه ولا أحزان ولا هموم ، ولكن ما يدريك بما به وبما يعانيه ، فجميعنا صناديق مغلقة لا يعلم ما بها الا الله عز وجل ، يقول دكتور مصطفى محمود “لو اطلع كل منا على قلب الاخر لأشفق عليه”. الكلمة الطيبة تدل على مدى رقي الانسان وعلى مدى تربيته وعلى مدى نبله وثقافته ، كما تدل أيضا كلماته التي ينتقيها من قاموس مفرداته على مدى أدبه وعلمه وتدينه ونشأته ، هناك قلوب جميلة رقيقة تنتعش بكلمة وتفرح بكلمة وتسعد بمجاملة رقيقة وترتفع معنوياتها بكلمة جميلة وتحلق في السماء بكلمة وتنطلق وترفرف وتفرح بكلمة، وفي المقابل أبضا هناك قلوب رقيقة هشة تحزن بكلمة وتحبط بكلمة وتهبط معنوياتها بكلمة بل تمرض بكلمة وتموت بكلمة!! “أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمه وقضاء الله هو كلمه الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة . عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم .. الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة” بهذه الكلمات العبقرية المبدعة في مسرحية “الحسين ثائرا” لخص الأديب عبد الرحمن الشرقاوي معنى وقيمة الكلمة في حياة البشرية، فالكلمة الطيبة لا تكلف صاحبها شيئًا ، بل تؤلف بين القلوب وتشرح الصدور وتفرح المهموم وتفرج هم المكروب وتسعد كل محزون! وهؤلاء الذين لا ينطقون الا بكل ما هو طيب وجميل تهواهم القلوب وتعشقهم الافئدة وتأسر بهم الألباب وتلتف حولهم العقول ! أما هؤلاء الذين يتباهون ويفتخرون بسلاطة وطول ألسنتهم وكلماتهم “الدبش” تتجنبهم العقول الراقية وذوى القلوب الرقيقة المرهفة وذوى المشاعر النبيلة والأفئدة الرقيقة وذوى القلوب الرحيمة ، فلا يطيقون صحبتهم ولا يتحملون رفقتهم ويتحفظون في الحديث معهم بل وينأون بأنفسهم عن الخوض معهم في أي حديث !! فتعسًا لهم!!!
إن العطاء ليس مالاً فقط، وإنما نحفظُ ماء الوجوه، ونُطيب الخواطر، ونُراعي الكرامات، فإن إراقة ماء وجه إنسان كإراقة دمه وبالأخلاق الرفيعة ، وبالصبر الجميل ، وبحسن الكلام وبالصَّمت الأنيق ، وبالتعاملات الراقية نستطيع أن نملك القلوب “
بقلم / دينا الحلو رحل أول أمس أسطورة من أساطير الفن المصري؛ الفنان محمود رضا : مؤسس فرقة رضا الشهيرة أول فرقة فنون شعبية في مصر والعالم العربي
محمود رضا من مواليد عام ١٩٣٠ تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة؛ عشق الرقص والحركات الاستعراضية كان يشاهد الأفلام الأجنبية في صباه ويخرج من السينما بعد مشاهدته للفيلم فيقلد البطل في حركاته الراقصة في اي شارع مظلم او طريق لا يكتظ بالمارة
سافر وتعلم الباليه؛ وتعلم السباحة والرياضة ؛ وبعد عمله في إحدى الفرق الاجنبية بالخارج عاد لمصر وقام بتأسيس فرقة رضا مع شقيقه الأكبر المخرج والموسيقي علي رضا ؛تزوج هو وأخوه على رضا من شقيقتين؛ خديجة(نديدة) وفريدة فهمي؛ وكونوا معا فرقة رضا ؛أول فرقة فنون شعبية في مصر مكونة من ١٣ راقص و١٣ راقصة وعازفين؛ سافروا لمدن ومحافظات مصر المختلفة؛ وطافوا بقرى وصعيد وأرياف مصر ؛ حيث اطلعوا على عادات وتقاليد وملابس كل بلد في الافراح والمناسبات المختلفة؛ ومن هنا نشأت فكرة إنشاء الفرقة؛ فرقة رضا للفنون الشعبية التي تقدم الفن والفلكلور الشعبي السائد في قري وربوع وريف وصعيد مصر ؛واستوحى محمود رضا رقصات الفرقة من البيئة المصرية في الريف والصعيد والمدن الساحلية والنوبة واكتسب وقتها فن الرقص الشعبي احترام جميع طبقات المجتمع حيث كان فنا راقيا لا يعتمد على الإثارة ولا هز البطون كما كان سائدا وقتها ونجحت فرقة رضا نجاحا مدويا؛ وقدمت فنونها واستعراضاتها على مسارح مصر؛بل وسافرت الفرقة أيضا خارج مصر لتقدم حفلاتها ؛وكعادة السينما- التي تستغل نجاح اي موهبة -سواء غنائية او استعراضية- ؛ اجتذبت فرقة رضا في أفلام شهيرة- كانت فرقة رضا هى بطلتها؛ فمن منا لا يتذكر الفيلم الجميل (اجازة نصف السنة) بطولة فرقة رضا وماجدة والاستعراضات والاغاني الجميلة التي تخللت أحداث الفيلم مثل اغنية(عايزين ناكل هم هم هم ) ؛ وكذلك فيلم (غرام في الكرنك ) والذي يجسد حلم فرقة فنية في النجاح والانتشار وتحقيق الشهرة ؛ يكفي اغنية (الأقصر بلدنا بلد سواح) والاستعراض الجميل المصاحب للاغنية بصوت محمد العزبي الذي كان عضوا في الفرقة ايضا؛ ومشهد الحناطير وأعضاء الفرقة يرقصون جوارها وفي مقدمتهم محمود رضا -هءا الاستعراض الجميل الذي لا يفارق المخيلة ولا يغادر الوجدان؛ ومشهد الفرقة في نفس الفيلم وهم يقومون ببناء المسرح من الألواح الخشبية -مشهد جميل تم استغلاله ليقدم هدفين مزدوجين؛ بناء المسرح بأنفسهم دون استعانة او مساعدة من أحد وطريقة البناء يصاحبها الموسيقي ودق المسامير وهم يرقصون بحركات استعراضية جميلة لا تنسى- واغنية حلاوة شمسنا مع الثلاثي المرح
فرقة رضا صممت استعراضات الكثير من الأعمال الفنية -ويذكر أن حسن عفيفي-مصمم استعراضات الفوازير الشهير-الذي كان يظهر مع نيللي وسمير غانم وشيريهان في الفوازير- هو أحد أعضاء فرقة رضا هو وزوجته هناء الشوربجي -والذي كان يظهر أيضا في نفس افلام محمود رضا وأصبح مصمم استعراضات شهير يقدم استعراضات الفوازير كل شهر رمضان – أي أن الفرقة نجحت في تقديم مواهب استقلت بنفسها وصنعت لنفسها اسما ومكانة.
من منا لا يحب استعراض فريدة فهمي الجميل (عجبا لغزال قتال عجبا ؛ كم بالاسحار وبقلوب لعب)
الفنان محمود رضا اشتهر بحركة دورانية استعراضية جميلة يدور فيها ثم يقفز لأعلي ؛كانت موضع شهرته ويذكر أن الفنانة فريدة فهمي -بعد أعتزالها في سن الأربعين- سافرت للخارج ودرست وحضرت رسالة الماجستير عن محمود رضا وعن فن الإيقاع الذي ادخله للفن الشعبي !
ثم تم تأميم فرقة رضا في الستينات وانتقلت ملكية فرقة رضا للدولة لوزارة الثقافة- وظل محمود رضا وعلي رضا يشرفان على العمل بها وعلى نجاحات الفرقة وانضم لهما الموسيقار علي اسماعيل شقيق الفنان جمال اسماعيل ليواصل معهما تحقيق رحلة نجاح فرقة رضا الجميلة
وجدير بالذكر انك وانت تشاهد استعراضات الفرقة الجميلة -التي تنقل لنا التراث والفلكلور الشعبي- لا تشعر بالنفور ولا الابتذال من الرقص حيث انه لا يقدم رقصا بلديا يعتمد على الإثارة وهز وسط الراقصة العارية ! بل هو فن جميل لم نر في استعراضاته إلا كل رقي وجمال قدم لنا أصناف من الفنون والتراث والفلكلور الشعبي الجميل لكل ربوع مصر فلا تشعر بخدش حياء اسرتك وانت جالس تشاهده!!
