السادة والسيدات .. دمتم بخير
قضيتنا اليوم تمس القدوة قبل العامة ، تمس أصحاب القرار كل في مكان مسؤوليته من الرئيس إليّ الغفير ، قضيتنا هى ثقافة الأعتذار عن الخطأ وتحمل المسؤولية القانونية .
تعالوا معي ومن مدينة الأغنياء كما يطلقون عليها ألا وهي القاهرة الجديدة وما حدث فيها في صباح يوم 24 أبريل 2018 م وغرق المدينة كنموذج ومظهر من مظاهر الفساد والإهمال في مصرنا الغالية .
خرج علينا بعض المسؤولين بتبريرات وتصريحات تدل علي استخفاف واستهزاء بعقول الناس فمثلاً ،
خرج علينا سيادة اللواء محافظ القاهرة بتصريح غريب وعجيب ولا يصدر من مسؤول بقوله إن القاهرة الجديدة ليست مسؤليتنا وأنها تتبع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ولا تتبع المحافظة ، أي استخفاف هذا بعقول البشر ، طيب إذا أتفقت مع سيادتكم طيب ليه خرجتم وقت انفجار خط الغاز بنفس المنطقة من فترة ونسبت إصلاح الخط لسيادتكم والمحافظة وكأن سيادتكم والمحافظة حققتم إنجاز لم يصل إليه غيركم ، علما بأن الإصلاح والمتابعة والصيانة الدورية من صميم عملكم بصفتها جزءاً من محافظتكم ، ولا في المصائب لا نجد لها مسؤول يحاسب علي خطئه وتتوه المسؤولية بين الجميع ونجد الجميع يتسابق ويزاحم في كادر الصور عند أي إيجابية .
أما المطبلاتية خرجوا علينا كل بأدواته وبتصريحات أكثر غرابة بتبريرات واهية لا تسمن ولا تغني من تحمل مسؤولية كاملة لجميع المسؤولين ، وأخطاء في تناول العناوين فمثلا :
الطقس كان سئ جدا ً … والظروف وكان مفاجئ ، أين التنسيق والتعاون والتكامل بين أجهزة الدولة والأستعداد الجيد لمواجهة المشاكل في إدارة الأزمات والكوارث وإدارة المخاطر ولا احنا شاطرين فقط أمام الكاميرات والتصوير والأحتفالات ، ي جماعة بتصرف علي أي احتفال داخل أي وزارة اكثر من الصرف علي أي ظروف طارئة ، ي جماعة أتمنى أن نكون فعل إيجابي وليس رد فعل وإن كان إيجابي .
أبداً يا عزيزي نحن السيئون كأفراد ومسؤولون وجهات معنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى مقصرون في حق الناس أولا ثم في حق الوطن ثانيا ً .
أيها المطبلاتية عليكم إدراك بأننا بشر نخطئ ونصيب والخطأ سمة من سمات البشر وكل إنسان معرض للخطأ، وليس عيبًا أن يخطئ المسؤول ولكن العيب والخطأ الأكبر هو التمادي والأستمرار في الخطأ.
يا سادة ما حدث يعتبر فضيحة وكارثة ولكن الغريب في الأمر أن الأماكن التي غرقت هى مدن الأغنياء والتي تم بناءها قبل رئاسة الرئيس السيسي أصلا ً ………
يعني الرئيس غير مسؤول عنها ولا حتى معظم المسؤولين والوزراء الأن ولا حتى هذه الحكومة ولكن تكمن مسؤوليتهم جميعا ً في تقديم كل مسؤول حتى وإن كان خارج المنصب للتحقيق والمحاكمة إذا لزم الأمر ، وأمر أخر وأحتراما ً لعقلية المواطن والإحساس بالمسؤولية كان من المفترض علي الحكومة عمل مؤتمر صحفي عاجل متمثلة في رئيس الوزراء أو الوزراء المختصين وتقديم إعتذار صريح للمتضررين مع وعد بسرعة إصلاح الخلل والخطأ وعدم تكرار ماحدث ، ولا كده تكون هيبة ومكانة الوزير اهتزت ، هل تعلم أخي الوزير سواء كنت وزير سيادي أو خدمي أو تكنوقراط أن تسلمك لمهام وزارتك هو تكليف علي حماية الوطن وخدمة الشعب كما أقسمت اليمين في بداية توليك المهمة وليس تشريف لمعاليك ، هذا إذا أردتم فعلا النهوض بمصر وتطورها وتقدمها .
يا سادة الأعتذار عن الخطأ بلا شك سلوك حضاري وفن ومهارة من مهارات التواصل الاجتماعي تزيد من الثقة والمحبة والألفة بينك و بين الناس ، فما بالكم وأنتم القدوة للشعب في العمل والسلوك ولم تعتذروا عن الأخطاء وتحمل المسؤولية ، فماذا تنتظر من أفراد الشعب تجاهك .
يا سادة أولى خطوات الأصلاح الحقيقي هو احترام الناس والأعتذار لهم عن أي أخطاء تمس حياتهم وسلوكياتهم ، لكن من الواضح في مصر نرى أن ثقافة الأعتذار خضوع وذل ومهانة بل علي العكس تماما ً هو قوة وشجاعة ومحاسبة النفس أولا بأول ونقدها ومن ثم تقويمها وتهذيبها ، والأمثلة كثيرة ومتنوعة علي مر العصور للإعتذار من أدم وحواء مرورا
بسيدنا موسى عليه السلام ومن زمن قريب نجد وعلي مستوى الدول أن اليابان أعتذرت للدول التي احتلتها في جنوب شرق أسيا وعلي مستوي الخدمات في كوكب اليابان إعتذار رئيس الوزراء للشعب الياباني عن انقطاع الكهرباء لوقت قصير ، كذلك فرنسا إعتذرت رسميا
لدولة الجزائر وشعبها عن ماضيها الإجرامي وقت إحتلالها الجزائر . هل نقص منهم شئ بسبب الإعتذار بالعكس زاد احترامهم والتقدير لهم .
فما بال اعتذار الحكومة والوزراء للشعب عن الأخطاء سوء كانوا مسؤولين عنها مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة بصفتهم المهنية وتواجدهم في مناصبهم ، بل يجب محاسبة المسؤولين السابقين إذا ثبت تقصيرهم أو إهمالهم .
يا سادة نحن بحاجة لنشر ثقافة الإعتذار في مجتمعنا لتكون أول درجة من درجات سلم العودة للقيم والمبادئ الصحيحة إذا أردتم النهوض بمصرنا الغالية .
فلماذ لا تعتذر الحكومة أو يعتذر الوزراء أو الأباء أو المعلمين أو الأطباء أو المهندسين أو أي شخص في مجاله عن أي خطأ لنكون قدوة للأخرين ونربي أبناءنا ونعودهم علي عبارات ومفردات التواضع والاعتذار حتي يحتملوا المسؤولية ويكتسبوا صفات وسلوكيات تدل علي رقي الأنسان المصري ويكونوا أمل ومستقبل نهضة مصر القادمة إن شاء الله .
نحن في أشد الحاجة لغرس وتعميق هذه الثقافة في مجتمعنا وفِي بيوتنا إذا أردنا النهوض والتقدم والتطور لديننا ومجتمعنا ووطننا عن طريق المحاسبة عن الأخطاء وإقامة العدالة بين الجميع سواسية أمام القانون .
لك الله يا مصر …….
دامت مصر بشعبها وجيشها .
اترك تعليقاً