أكد الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتي الجمهورية- أن مؤتمر “التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة” الذي تعقده دار الإفتاء المصرية عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم هو خطوة غاية في الأهمية في منظومة تجديد الخطاب الديني في الخارج، وسحب البساط من تيارات الإسلام السياسي المسيطرة على الجاليات المسلمة في الغرب.
واضاف مستشار المفتي أن دار الإفتاء المصرية حينما سعت لإنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء كانت تؤرخ لدور عالمي إنساني يليق بمصر بلد الحضارة والعمران بلد الأزهر الشريف حامي علوم الدين وناشرها في ربوع الأرض، مضيفًا أن الأمانة منذ إنشائها تبذل جهودًا دؤوبة لتقديم إرشاد ديني صحيح يؤهل المسلم في العالم أجمع لأن يتعايش مع غيره.
واشار الدكتور نجم الي أن اختيار موضوع المؤتمر تم بدقة وعناية إيمانًا بأن الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام وتصحيح المفاهيم في الخارج، ومن الأهمية بمكان أن يتم تدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطي مع معطيات الواقع، وامتلاك أدوات وأساليب الخطاب الديني الصحيح الوسطي البعيد عن التفريط والإفراط، وتأصيل الرباط بين الأئمة والدعاة وبين العلماء الثقات والمؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.
وأكد مستشار المفتي أنه إذا كان موضوع المؤتمر يهتم بالأئمة والدعاة في الغرب وبقضايا الأقليات المسلمة هناك فهذا لا يعني بالأساس انقطاعه عن قضايا المجتمعات الإسلامية، بالعكس القضايا واحدة ولكن ربما أن هذه الشريحة تفتقد إلى وجود مؤسسات دينية داعمة وراشدة مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء تتولى الإعداد والإرشاء والتوجيه وربما المنهج الصحيح؛ لأن غياب هذا المنهج المعتدل في هذه المجتمعات يخلف وراءه العديد من المشكلات مثل التطرف والتشدد والعنف والتي تجعل الإسلام في دائرة المعتدي لا المعتدى عليه.
لذا تكمن أهمية هذا المؤتمر الذي يرصد الداء، الذي هو بالأساس ظاهرة عامة، ثم يوصِّفها ويحللها، بل يشرحها- إن جاز التعبير- ويقدم لها العلاج الناجع، وهذا العلاج سيتمثل في مجموعة من المبادرات الجيدة التي سيعلن عنها في نهاية المؤتمر.
يذكر أن دار الافتاء ستعقد المؤتمر العالمي الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والذي تعقده دار الإفتاء المصرية في الفترة ما بين 17-18 من شهر أكتوبر الجاري في القاهرة تحت عنوان التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة” وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية.
اترك تعليقاً