تحية ودعاء ورحمة لهذا الفنان المبدع ذو الرؤية و الرسالة الجميلة الذي نتعلم من رحلته وخبرته الحياتية أن الإنسان ينبغي أن يكون له حلما يسعى لتحقيقه
جذبني -مثلما فعل بالكثيرين مثلي- مسلسل (ليه لا) ، خاصة بعذ اذاعة أغنية تتر المسلسل (اللي قادرة على التحدي) غناء المطربة الجميلة ذات الصوت الساحرآمال ماهر، حيث كانت يتم اذاعتها خلال الفواصل الاعلانية طوال شهر رمضان
هذا المسلسل -بطولة أمينة خليل- تم الإعلان عنه كفاصل اعلاني متخللا للخم الهائل من المسلسلات في شهر رمضان حيث كان تذاع اغنية تتر المسلسل بالصوت المميز امال ماهر مصاحبًا لمشهد بطلة العمل (أمينة خليل) وهى ترتدي الفستان الابيض أثناء عقد قرانها
وفجأة وبدون مقدمات تهرب من مراسم كتب الكتاب! هذا يذكرنا بأحداث الفيلم الأجنبي الشهير (العروس الهاربة) Runaway Bride)) بطولة الممثلة الشهيرة جوليا روبرتس وريتشارد جيير حيث كانت البطلة تهرب من كل عرس لها حتى انك قد تلحظ تشابهًا بين البطلتين!! نعود لمسلسل (ليه لأ) والذي لم يتم اذاعته على التليفزيون المصري ولا على أي قناة فضائية خلال شهر رمضان! ولكن تم اذاعته بعد شهر رمضان عبر منصة أحد برامج ومواقع الانترنت-مسبقة الدفع- في سابقة قد تكون الأولى من نوعها تقليدا لبعض الدول وبعض المسلسلات التي تقوم بإذاعة حلقة أو أكثر كل أسبوع كنوع من أنواع جذب المشاهد وإحداث نوع من الاثارة والتشويق! وتعتبر أمينة خليل من بطلات الجيل الجديد اللاتي حققن شهرة كبيرة خلال سنوات قليلة حيث تنحدر من أسرة فنية: فوالدها هو الموسيقار يحيى خليل، ونجحت في العديد من الاعمال الفنية مثل أدوارها الرومانسية في (ليالي اوجيني) و (جراند أوتيل) ، أما في هذا المسلسل فهى البطلة المطلقة للعمل الأمر الذي يؤكد سابقة نجاحها في جميع أدوارها وقدرتها على تحمل بطولة عمل درامي بمفردها!! أما دورها في مسلسل (ليه لا) فقد جاء مختلفًا عن كل الادوار السابقة؛ فتاة ثلاثينية تعيش في منزل أسرتها مع والدتها (هالة صدقي) وتعمل هى وأختها في مصنع (خطوط موضة وملابس وأزياء) -هذا المصنع يملكه والدها الراحل وعمها
ويبدأ المسلسل بمراسم كتب الكتاب وفجأة تقف وسط عائلتها وتجري هاربة من عريسها ورافضة لتلك الزيجة مما جعل جميع أفراد أسرتها تغضب عليها ؛ وتبرر ما فعلته بأنها لا زالت غير مستعدة الآن للزواج!! ويبدأ عمها صاحب المصنع في معاملتها بشدة وصرامة عقابًا لما بدر منها؛ وأثناء محاولاتها للدفاع عن نفسها أمام أسرتها وتبرير ما فعلته من تصرفات واتهام الجميع لها بالشطط والجنون؛ وبينما هى تتفقد بريدها الإلكتروني ، تجد رسالة من منظمة نساء عالمية :تنظم مسابقة للبنات والسيدات على مستوى العالم مقابل منحة ودراسة بالخارج وجائزة قدرها عشرون الف جنيه استرليني وذلك مقابل شروط لابد أن تقوم المشتركة بتنفيذها أولا لكي تنجح وتكون مناسبة للاشتراك في المسابقة!! مثل أن تترك بيت أسرتها، وتعيش مستقلة بمفردها لمدة عام كامل ، وعندما حاولت (عاليا) -اسم أمينة خليل في المسلسل- التحدث مع والدتها بشأن هذه المسابقة لم تجد منها الا كل صد وعدم تجاوب ورفضت رفضًا قاطعًا!! فقررت الفرار من بيت أهلها! وبالفعل قامت عاليا بالهروب ليلا من منزل أسرتها بعد أن حزمت حقائبها وجمعت أغراضها ورحلت عن البيت ليلا بعد أن تركت رسالة لوالدتها! وقامت عاليا باستئجار شقة في وسط البلد ونقلت إليها متاعها وأغراضها
