ذاكره التاريخ ”  رجالا يحملون أكفانهم بأيديهم”

 

كتبت  / منال شوكت

لم يكن يوم 25 من يناير يومًا عاديًا في تاريخ مصر مع الاحتلال، ولكنه شهد على بسالة وشجاعة رجال الشرطة المصرية، حينما رفضوا تسليم محافظة الإسماعيلية للبريطانيين

وهو يعد تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1956

بعد أن رفض رجال الشرطة بتسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.

تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافًا بتضحياتهم

ماذا حدث في 25 يناير عام 1952؟

حينما علم الاحتلال الانجليزي ان البوليس المصري يقوم بمساعدة والاشتراك مع الفدائيين المصريين في عملياتهم الفدائية ضد الاحتلال الإنجليزي

اصدر اوامر للشرطة المصرية ان يتركوا مدن القناة ويقوموا بتسليم اسلحتهم ويتركوا مبني المحافظة الذي كان هو مديرية الامن في الاسماعيلية في خلال 5 دقائق وهددوهم بأنهم سيقوموا بمهاجمة المبني اذا لم تطيع الشرطة المصرية اوامر الاحتلال الانجليزي بالانسحاب والاستسلام.

كانت الشرطة المصرية المتواجدة في هذا التوقيت مسلحة ببنادق قديمة وعصي كان عددهم حوالي 700 من الجنود والرتب المختلفة من الشرطة المصرية.

كان هناك ظابطان هما النقيب عبدالمسيح مرقص والنقيب مصطفي رفعت وكان فؤاد الدالي ومصطفي عشوب في مبني مجاور به نحو مائتي جندي.

كان قائد القوات الانجليزي في محافظة الاسماعيلية يدعي اكسهام وقام بمحاصرة مبني المحافظة واعطي انذارا لرجال الشرطة المصرية بالإستسلام او الموت.

كان مصطفي وعبدالمسيح وباقي الجنود يعلمون حجم تسليح واسلحة قوات الاحتلال من دبابات ومدفعية ورشاشات وقنابل وبالفعل ادركوا ان القوة ليست متكافئة وهم يحملون بنادق قديمة وعصي…

ولكن لم يتردد احدا بما فيهم من جنود بسطاء ورفضوا الانذار وقرروا الدفاع عن مواقعهم حتى وان كان الثمن حياتهم وموتهم.

 وبدأت المعركة غير المتكافئة

وقامت قوات الاحتلال البريطاني بإطلاق نيرانها على قوات الشرطة داخل المبني، وبالرغم من ان الشرطة المصرية التي رفضت الخضوع للإحتلال كانت تحاول قدر جهدها ان تصيب اهداف قوات الاحتلال

وفي نفس الوقت عدم اهدار الذخيرة القليلة، الا انها استبسلت في الدفاع عن المبني حتى اخر لحظة حتى بالرغم من انهيار جزء منه على بعض الجنود ومنهم من استشهد ومنهم من تناثرت اشلاؤه او تم بتر احد اعضاء جسده الا ان هذا كان دافعا لمن ظلوا على قيد الحياة في الاستمرار والثبات للدفاع عن مواقعهم حتى من اصيبوا منهم كانوا مازالوا يحاربون قوات الاحتلال الغاشمة الخسيسة بكل شجاعة بالرغم من اصابتهم.

كانت هذه الملحمة يوم الجمعة 25 يناير1952 هي التي صنعت عيد الشرطة يوم تاريخي مجيد في تاريخ مصر العظيم

لن يستطيع أحدا مهما كان ان يزور التاريخ او يصنع مجدا لنفسه على حساب هؤلاء الذين دفعوا حياتهم في سبيل الوطن وهم يعلمون علم اليقين ان مصيرهم كان موت محقق.

هذا اليوم هو عيد الشرطة شاء من شاء وآبي من آبي وكره من كره

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *