ننشر نص كلمة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، والذي انعقد في الفترة من 25 حتى 27 أكتوبر، تحت شعار “ابدع.. انطلق”.
فيما يلي نص الكلمة..
“ـ بناتى وأبنائى .. شباب مصر .. أملها وحلمها ..
ـ السيدات والسـادة .. الحضور الكريم ..
أقـف اليوم متحدثاً إليكم، وقـد امتزجـت فى نفسى السعادة والأمل… السعادة لأننى في وسط أبنائى وبناتى من شباب مصر، والأمل الذى رأيته على مــدار اليوميـن الماضييــن، حيــن كنــت محاطــاً بالشباب ومحــــاوراً لهـــم ومجيبــــاً لتساؤلاتهـــم أو مستمعــــــاً لأفكارهـــــم ورؤيتهـــــم وتصــــوراتهـم للمستقبــل، والحـق أقـــول لكـــم، مــن علــى هـــذا المنبر، ووسـط هـذه الكوكبــة مــن كافــة أطيـاف وممثلـى المجتمع المصرى، إن شباب مصر كانــوا على قــدر المسئولية الملقـــاة على عاتقهــم، وجــاءوا إلى هـــذا الملتقى حامليــن ســلاح العلــم والحداثة، ورافعيــــــن رايــــة الحمــاس والتحـــدى، وحققــــوا الهدف المنشود في صياغــــة ورقـــة عمــــل وطنية، تكون دليـلاً للدولة المصريـــة حكومــــةً وشعبـــاً للوصــول إلــى هذا الهــدف، وهـــو الحفــاظ علــى بقـــــاء الدولـــة المصريــة، وإعـــادة بنائهــا، لتكــون بحــق دولــة مدنيــة حديثــــة وديمقراطيــة قادرة على التطور والنمو بسواعد أبنائهـا.
أبنائى وبناتى .. السيدات والسادة ..
لقـــد كانت فعاليـات وأحـــداث المؤتمــر بجلساته العامة، وورش العمـــل التخصصية، وجلسات الحوار، والنقـــاش فرصة عظيمة كــي نتبــادل جميعــاً وجهــات النظــر، ونستمــع إلــى الـــرأى والــرأى الآخــر، دون إقصـاء أو تهويـن أو تخوين، كما كانت التجربة ناجحة فى أن تثبـت لنـــا أن شبابنـــا قـــــادر علــى اتخـــاذ المسار الديمقراطى لإثبـات وجوده وتحقيـق ذاتـــه، والتعبيـــر عــن آمالـــه وطموحاته، وهـذا هــــو عهدنــــا بشــــباب مصــر، فكما أكـدت سابقاً عن يقين لا يحتمل الخطــأ، بــأن شبــاب مصــر هــم الأكثـــر تفانــى وحماســة، وطالمـــا وجــدوا فرصتهــم فــى التأهيــل والتدريــب والتوعيــة، فإنهــم يصبحــون قادريـــن على تخطــى الصعاب ومواجهــة التحديــات وتحقيــق غاياتهـم وإعــلاء كلمــة وطنهـم، لتصبح هي العليــا بيــن الأمــم.
السيدات والسادة.. الحضور الكريم..
إن مصر دولـــة شابـــة، وشبابهـــا بقدراتهـم وحجمهم الكبيــر كمــاً ونوعــاً يمثلـــون ثــــروة قوميــة لأمتنــا يجــب استثمارهـــا وتوظيفهــــا لتكــــون قــوة دافعـــة لمسيـــــرة التنميـــــة، وضلعـــــاً أساسيـــــاً مـــــن أضــلاع منظومـــــة الدولــــة، ورقمـــاً فاعـــلاً فى معادلاتهـــا، وطبقـــاً لمـــا أجرينــــاه مـــن أبحـــــاث للـــــرأى العـــــــــام بيـــــــن الشبـــــــاب، ومــا أعددنـــاه مـــن دراســــات للتعـــرف على أنســــاق اهتمامــاتهم وتقييــم قدراتهـــم، فإن الدولة قد كونت صورة واضحة جلية عن أنماط اهتمامات شرائح الشباب المختلفة، وتبلورت لديها الرؤية الكاملة حول سبل معالجة قضاياهم ومراعاة أولوياتهم العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية، مع الحفــاظ على قنــوات اتصال حيويــة وفعّالــة بيــن الدولــة بكـــــــل مؤسساتهـــا، وبيـــــن الشبـــــاب من مختلف الفئات قائمة على الحوار وتبادل الرؤى على أسس وطنية وموضوعية، وخير مثال على ذلك، ما تم انتهاجه من قواعد ومحددات خــلال جلسات محاكـاة الدولــة المصرية التي قــام بها شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة. وأؤكد لكل شباب مصر، بأننا لن نولي اهتماماً لمجموعة من الشباب دون أخرى، لابد أن تتأكدوا أن الأب الحقيقي يحب كل أبنائه، وأتمني أن يقف مكاني شاب من شباب مصر.