وبالطبع حدث ما كانت تتوقعه بعد فرارها من المنزل ، انقلبت عليها الأسرة رأسًا على عقب!! وطردها عمها من العمل بالمصنع كوسيلة للضغط عليها أكثر ،وحتى لا يتوفر لديها المال الكافي للعيش بمفردها،حتى صديقتها الحميمة، انقطعت عنها بسبب رفض والدتها وخطيبها لما فعلته (عاليا) ،إذ كيف تترك فتاة (آنسة) بيت أسرتها لتعيش بمفردها!! ولكن كل هذا لم يمنع (عاليا) من استكمال حلمها لتحقيق هدفها وللبحث عن ذاتها ولتحقيق شخصيتها المستقلة بعد ثلاثين عاما من الأنصياع للأوامر وللنواهي!!؛ حتى حينما مثلت (الأم-هالة صدقي) أنها مريضة وملازمة للفراش بسبب كسر قدمها حتى تحن عليها ابنتها وتعود لحضنها ، إلا أن عاليا ذهبت لتطمئن عليها فقط وسرعان ما عادت أدراجها لشقتها وحياتها الجديدة!!
كان للمسابقة شروط كثيرة متعددة بدأت في تنفيذها وكان يساعدها ويدعمها في استكمال مسيرة تحقيق شخصيتها :خالتها (شيرين رضا) والتي هى الاخري تعاني من مشاكل في حياتها -فهي أنسة تبلغ الخامسة والأربعين من العمر-تعمل في شركة مقاولات وعقارات كبيرة-تحب زميلها -ابن صاحب الشركة-الذي يصغرها بعشرة أعوام ويريد الزواج منها رغم معارضة أسرته وأسرتها! ولكنها رغم كل ما تعانيه من شدة معاملة والدتها معها وما تواجهه من قسوة المجتمع ورفض الاهل لهذه الزيجة إلا أنها تحاول الوقوف دائما بجانب (عاليا) ومساندتها في تحقيق حريتها التي عجزت هى أن تبلغها! نعود إلى بطلة العمل الدرامي (عاليا) التي بدأت بالفعل في تنفيذ شروط المسابقة بكل حماس -ضاربة بغضب أهلها عليها عرض الحائط- فقامت باحضار سبورة وكتبت عليها شروط المسابقة وبنودها: وبدأت بتغيير شكلها كما تنص بنود المسابقة ، وذهب لمصفف الشعر وقامت بقص شعرها – ولأنها كانت بحاجة للمال لتسدد ايجار الشقة ولتوفر تكاليف العيش بمفردها: بدأت تبيع في حليها ومصوغاتها الذهبية لتجد المال الكافي لتدبير شؤونها ،وكانت ترفض أية مساعدة مالية من خالتها أو من صديقاتها مرددة دائمة (أنا تمام)!!؛ وكان من ضمن شروط المسابقة أيضا أن تعمل في الوظائف الخدمية ، فقامت بالفعل بالعمل- كسائقة على سيارتها الخاصة- توصل الزبائن مثل شركات (اوبر وكريم وتوصيلة) ؛ولكنها اصطدمت بنوع سىء من الزبائن الذين اعتدوا عليها بالضرب المبرح!! فتركت هذا العمل ؛ثم عملت كنادلة في مطعم ايطالي كانت تذهب إليه دائما لتناول الطعام، وهناك تعرفت على صاحبه رشدى (تميم عبده) ونجله حسين (محمد الشرنوبي) الذي كان مرتبطًا بفتاة تدعى نانسي، ولكن عندما تعرف على عاليا وقع في حبها!! ؛وبالفعل أصبح هذا المطعم بالنسبة له ملاذًا ومرفأ وشط أمان ، كونت صداقة قوية مع صاحب المطعم (رشدي) أصبح لها بمثابة الأب ؛ وتعلمت الطبخ وهى لم تكن تعرف أبدا كيف تصنع اي طعام !! لا ادري كيف كانت على وشك الزواج اذن!!
ومن المميزات التي أثمرت عنها رحلة “البحث عن الذات” هى تعلمها لفن التصوير وذهبت للتدريب لدى استديو محترف في تصوير جلسات موديلات وموضة Photo sessions ،ولكنها تركته بعد أن قامت صاحبة الاستديو بنسب الصور لنفسها -دون أن تشير لعاليا بأي مجهود!! فقررت ان تصور وحدها بعد أن أهداها صديق لها كاميرته الخاصة ،واخذت تجوب الشوارع وتصور أجمل اللقطات ولكنه تعرضت ايضا للتحرش وللإعتداء من قبل بعض البلطجية الذين قاموا بتحطيم الكاميرا لها بعد محاولتها لتصوير سيدة بسيطة تجلس في الشرفة في منطقة شعبية !! كما كان من ضمن شروط المسابقة العمل في مؤسسات خيرية فذهبت عاليا للتطوع والعمل في ملجأ لرعاية الكلاب ،وتعرفت هناك على الطفل الاسواني الجميل فارس الذي علمها كيفية تربية الكلاب ورعايتهم! ونشأت صداقة بينها وبين هذا الطفل واخذته في نزهة نيلية بعد ان تحررت من خوفها من ركوب القوارب النيلية!أيضا كان يجب على (عاليا) أن تفرط في شيئا تحبه جدا فقامت ببيع ساعة والدها الرولكس التي كانت هدية منه وكانت تعتز بها بدرجة لا توصف ولكنها شروط السابقة (التدرب عن كيفية حب والتعلق بالأشياء) !! وفي سباق الأحداث وأثناء ارتيادها المطعم لتناول فيه وجباتها وايضا أثناء العمل فيه كنادلة لتحقق شروط المسابقة للعمل في قطاع الخدمات ، تقع في حب ابن صاحب المطعم (حسين) العائد من كندا بصحبة صديقته ليتفقد حالة والده الصحية -والذي لا يرضى نهائيا عن علاقة ولده بصديقته نانسي-، بينما نجد الأب يشجع ابنه على الارتباط بعاليا وبالفعل يقع في حبها وتنجذب له عاليا بعد اقترابها منه كأصدقاء تحكي له عن المسابقة وعن كل العقبات التي تواجهها ومساعدتها في التغلب على المشاكل التي تقابلها ،ومن ضمن ما حققته عاليا في مشوار تحقيق الذات استرداد حق من حقوقها وتنفيذ خط موضة وملابس هى وابن عمها بعد رفض عمها له في الماضي ونجحت في تصوير التصميمات التي كانت قد صممتها من قبل ونشرتها هي وابن عمها على صفحات الفيسبوك لتحقق نجاحا ورواجا وطلبيات كثيرة على المصنع لهذه النوعية من الملابس وبالفعل يوافق العم على فتح خط جديد لهذه الملابس وإعادة عايا للمصنع بعد طردها منه وتعيينها في مجلس ادارة المصنع ولكنها ترفض الوظيفة التي تقيد حريتها من التاسعة للخامسة مساء ، وتكتفي بهذا النجاح لجلسات تصويرموديلات الملابس التى صممتها ،وتقوم بافتتاح معرض يضم كل الصور التي قامت بتصويرها بمساعدة حسين ويلقي المعرض نجاحاً هائلا مدويًا ويحضر كل افراد أسرتها ليشهدوا لحظة تحقيق حلمها ويباركوا ما حققته من نجاح وطموحات! وبذلك تكون عاليا تحررت من خوفها ومن سيطرة أسرتها عليها!! مع أن مشاهد المسلسل في البداية لم تظهر أي تحكم او غلظة من قبل الأم؛ وفي النهاية سجلت عاليا فيديو ونشرته على وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك وحكت عن تجربتها وكيف أنها تعلمت خلال عام واحد ما لم تتعلمه طوال حياتها وانها حققت شخصيتها المستقلة وعرفت ما تريده حقا في الحياة وتحررت من فرض وصاية الأسرة عليها! وحكت عن المسابقة وشروطها لتتلقى تعليقات أن هذه المنظمة لا وجود لها ليتضح لنا في نهاية المسلسل أن خالتها هى من أرسلت لها الرسالة وأنه بالفعل لا وجود لهذه المنظمة أو المسابقة وفعلت ذلك لتشغلها وتلهيها عن غضب أسرتها عليها ولتجعلها تحقق ما عجزت هى عن تحقيقه من حياة مليئة بالأهداف والطموحات والبحث عن الذات – ولكن (عاليا) لم تصطدم ولم تحزن كثيرًا لما عرفته من حقيقة عدم وجود المسابقة ،فلقد كانت أيقنت بمرور الأيام انها لا تريد السفر وتريد