بقلم / دينا الحلو
رحل أول أمس أسطورة من أساطير الفن المصري؛ الفنان محمود رضا : مؤسس فرقة رضا الشهيرة أول فرقة فنون شعبية في مصر والعالم العربي
محمود رضا من مواليد عام ١٩٣٠ تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة؛ عشق الرقص والحركات الاستعراضية كان يشاهد الأفلام الأجنبية في صباه ويخرج من السينما بعد مشاهدته للفيلم فيقلد البطل في حركاته الراقصة في اي شارع مظلم او طريق لا يكتظ بالمارة
سافر وتعلم الباليه؛ وتعلم السباحة والرياضة ؛ وبعد عمله في إحدى الفرق الاجنبية بالخارج عاد لمصر وقام بتأسيس فرقة رضا مع شقيقه الأكبر المخرج والموسيقي علي رضا ؛تزوج هو وأخوه على رضا من شقيقتين؛ خديجة(نديدة) وفريدة فهمي؛ وكونوا معا فرقة رضا ؛أول فرقة فنون شعبية في مصر مكونة من ١٣ راقص و١٣ راقصة وعازفين؛ سافروا لمدن ومحافظات مصر المختلفة؛ وطافوا بقرى وصعيد وأرياف مصر ؛ حيث اطلعوا على عادات وتقاليد وملابس كل بلد في الافراح والمناسبات المختلفة؛ ومن هنا نشأت فكرة إنشاء الفرقة؛ فرقة رضا للفنون الشعبية التي تقدم الفن والفلكلور الشعبي السائد في قري وربوع وريف وصعيد مصر ؛واستوحى محمود رضا رقصات الفرقة من البيئة المصرية في الريف والصعيد والمدن الساحلية والنوبة واكتسب وقتها فن الرقص الشعبي احترام جميع طبقات المجتمع حيث كان فنا راقيا لا يعتمد على الإثارة ولا هز البطون كما كان سائدا وقتها
ونجحت فرقة رضا نجاحا مدويا؛ وقدمت فنونها واستعراضاتها على مسارح مصر؛بل وسافرت الفرقة أيضا خارج مصر لتقدم حفلاتها ؛وكعادة السينما- التي تستغل نجاح اي موهبة -سواء غنائية او استعراضية- ؛ اجتذبت فرقة رضا في أفلام شهيرة- كانت فرقة رضا هى بطلتها؛ فمن منا لا يتذكر الفيلم الجميل (اجازة نصف السنة) بطولة فرقة رضا وماجدة والاستعراضات والاغاني الجميلة التي تخللت أحداث الفيلم مثل اغنية(عايزين ناكل هم هم هم ) ؛ وكذلك فيلم (غرام في الكرنك ) والذي يجسد حلم فرقة فنية في النجاح والانتشار وتحقيق الشهرة ؛ يكفي اغنية (الأقصر بلدنا بلد سواح) والاستعراض الجميل المصاحب للاغنية بصوت محمد العزبي الذي كان عضوا في الفرقة ايضا؛ ومشهد الحناطير وأعضاء الفرقة يرقصون جوارها وفي مقدمتهم محمود رضا -هءا الاستعراض الجميل الذي لا يفارق المخيلة ولا يغادر الوجدان؛ ومشهد الفرقة في نفس الفيلم وهم يقومون ببناء المسرح من الألواح الخشبية -مشهد جميل تم استغلاله ليقدم هدفين مزدوجين؛ بناء المسرح بأنفسهم دون استعانة او مساعدة من أحد وطريقة البناء يصاحبها الموسيقي ودق المسامير وهم يرقصون بحركات استعراضية جميلة لا تنسى- واغنية حلاوة شمسنا مع الثلاثي المرح
فرقة رضا صممت استعراضات الكثير من الأعمال الفنية -ويذكر أن حسن عفيفي-مصمم استعراضات الفوازير الشهير-الذي كان يظهر مع نيللي وسمير غانم وشيريهان في الفوازير- هو أحد أعضاء فرقة رضا هو وزوجته هناء الشوربجي -والذي كان يظهر أيضا في نفس افلام محمود رضا وأصبح مصمم استعراضات شهير يقدم استعراضات الفوازير كل شهر رمضان – أي أن الفرقة نجحت في تقديم مواهب استقلت بنفسها وصنعت لنفسها اسما ومكانة.
من منا لا يحب استعراض فريدة فهمي الجميل (عجبا لغزال قتال عجبا ؛ كم بالاسحار وبقلوب لعب)
الفنان محمود رضا اشتهر بحركة دورانية استعراضية جميلة يدور فيها ثم يقفز لأعلي ؛كانت موضع شهرته ويذكر أن الفنانة فريدة فهمي -بعد أعتزالها في سن الأربعين- سافرت للخارج ودرست وحضرت رسالة الماجستير عن محمود رضا وعن فن الإيقاع الذي ادخله للفن الشعبي !
ثم تم تأميم فرقة رضا في الستينات وانتقلت ملكية فرقة رضا للدولة لوزارة الثقافة- وظل محمود رضا وعلي رضا يشرفان على العمل بها وعلى نجاحات الفرقة وانضم لهما الموسيقار علي اسماعيل شقيق الفنان جمال اسماعيل ليواصل معهما تحقيق رحلة نجاح فرقة رضا الجميلة
وجدير بالذكر انك وانت تشاهد استعراضات الفرقة الجميلة -التي تنقل لنا التراث والفلكلور الشعبي- لا تشعر بالنفور ولا الابتذال من الرقص حيث انه لا يقدم رقصا بلديا يعتمد على الإثارة وهز وسط الراقصة العارية ! بل هو فن جميل لم نر في استعراضاته إلا كل رقي وجمال قدم لنا أصناف من الفنون والتراث والفلكلور الشعبي الجميل لكل ربوع مصر فلا تشعر بخدش حياء اسرتك وانت جالس تشاهده!!
تحية ودعاء ورحمة لهذا الفنان المبدع ذو الرؤية و الرسالة الجميلة الذي نتعلم من رحلته وخبرته الحياتية أن الإنسان ينبغي أن يكون له حلما يسعى لتحقيقه
اترك تعليقاً