أبنائى وبناتى .. السيدات والسادة..
لقد كــان يقينى فــى أهميــة الاستثمار فى شبابنا كمشــروع قومــى لإنتــاج الطاقــــــات الفاعلـــــة فــــــى الدولـــــــة، هو المحفز كى تتولــد لــدى الدولـــة إرادة واقعيـــة للاهتمــام بالشبـــــاب ورعايته وتوظيفه فى الدور الذى يتماشى وحجم قدراته، ولذلك، فمنذ أن توليت المسئولية فقد أوليت الشباب رقماً متقدماً فى أجندة عمل الدولة، وكـــان إطـــلاق عـــام 2016 عامــــاً للشباب المصرى، لتوحيــد الجهــود داخل أجهـــــزة ومؤسســات الدولـــة والمجتمع، لتحقيـق طفــرة محسوسة فـى هــذا الملف، الذى طالما عانى مــن الإهمال والتهميش، ولعـــل انطــلاق حزمـــة المشروعــات القوميـــة الكبــرى هــو خيـــر دليــــل على أننا نسعى لبنــاء المستقبل لشبابنــا مــن خــلال تعظيـم أصــول الدولة، وتوفيــر القــدر الــلازم من البنية التحتية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية.
أبنائــى وبناتــى ..
على مــدار العاميــن السابقين، كنــت حريصــاً دائمــــاً علــى لقــــاء فئـــــات مختلفــة مــن الشبــاب بشكــل دورى والاستمــاع إليهــــــم والحديـــث معهـــــم، وكـم كانــت تسعدنى هــذه اللقــــاءات لمــا ألمسه خلالهــا من روح وطنيــة متجــردة ومتحمســة، حتى وإن كان من بينهم من هو متحفظ أو مختلف، فكل شباب مصر أبنائى، وأنا حريص على الاستمــاع إليهــم دون تحفظــات أو محــددات معينــة، فالهــدف الأسمــى هــو مصــر ونهـــوض أمتنـا، وهو الهدف القــادر علــى خلــق مساحــات مشتركــة تجمعنا جميعاً.
أبنائى وبناتى شباب مصر .. السيدات والسادة ..
بعــد مــا رأيــت وسمعت خلال فعاليات هذا المؤتمر، فإننى قد قررت أن أدعوكم جميعاً داخل هذه القاعة وخارجها إلى العمل على استمرار هذا النموذج المحترم من حالة الحوار الإيجابى بين مختلف أجهــزة ومؤسسات الدولة والمجتمــع وشبــاب مصــــر العظيـــم، وهو ما يفرض علينا أن نحافظ على تنظيم المؤتمر بشكل دورى فـى نوفمبر
مــن كــل عــام، ويسبقــه تنظيــم عــدد مــن الفعاليـــات وورش العمل وأنظمة المحاكاة للوصول إلى الأهداف بشكل أشمل وأفضل، ولتكن هــذه الحالة المتولــدة فى هــذا المؤتمر مستمرة، وأكثر انتشاراً فى جميع ربــوع الدولــة.
السيدات والسادة .. شباب مصر ..
إن حجم التحدى الذى يواجــه الدولــة المصريـــة كبيــر وحجـــم التغيـــرات التى يشهدهــا العالــم والإقليــم تحتـــم علينــا جميعـــاً الانتبـاه والاصطفــــاف لمواجهته، فكل التحديات وإن عظمت تظـــل بــــلا قيمــــة مـــا دام المصريــــون علـــى وعـــى بهـــا، ومصطفـــــون فــى مواجهتهـــا.
ولذلك، فإننى أدعو من هنا وأمام ممثلي المجتمع المصرى وشبابه، أن نخلق فيما بيننــا حــواراً دائمــاً ومساحــات مشتركة نجتمع عليهــا جميعــاً دولــةً وشعباً، ولا نستثنى منها إلا من سلك العنــف ومنهــج الإرهــاب، وأود أن أؤكد على أن مصر تسع الجميع، إلا من يريد إلحاق الأذي بنا، فليس له مكان بيننا.