البقاء في مصر خاصة بعد وقوعها في حب حسين وأيضا عندما أدركت أنها يمكنها تحقيق ما تصبو إليه داخل بلدها!! وفي النهاية توافق الأم على اختيار ابنتها وعلى زواج (عاليا) بحسين بعد أن سافر لكندا لاستكمال درجة الدكتوراة وتواصل معهم عبر الانترنت لطلب يد عاليا ! المسلسل يقع في خمسة عشر حلقة وكان يذاع ثلاث حلقات أسبوعيا؛ ولكنني لم يعجبني اذاعة المسلسل عبر منصة مواقع الانترنت الخاصة المدفوع اشتراكها مقدما، كما ل يروق لي إذاعة حلقات المسلسل على فترات متقطعة، الأمر الذي يجعل المشاهد ينسى تسلسل الأحداث ولم يحقق عنصر التشويق المنشود بل جعلني أنسى أحداث المسلسل في زحام الحياة اليومية!! وهل سيتجه المنتجون لإذاعة مسلسلاتهم على الإنترنت لتحقيق مكاسب مالية عبر الانترنت والاعلانات التي لم يخل المسلسل منها على موقع “شاهد”!! وفي سياق الأحداث نجد الام نفسها قد تغيرت وبعد أن كانت تقضى وقتها أمام المسلسلات ذهبت للعمل في مصنع زوجها الراحل !! كما لو أن المسلسل يدور حول نساء تحققن ما أخفقن في تحقيقه طوال العمر!! كما تنجح الخالة شيرين رضا في التحرر من خوفها من نظرة المجتمع وتقرر الزواج ممن ملك قلبها حتى لو كان يصغرها بعشرة اعوام وتنجح في تحقيق سعادتها!! حتى الصديقة المقربة لعاليا والتي ابتعدت عنها بسبب زوجها الفظ الذي لا يجيد التفاهم ولا يريد منها الا تنفيذ والانصياع لأوامره دون تفكير والذي كان يعاقبها بالضرب اذا بدر منها ما لا يحب : بدأت هى الاخري في الثورة ضد زوجها والتعبير عن رأيها بعد أن كان الخوف يلجمها ويشل لسانهاّّّ!! أي أن العمل الدرامي كله يعد نوعًا من أنواع “الأدب النسائي” الذي يتناول مشاكل المرأة في المجتمعات العربية ! كما أن هناك اتجاه ساد بشكل ملحوظ في أحداث المسلسل من تقليد واضح لعادات الأجانب؛ حيث يهجر الشاب او الفتاة منزل الأسرة بعد السادسة عشر لتحقيق شخصايتهم المستقلة وهذا يتنافي مع عاداتنا وتقاليدنا الشرقية، فكيف يمكن لفتاة أن تترك منزل أهلها لتعيش في شقة بمفردها لكى تحقق حريتها!! وهل من الصعب ان تحقق أحلامها داخل بيت أسرتها! بالطبع لا! فالمجتمع يزخر بمئات الآلاف من النماذج الناجحة لفتيات وسيدات وصلت لأعلى المراكز وحصلن على أعلى الدرجات العلمية وهن في كنف أسرهن!! أيضا من مظاهر التقليد الأعمي للغرب التي لاحظناها جميعا في المسلسل مناداة (حسين) لأبيه باسمه مجردا (رشدى)!! وليس يا “أبي” او “بابا “او “أبتاه” او حتى يا “يا آبا” هههههههه كما لو أن التحضر والمدنية والتقدم وثمرات السفر للخارج هو مناداة الأب باسمه مجردًا من كلمة بابا ، ايضا اقتران “حسين” بصديقته “نانسي” دون زواج طوال فترة دراسته بكندا وعيشهما معًا في منزل واحد دون أي عقد شرعي !!! أيضا القبلات والأحضان بين أبطال المسلسل وبين غير المحارم ( مثلا بين عاليا ورشدي حتى لو كان شيخًا كبيرًا) وكأننا في “أوروبا والدول المتقدمة هههه ” وليس في مجتمع شرقي محافظ متدين بطبعه، وكأنه فيلم وليس مسلسلا دراميًا حيث اعتدنا أن تكون المسلسلات أكثر حشمة ووقارا واحترامًا عن الأفلام، ولكن صناع العمل أبوا إلا أن يقلدوا الاجانب في عادتهم وتقاليدهم التي تتنافي مع عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف ! ولا مانع أن تسافر الفتاة وحدها لقضاء ليالي سفاري وسط الصحراء مع مجموعة من الشبان والفتيات ثم يحضر لها حسين فجأة للاحتفال بعيد ميلادها وسط الصحراء واعلان حبه لها ورغبته في السفر لكندا لاستكمال ما بدأه من دراسة واصطحابها معه ولكنها ترفض السفر وترغب في البقاء في مصر!!
أكرر أننى لست ضد أن تتعلم الفتاة وتدرس وتعمل وتسافر وتسعى إلى تحقيق أحلامها وأهدافها وكينونتها وتثبت قدرتها على تكوين شخصيتها المستقلة والإعتماد على نفسها وان يكون لها عملها الذي يدر عليها دخلا ويوفر لها العيش الكريم دون انتظار من ينفق عليها، كل هذا جميل وكفله الإسلام وكفل للمرأة حريتها وضمن لها ذمتها المالية المستقلة وضمن لها حقوقها وميراثها وصان كرامتها، ولكن كل ذلك يمكن أن يتم داخل إطار بيتها وسط أسرتها وتحت رعايتهم وكنفهم، حتى أن المجتمع العربي لا يكن احترامًا لمن تفر من بيت أسرتها بل يحمل نوعًا من الاحتقار والإزدراء لفتاة تعيش وحدها في شقة مفروشة!!! والرجل الشرقي لا يحترم ولا يرضى الارتباط إلا بالفتاة التي توقرأسرتها وتحترم عائلتها ليذهب لطلب يديها منهم!! ، فالزواج ليس رجل وفتاة بل ارتباط أسر بعضها ببعض !! فنحن نعيش في مجتمعات عربية إسلامية وليس في أوروبا!! لسنا ضد التعلم والعلم والعمل! ولكن ضد الحرية اللامحدودة والاختلاط غير المبرر وتقليد الاجانب والذوبان في شخصية المجتمعات الأوربية بكل ما تحمله هذه المجتمعات من قيم كثيرة تتنافى مع سمات مجتمعاتنا الشرقية!! ، شيئًا فشيئًا سنجد المسلسلات والأفلام تنادي بحرية المرأة المطلقة في الجنس دون زواج وضرورة تخليها عن عذريتها قبل الزواج مثل الاجانب!!!! فالحذر الحذر!!! ولكن تحية للفتاة التي استطاعت أن تحقق لنفسها هدفًا جديدًا بعد الثلاثين ،واستطاعت أن تكتشف في نفسها مواهب وامكانيات لم تكن تعرفها من قبل ! والتأكيد على أن امكانية تحقيق الذات يمكن أن تتم في أي مرحلة عمرية ويمكن للانسان تغيير مسار حياته وعمله ومهنته عندما يريد وأنه لا يزال هناك وقت للتغيير للافضل!! كما أن يمكن لنا تحقيق ما نصبو إليه من آمال وطموحات داخل بلادنا وليست دائما عن طريق السفر للخارج ، فالوطن في حاجة لسواعد شبابه!!
لا تأكل كل طبق تقدمه لك وسائل الاعلام في هذا العصر … بل اكاد أقول ، لا تأكل أي طبق تقدمه لك وسائل الاعلام في هذا العصر . اضاءة شاهد كل ما يمكنك من مواد اعلامية، استفد منها، اترك الغث والقبيح ، وانتق واختر فقط ما يناسبنا!! فالخوف على الاجيال الصغيرة ألا يمكنها تمييز ما يقدم لها عبر الشاشات وتقلد ما يقدم لها دون وعي أو تفكير وهنا يكمن دور الأسرة!! فالحذر الحذر!!