كتب : طارق سالم
كل عام وأنتم بألف خير جملة يرسلها كل منا إلى أقاربه وأصحابه وأهله وإلى شعب مصر في مناسبات الأعياد منذ أن خلق الله الكون وحتى الآن .
وكانت هذه الجملة منذ زمن تحمل أجمل المعاني والتبريكات والود والرحمة والألفة بين الناس بعضهم لبعض وتجمع بينهم في رباط السعادة والفرحة والسرور وكانوا يتوادون ويتزاورون ويتبادلون الهدايا البسيطة التي تدل على الحب الصادق والصافي ويمرحون مع أطفالهم وأطفال من حولهم ويرسمون البسمة على وجوههم بالنقود البسيطة والتي تسمى بالعيدية .
وكانت كل مصر بشوارعها مسرورة سعيدة وكانت ترقص وتفرح مع المارين فيها من الناس وهم يمرحون ويرقصون ويضربون الدفوف وينطلق المزامير .
ولكن في حاضرنا اليوم
لم يعد للعيد فرحة بقدومه اختلفت العادات والتقاليد وتناثرت الأرحام واختفت الزيارات والتجولات بين أهل البيت الواحد وبين أهل الشارع الواحد وأهل الحارة الواحدة وبالتالى بين أهل مصر جميعا .
ولم تعد الشوارع مرحة ولا فرحة بقدومه أيضا لما تراه على ظهرها من سلوكيات وأفعال بشرية لم يتعود عليها في هذه المناسبة .
لأن أصبح المارين فيها فرادى وليسوا جماعات كما كانوا من قبل بالماضي وحياتهم سريعة وحديثهم غريب وأفعالهم أغرب وحتى شكلهم أصبح غير مألوف لها وتسأل الشوارع ماذا حدث أولى البشر لماذا تغير حالكم وأفعالكم ألستم من أصلاب أجدادكم وآبائكم الأولون والذين كانوا يحترمون كل الشوراع
اختلفت فرحة العيد بالعصر الحاضر وضاعت بهجته وسعادته لأنه أصبح زائر عادي ويستقبل بلا مزامير ولا دفوف و المراسم التي كانت تعد لاستقباله اندثرت وقلت للأسف لدرجة أنه يسال نفسه ماذا حدث هل أنا جئت في زمن خطأ هل هؤلاء هم أهل فرحتى وسعادتي لماذا أنا أصبحت ضيف عادي عند كل الناس لماذا لم يستعدوا لإستقبالي كما كان بالماضي وأين مراسم العيد يبدوا أننى أصبحت ضيف عابر سبيل دون أن أترك أثر الفرحة والبهجة على وجوه البشر وسعادة الأطفال والمنازل والشوارع والجوامع .
أماني العيد
أن تعود المحبة والود والتراحم أولا بين بني البشر وأن يتبادلوا الزيارات والتبريكات والتهاني بالعيد السعيد وأن تعود الفرحة والبهجة لقدومه في قلوب المحبين للفرح والسعادة وكما يقولون العيد فرحة .
أن تكون كلمة كل عام وأنتم بخير صادقة مخلصة وتحمل أجمل معاني الحب والصدق والإيخاء والتواد والتراحم بين كل الناس وتسعد القلوب قبل الوجوه
وأن نزين الشوارع لتفرح وتسعد بالمارة على ظهرها بالأغاني والمزامير والطبول والدفوف لأنها تأمل بالفرحة كما يأمل أولي البشر .
كل عام وأنتم بخير
هي شاهدة على كل من يقولها سواء من القلب أو من خارجه أو دون الإثنين لتصبح مقولة عادية ينطقها اللسان ولا تحسها الجوارح ولا ينبض بها القلب .
كل عام وأنتم بخير لعلها الآن تجمع شملنا وتسعد أيامنا وتزيد من تراحمنا وودنا وتفرح بلادنا وحاراتنا وشوارع مصرنا الغالية حتى تعود كما كانا نأمل .
كل عام ومصرنا طيبة وناسها طيبين
اترك تعليقاً