أبنائى وبناتــى .. شباب مصر العظيم ..
وإيماناً منى بدوركم، وما طرحتموه من أفكار ورؤى ومقترحات للنهوض بوطنكم، وإيجاد مسار وطنى ناجح يحقق آمالكم، فإننى قــررت الآتـى:-
تشكيل لجنة وطنية من الشباب، وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، تقــوم بإجـراء فحــص شامــل ومراجعة لموقف الشبـاب المحبوسين على ذمة قضايــــا، ولم تصـدر بحقهم أيـة أحكــام قضائيــة وبالتنسيق مـع جميع الأجهــزة المعنيـة بالدولة، على أن تقـدم تقريرها خلال 15 يوماً على الأكثر، لاتخاذ مـا يناسب مـــن إجــراءات بحســب كــل حالــــة، وفـى حـدود الصلاحيات المخولـة دستورياً وقانونيـاً لرئيـس الجمهوريـة.
قيام رئاسة الجمهورية، بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرمـوز الشبابيـــة، بإعـــــداد تصــور سياســـى لتدشين مركـز وطنى لتدريـب وتأهيــل الكوادر الشبابيـة سياسيـاً واجتماعياً وأمنيــاً واقتصادياً، مــن خــلال نظــم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصريةن وتضخ قيادات مصرية شابة فـى كافــة المجالات .
قيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة نحو عقد مؤتمر شهرى للشباب، يحضره عدد مناسب من ممثلي الشباب من كافة الأطيــاف والاتجاهـات، يتـم خلالــه عــرض ومراجعــة موقــف جميــع التوصيــات والقــرارات الصـادرة عن المؤتمر الوطنى الأول للشباب، وما يستجد بعدها وصولاً إلى المؤتمر الوطنى الثانى للشباب المقرر عقده في نوفمبر 2017.
قيــام الحكومــة بالتنسيــق مــع الجهــات المعنيــة بالدولــة بدراســة مقترحــــات ومشروعــات تعديــل قانــون التظاهـــر، المقدمة مــن الشبــاب خــلال المؤتمــر، وإدراجهــا ضمــن حزمــة مشروعــات القوانين، المخطط عرضهـا علـى مجلس النــواب خـلال دور الانعقـاد الحالي.
قيــام الحكومــة بالإعــداد لتنظيــم عقـــد حــوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر، يحضره جميع المتخصصين والخبراء، بهدف وضع ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية، وبما يتفق مع التحديات والظروف والقدرات الاقتصادية التي تواجه الدولة، على أن تُعــرض الورقــة مدعمة بالتوصيات والمقترحات والحلــول خــلال المؤتمــر الــدورى الشهرى للشباب، المقــرر عقــده خــلال شهر ديسمبر القادم.
دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعـــــداد برامـــج وسياســـات، تسهــم فــي نشــر ثقافــــة العمــــل التطوعــى مــن خـــلال كافــة الوسائــل والأدوات السياسية، على أن تكـون أولـى قضاياهـا وموضوعاتها تبنى مبــادرة القضاء على الأميــة بالمحافظات المصرية.
تكليـف الحكومـة بالتنسيـق مـع مجلـس النـواب للإسـراع بالانتهـاء من إصـدار التشريعات المنظمة للإعلام، والانتهاء من تشكيل الهيئـات والمجالس المنظمة للعمل الصحفى والإعلامى.
قيــام الحكومــة بالتعاون مــع الأزهـــر الشريـف والكنيســــة المصريــة وجميــع الجهات المعنيــة بالدولة، بتنظيــم عقــد حوار مجتمعى موسع، يضم المتخصصين والخبراء والمثقفين، بالإضافة إلى تمثيـل مكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقـة عمـل وطنيـة، تمثل إستراتيجيـة شاملـة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق، ووضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الدينى، في إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكافة أبعادها الحضارية والتاريخية.
وأخيــراً، فإننـى على يقيــن لا يمتــزج بــه شـك، بــأن مستقبل أمتنــا واعــد،
وأن قوتنا في البقاء على مدار آلاف السنين هي سـر عظمة شعب مصـر، وأن شبــاب
أمتنـا هــو كلمــة الســـر فـــى المستقبـــل، وأيقونــة التحــدى فى الحاضر، وستظل مصــر باقيــة بسواعــد شبابهــا.
ودائمــاً وأبــــداً نــردد جميعــاً
تحيا مصر ..تحيا مصر ..تحيا مصر……شكراً”.