قال المستشار الدكتور حسن بسيونى، عضو لجنتى الشئون الدستورية والتشريعية والقيم بمجلس النواب، إن ما تمر به البلاد حاليا من أزمة فيروس كورونا المستجد، يمكن وصفه بمعركة بقاء أو وجود التي تتطلب من البشرية كلها التكاتف لمواجهة ذلك الخطر ، الذى لايستثنى أحدا ولايفرق بين غنى وفقير، فهو يصيب الحكام والمسئولين ورجال الأعمال والأطباء مثلهم مثل أي مواطنين.
وأضاف بسيونى في تصريح له، إن تقاعس بعض رجال الأعمال، عن القيام بدورهم المجتمعى تجاه تلك الأزمة، يعد خيانة للوطن، نظرا لأنهم يعدون حاليا جنودا في ميدان المعركة، والجندى الخاين هو الذى يدير ظهره للمعركة خشية الموت في سبيل الوطن “الذى يتكون من الشعب والأرض والماء والهواء”، متابعا، تقاعس رجال الأعمال عن الوفاء بإحتياحات العمالة ومساندة البلاد في هذا الوقت هو هروب من المعركة خشية الإفلاس، وهو ما يعد خيانة للوطن.
وأكد عضو مجلس النواب، ان من يتخلى عن مساعدة الشعب في أوقات الأزمات، لايستحق العيش على أرض وطنه، فهو مثله مثل من يستغل الأزمات لتحقيق مكاسب خاصة على حساب الشعب مثل التجار الجشعين ومحتكرى السلع ومروجى الشائعات لبث الفتن بهدف ضرب استقرار الوطن، فهم جميعا لايقل خطرهم على الوطن من خطر الإرهاب الذى يسعى للنيل من استقرار الدولة.
وقال الدكتور بسيونى، لا ننكر ان في الظروف العادية ساهم رجال الأعمال في خطط الإصلاح الإقتصادي والتنمية والتعمير، ومما لاشك فيه أنهم حققوا ثروات كبيرة من برنامج الإصلاح الاقتصادي، وكان يتعين عليهم في ظروف الأزمات أن يكون لهم دور مجتمعي للمرور من تلك الأزمات بسلام أو باقل خسائر ممكنة.
وأضاف، ان القيادة السياسية في ظل تلك الظروف دفعت بعدة مليارات من النقد الأجنبي لمساعدة ومساندة الطبقات الفقيرة على المرور من تلك الأزمة وتوفير السلع والمواد الغذائيه والمستلزمات الطبية، ولَم تخش الإفلاس أو الإملاق، ولكن البعض نسى مسئوليته الإجتماعية وخرج علي التدابير الإحترازية، بدعوة العمالة للنزول للعمل ضاربا بتلك التدابير عرض الحائط ومضحيا بالعمالة في مواجهة الوباء رغم قرارات حظر التجمعات وخفض العمالة، وذلك خشية الإفلاس.
وأوضح عضو مجلس النواب، ان الإمتيازات التي حصل عليها رجال الأعمال مؤخرا، مثل التسهيلات الضريبية والبنكية وتأخير سداد المستحقات عليهم وتخفيض أسعار الغاز والطاقة لهم، من شأنها أن تخفف عنهم أعباء كثيرة، وتساعدهم في الإنتاج وتمكنهم من الالتزام برواتب العاملين، مشيرا الى ان رجال الأعمال في أي دولة يقومون بدور مجتمعى كبير أكبر بكثير من توفير فرص عمل للمواطنين، بل يتبرعون بجزء كبير من أرباحهم للأعمال التنموية بالمجتمعات.
وتابع، ان في الوقت الذى ظهر فيه بعض رجال الأعمال بذلك الموقف المتقاعس، نجد هناك قادة القوات المسلحة والشرطة استشهدوا في معركة جائحة كورونا، وكذلك نجد الأطباء والممرضين لم يخافوا من الموت بسبب الوباء وضحوا بأرواحهم وكان يمكنهم النأي بأنفسهم عن مواجهة الأزمة خشية الموت ولكنهم استشهدوا في سبيل اداء الواجب.
وأشاد بسيونى، بموقف القيادة السياسية، التي عرضت المشكلة وتداعياتها والحلول بخبرة وبصيرة وبأسلوب علمي لطمأنة الشعب، وكذلك المساندة في تدبير الحلول من احتياطي النقد الأجنبي دون ان تخشى شيء من افلاس اوغيره، وهو الأمر الذى يحسب للدولة المصرية التي أكدت حرصها على صحة المواطنين في المقام الأول، مقارنة بدول أخرى تخلت عن مواطنيها في تلك الأزمة.