بقلم / محسن العدل
كثرة الشكوى في الفترة الأخيرة من أبنائنا وبناتنا ، بسبب بعض سلوكياتهم ، من المفردات ، والأقوال ، والأفعال ، وأسلوب وطريقة التعامل ، والتواصل معهم ، ومن ثم طريقة تفكيرهم ، فزادت الفجوة بين الآباء والأمهات من ناحية والأبناء من ناحية أخرى ؛ فلماذا زادت الفجوة وأصبحت الغالبية العظمى تشتكي ؟
ومن هنا أقول كعبد فقير إلى الله ” انتبهوا أيها السادة من الآباء والأمهات ” تعالوا نتحاور ونبحث مشكلة هذا الجيل إلا من رحم ربي ، ما أسباب هذه الفجوة ؟ وما آلية العلاج واقتراحاتكم من وجهة نظركم بالتواصل على الأميل السابق ؟
ونحاول الإجابة على السؤالين ، لماذا ننتبه ؟ وعلى من ننتبه ؟ يا سادة لماذا ننتبه ؟ لأن غالبية الآباء والأمهات إلا من رحم ربي يعيشوا في تناقض غريب بين أقوالهم وأفعالهم امام أبنائهم بلا وعي ، وننسى أننا القدوة الاولى لهم جميعًا ،
فعلى سبيل المثال وليس الحصر نسبُ هذا الشخص ، أو ذاك بأفظع الألفاظ ، بل يتم تحريض الأبناء بفعل هذه الأساليب مع أصدقائهم ، أو زملائهم ، بل والطامة الكبرى ظهور الخلافات الحادة بين الأب والأم أمام الأبناء بدلاً من الغرف المغلقة والتي كنا زمان لانراها ولا نسمع عنها من أبائنا وأمهاتنا رغم عدم تعليم الغالبية العظمى ،
ومثال آخر ينطبق على تعليم الأبناء وخاصة في الثانوية العامة وحث الطلاب على الغش بتوفير جميع الوسائل والواسطة إلى أن أصبح الغش حق مكتسب لأبنائنا من الطلبة والطالبات ، فلماذا يتعب نفسه ؟ ومثال آخر هدم فكري كامل لأبنائنا وجواز سفر ومرور ومبرر لكل تصرف ، جواز السفر هو كلمة المراهقة ، ونردد اتركوهم مراهقين ، سايروهم مراهقين، لا تضايقونهم أنهم مراهقين ،
يا سادة واضح أننا نسينا أن سن المراهقة هو بداية التكليف الشرعي وتحمل المسؤولية وسن البلوغ والرشد وعدم الطيش ، وإليكم بعض الأمثلة لتحمل المسؤولية في سن الرشد والبلوغ مثل أسامة بن زيد قائد جيش ملئ بالصحابة أمثال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما والدكتور أحمد زويل وماذا كانت تفعل أمه معه منذ صغره ؟
والعالمي محمد صلاح أبن الريف المصري وماذا حدث معه منذ صغره وتحمله المسؤولية والأمثلة كثيرة ولا أحد يقول لي دي حالات فردية لأن المولى عز وجل يقول في محكم كتابه ( إن لا نُضِيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عَمَلًا) الكهف (٣٠)،
وهكذا أصبحت كلمة مراهق أو مراهقة جواز سفر لينال أبنائنا كل مايريدون ، فماذا تنتظر منهم ؟ إذا كنت لم تحملهم مسؤولية أنفسهم ومذاكرتهم ومستقبلهم ، فضاعت القيم بضياع القدوة من الآباء والأمهات ، بتصدير سلوكيات سلبية مميتة لا تتوافق مع متغيرات العصر وطريقة وثقافة الأبناء وتوترهم ؛
نعم متغيرات العصر وأدواته تغيرت ، وأصبح لها دور فعال في التأثير وبقوة ، ولكن أيضا ضاعت القدوة والمتابعة ومهارات التواصل من قبل الآباء والأمهات ، والدليل ويحدث في معظم البيوت جلوس الجميع معًا ولكن كل فرد على الموبايل يعيش عالمه الخاص الافتراضي ونتركهم لأفكار وقيم غيرنا ، نحن فقط نصدر لهم الأوامر والقرارات بدون حوار ومناقشة ،
وهنا اسأل ، كم مرة تجلسوا مع أبنائكم لتسمعوهم ؟ لتحاورهم ؟ لتوجههم وتوضحوا لهم بهدوء وتحملوهم مسؤولية أخذ القرارات الصحيحة لمستقبلهم ؟ الغالبية العظمى يا سادة منا كأباء وأمهات تحتاج إلى أعادة نظر في طريقة وأسلوب تربيتهم لأبنائهم . انتبهوا أيها السادة لزراعتكم وأمالكم ورعيتكم ورسالتكم وبصمتكم في الحياة ، أبنائكم يا سادة أمانة في أعناقكم ؛ لأنهم ببساطة مستقبل مصرنا الغالية فيجب تربيتهم بطريقة صحيحة بتنمية الولاء والحب لمصر والعمل وتحمل المسؤولية من أجل نهضتها وتقدمها .
دمتم ودامت مصر بشعبها عنوانًا ومنارة للعلم ، ودامت بجيشها رمزًا للقوة والعزة .
اترك تعليقاً