بقلم / دينا عبد القادر الحلو
كانت دائما مشغولة في عملها تعطيه كل وقتها وحياتها وتفكيرها في حين كانت دائما تعامله بعنف وغلظة وعجرفة وتبيت كثيرا خارج البيت وتتركه وحيدًا لتقضي الأيام والاسابيع عند اسرتها أو مسافرة أو في لقاءات ومؤتمرات تخص عملها كطبيبة، وعندما كان يحاول التحدث معها ترد عليه بفظاظة وحدة مغترة بحبه لها ولتفهمه لطبيعة عملها ولشغفها بوظيفتها
وأنها تريد أن تحقق نفسها وذاتها وكينونتها وكان متفهمًا لطبيعة مشاعرها ملتمسًا لها الأعذار والمبررات في بعدها عنه وانشغالها المستمر عنه واهمالها للبيت ولواجباتها الزوجية والمنزلية
وفي يوم من الأيام وجدها تجهز حقيبة سفرها وعندما سألها علم انها ستقضي عطلة الصيف في إحدى القرى السياحية مع اسرتها
فأخبرها انه سيجهز حقيبته هو الآخر ليصطحبها وفرصة لقضاء العطلة معًا ولكنها رفضت بفظاظة وسافرت وحدها وفي هذه الأثناء وبينما هى تصده وتعامله بجفاء لا يدري سببه وتصده في كل محاولة منه للتقرب منها ورأب اي صدع قد يكون حدث في علاقتهما
كانت هناك أخرى تتقرب منه وتتودد له وتبتسم له وتعامله بكل رقة وحنان وعذوبة وحب وتهتم بأهله وتتودد لهم بينما كانت زوجته لا تقدم لهم إلا كل اهمال ولامبالاة فلم يستطع إلا أن يقع في حبها، فزوجته أبت ألا أن تسد كل أبواب المحبة
ولم يتبق منها إلا كل صد وقسوة وعنف وعجرفة وانانية ،لم يستطع تحمل الهجر والصد والنفور الذي يجده من زوجته التي لم يعرف سببًا لتحولها الغريب على الرغم من
كل الحب الذي كان يقدمه لها والاحتواء الذي كانت تلقاه منه وكل سبل التعاون والدعم النفسي والمعنوى ومساندتها في عملها
ولكن مضت الشهور والزوجة الأولى مستمرة في عنادها وبعدها عنه لتحطم وتدمر كل ذرة حب كان يشعر بها نحوها
في حين الأخرى – زميلته في العمل- كانت تقترب مقدمة له كل ما يحتاجه الرجل من حب واهتمام وحنان واحتواء فقرر أن يتزوجها بعد أن ضاق ذرعا بتصرفات زوجته الأولى وما تفعله معه من أفعال كلها جفاء وصد وهجر وقسوة وحرمان دون سبب واضح!!
عادت الزوجة الأولى لشقتها بعد رحلة سفر لاحدى المؤتمرات فلم تجد زوجها في انتظارها كعادته، فبحثت عنه فلم تجده وفتحت خزانة الملابس لتجدها فارغة واتصلت به لتخبره انها تشتاق له فتعجب كثيرا من مشاعرها المتقلبة وأخبرها انه سافر لمأمورية عمل فلقد كان لا يزال حريصًا على مشاعرها خشية جرحها ولكنها سرعان ما تعرف بخبر زواجه وتسقط من هول الصدمة ! فتطالبه أن يترك زوجته الثانية لأنها تحبه فرفض واختار البقاء مع زوجته الثانية وانفصل عنها ! فشعرت بخطأها نحوه وأنها اهانته وجرحته كثيرًا كثيرًا واهملته وأهملت بيتها وحياتها وانشغلت عنه وتركته وحيدًا كثيرًا ولكن بعد فوات الأوان !!!
الخلاصة
لا تعول كثيرا على حب الطرف الآخر، فالمشاعر تتغير،والقلب ما سمى قلب إلا لتقلبه ،والحب يدوم بالاهتمام ويستمر بالحنان والرعاية والعطف والاحتواء، فالحب كالزرع يحتاج للماء وللسقيا ،فإن تركته دون أن ترويه جف وذبل ومات!!
البعض منا لا يدرك قيمة ما يملكه إلا بعد ان يفقده ولكن بعد فوات الاوان
لا تركن إلى رصيد محبتك في قلب الآخرين فلكل منا قدرة على التحمل
الإهمال يقتل أيّ علاقة مهما كانت قوية، والاهتمام يصنع أيّ علاقة مهما كانت مستحيلة،
اترك تعليقاً