محسن العدل يكتب .. الكايزن ومصر (2)

بقلم : د محسن العدل

أحبائي ……. أحبتي ……. دمتم لمصر ودامت مصر بكم واستكمالا لسلسلة الكايزن ومصر ، نخطو معًا الخطوة الثانية ونفكر سويًا برؤية مشتركة إلى كيفية النهوض بمصرنا الغالية لنعبر بها من نفق الإرهاب والتخريب والهدم التدريجي البطء المخطط له بعناية فائقة بطرق وأساليب أصبحت ليست خافية على أحد إلى التمسك بوحدة مصر والحفاظ عليها ومن ثم تطويرها والمشاركة بتقدمها في كافة مجالات الحياة ، متفقين ،

أكيد الغالبية العظمى متفقة ، ولكن كيف السبيل ؟

دعني أقول لكم أن الاجابة تكمن في هذه العبارة ، ( فكر بوعي وعمق ) وكيف لنا هذا ونحن مهمومون بمشاكلنا ومشغولون دائما ؟ لذلك ومن هذه النقطة ألا تتفق معي أن معظم القيم قد اندثرت وانتهت !!!!! فتعالى معي نحاول استرجعها وعودتها مرة أخرى ، كيف ؟ تأمل معي كوكب اليابان وبعد عدة عقود من احتلاله الشبه الكامل لشبه القارة الكورية وممارسة الاستعمار والبطش والقتل إلى تغيير كامل بعد قنبلتي هيروشيما ونكازاكي ووقفة مع النفس بفكر واعي وعميق بالتحول من القتل والعنف إلى الحب والعمل والانتماء والعودة إلى الفطرة الانسانية واستثمار العنصر البشري بشكل عملي فعال حتى وصلوا إلى القمة العالمية في القوة الصناعية في العالم رغم عدم وجود موارد طبيعية يستندوا عليها ولكنهم وبفكر واع وعميق استثمروا الارادة الشخصية من الشعب والحكام في العمل لصالح بلدهم كفريق عمل متكامل لفظ المصالح الخاصة والشخصية من أجل اليابان ومن ثم احترامهم لأنفسهم مستخدمين منهجية الكايزن !!!!!!

التي تعتمد على زيادة الانتاج وتقليل الهدر والفساد في المال والجهد والوقت ، فهل مصر أقل من اليابان في الموارد المادية أو البشرية إذا قرنت بعام 1946 م ؟ الاجابة وبدون تردد وأكيد لا ، إذًا أين المشكلة ؟ أكيد المشكلة في البشر لأن المولى عز الله وجل خلق السماوات واالأرض وكل شئ فيهما مسخر للإنسان ، ومن هنا يكون الرهان على العنصر البشري ونحن نمتلكه سواء الشعب والادارة المتوسطة أو العليا سواء كانت حكومية ورئاسية بالإضافة إلى الموارد الطبيعية الكثيرة ، جميل !!!!! ،

فما المشكلة ؟

المشكلة تكمن في ثقافة وفكر البشر من شعب وإدارة متوسطة وعليا بجميع مستويتها ، فدعونا نغير من ثقافتنا بجعل ثقافة منهجية الكايزن كنمط حياتنا كأفراد في المجتمع ويكون هدفنا جميعا نشر ثقافة منهجية الكايزن كقيمة مضافة في المجتمع بالتحسين المستمر وبشكل تدريجي يومي وفي كل مكان من كل فرد بالمجتمع لنعمل على تجويد حياتنا الخاصة ومن ثم حياتنا المهنية والعلمية كل في مكانه من الموظف الصغير إلى الوزير لخلق بيئة تنفيذية فاعلة بفكر واع في مشاكلنا للقضاء على الفساد والمفسدين وتحويل الكلمات والتنظير إلى أفعال بنفس الأدوات المتاحة حتى يحدث تغيير في الفكر والمفاهيم وصولاً إلى التطبيق لحصد النتائج في كل مناحي الحياة والتي تعود بالنفع على بلدنا وعلينا بارتفاع المستوى الاقتصادي وبالتالي ارتفاع مستوى دخل الفرد الذي هو هدف عام للجميع . كلام جميل ورائع ولكن كيفية وآلية التنفيذ على أرض الواقع ….. !!!!!

أقول لك لا يوجد مستحيل على أرض الواقع ويبدأ كل فرد في المجتمع بنفسه والعمل على تغيير طريقة تفكيره وتطوير ذاته بالقراءة عن منهجية الكايزن ومن ثم تأدية عمله اليومي في كافة مناحي حياته الشخصية والمهنية بالبيت وخارج البيت في جميع تعاملاته بشكل أفضل من اليوم السابق بتحسينات تدريجية متتالية طفيفة ومستمرة بهدف رفع مستوى جودته الشخصية بفكر واع يصحبه خفض التكلفة في كل شئ لنقلل الجهد والمال ونحسن الانتاج ، وخير مثال علي الجودة الشخصية والاستفادة من التجارب والمحاولة والتحسين التدريجي العالم الفذ الذي أضاء العالم بنور فكره وعلمه أنه العالم الملقب بالغبي والمطرود من مدرسته أنه العالم أديسون ، اشتغل على نفسه حتى طور فكره ونفسه واستثمر تجاربه ومحاولاته الكثيرة والفاشلة لتكون درجات سلم النجاح والاختراع المبهر له دون البحث عن أسباب يلقيها على المجتمع والجلوس للنقد دون العمل الجاد ، فكن ايجابي وطور من فكرك واكتشف قدراتك التي لم تكتشفها بعد ومنحك الله اياها باستخدام أعظم ألة منحك الله بها وميزك عن باقي المخلوقات ، اكتشف نفسك من جديد واشتغل بنفسك أو مع فريق عمل ،

ومهما كانت البدايات محرقة وبتوكلك على الله ستكون النهايات مشرقة بإذن الله قلل من هدرك للوقت والجهد في أمور لا تفيد وانتقل إلى مربع العمل والانجاز وكايزن نفسك أولا ثم ستجد نفسك مبدع في عملك وبالتالي ستحصد النتائج التي تعود نتائجها عليك أولا ثم أولادك ثم مجتمعك وطبق المبدأ الاداري الرائع ( امتلاك واحد بالمئة من مشروع خير من العمل كمدير لأي مشروع لا تمتلك فيه شئ ) ، وإن شاء الله في المقال القادم سنذكر كيفية معالجة الهدر وتطبيق الكايزين في كل وزارة وهيئة ونبدأ بالتعليم ثم الصحة وهكذا . لك الله يا مصر ………….. حفظ الله مصر وشعبها

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *