بقلم / رشا ابو رجيلة
كرسي ماذا تعني هذه الكلمة
قد يجيب الكثير على هذا التساؤل بأنه مجرد جماد !!
فسأعود لأقول لكم
لم بكن هذا الجماد هو ما دعاني لكتابة كلماتي
فالكرسي يشغل حيز من الفراغ المكاني والفكري والاجتماعي في هذا الكون …
فهو أحيانا يكون وسيله للإعدام ورمزا للموت ونهايه الحياة
وأحيانا يهب الحياة التي تتفرع بدورها
إما لخيرا أو لشر !
فلسفة الكراسي متشعبة يصعب حصرها بنقاط معينه
لكن محصلة هذه الفلسفة إن هذا الجماد استطاع أن يتخذ
له مكانا ً بين كل متطلبات هذه الحياة
فقد استطاع أن يهب لصاحبه الحلم ، والأمنيات ، يبكيه ، ويدعو كثيرا للتأمل
استطاع أن يحدد مصيرا ً .. لظالم أو مظلوم ..!
استطاع أن يتخذ له أكثر من مكانا ومسمى !
كل الكراسي خُلِقت للانتظار وإن تعددت أشكالها وألوانها
إما انتظارا للموت أو انتظارا للحياة أو انتظارا لموعد أو انتظارا لاعتلاء منصب أو انتظارا لمفارقة منصب
مهما تعددت أشكال الانتظار فهي تعبر عن ملل يدعونا لمقابله كل أنواع الكراسي بنوع من الترقب المشوب بالخوف أحيانا وأحيانا بالكراهية لكل أنواع الكراسي مهما غلا ثمنها
إلا الكرسي المتحرك الذي أثبت انه الأكثر وفاءا لصاحبه
يلازمه و
يعوضه الناقص منه ويكمله
ينتظر قدومه ويسعد بجلوس صاحبه عليه وأحيانا أشعر انه يشعر
بصاحبه وكثيرا أشك في انه جماد صنع لتحمل عبئ المعاق
كيف وهو من يستطيع الخروج به للعالم الخارجي دون كلل او ملل يدعونا لاستقباله بترحاب دائم وإن كانت ملامحنا لا تعبر عن ذلك الترحاب إنما عذرا يا أيها الكرسي المتحرك فملامحنا الغير مستريحه لا ترفضك إنما ترفض واقعا ومجتمعا لا يقبلنا كصديقين
أما باقي أنواع الكراسي حقا فهي جماد تؤدي مهمتها فحسب
ورغم ذلك يتقبلها المجتمع بكل ارتياح رغم أن تنوع أدوارها وتعدد وجوه الجالسين عليها لا تدعو للارتياح
—فكرسي المسئول
محط أنظار الجميع
فيه يتسارع معظم الجالسين عليه لنزع كل قيمهم ومبادئهم ..!
فقط … رغبة ً في الجلوس عليه
كرسي ، يلونه الكذب ، النفاق وأشياء أخري باللون الأسود ذلك اللون الذي لا يعبر كثيرا عن الوقار لكنك حين تنظر إليه تشعر برهبة الجلوس عليه
—- كرسي الإعدام
وللبداية نهاية ..
هذا ما تغنى به الكرسي أغنيته الحزينة
وتنتهي المسرحية ويسدل الستار … !
بقليل من الكلمات وكير من الأنفاس المتلاحقه
كرسي الانتظار
بكى من بكاء جليسه
ليس له ثمنا ً سوى سنين العمر التي دفعها مقابل حلم اللقاء
وانكسر الحلم على أرضه ..!
اليست فلسفة الكراسي تلك تدعوني لإحترام الكرسي المتحرك الذي إحتواني مسئولا وومنتظرا وضمد جراح حلمي الجريح
اليست تدعو لإحترام الكرسي المتحرك الذي أهداني الحياه وتألم معي ألم الموت وكان لي صديقا وفيا لا يفارقني حتي إذا فارقني الجميع
أقولها لك أيها الكرسي المتحرك أقدرك رغم أنك رمزا للضعف والوهن لكنك في حياتي رمزا لانطلاق وطاقه بلا حدود تقوم بدورا أبي معظم الرفاق أن يتحملوا أمانته
أصدقائي ورفقاء دربي ..فليري كل منا الكرسي المتحرك الذي يملكه كما يجب ان يراه لا تمل ولا تيأس من رفقته بل بادله نفس التقدير الذي بادر وأهداه لك هو
فجميعنا ولد يحمل كل ملامح الإنسانيه الظاهرة ولكن هناك ملامح خفيه تعبر أيضا عن الإنسانيه داخلنا أول حروف هجاءها التقديروالعرفان بالجميل
أنحني إحتراما لصديقي الذي يبدو جمادا لكنه يشعر أكثر بكثير ممن يحملون جينات بشريه بقلوب متحجرة
أحبتي ورفاقي وصحبتي الطيبه
تقبلوا كلماتي وتقبلوا تحياتي
اترك تعليقاً