أحمد إمام يكتب.. ” كلام فى الممنوع “

تعالوا بقى للكلام اللى ممكن يزعل ناس كتير و اللى ناس كتير عارفاه بس بتستشعر الحرج إنها تقوله أو تردده من منطلق الوحدة الوطنية و عدم شق الصف و لإعتبارات تانية كتير دولية أو داخلية..

عارفين ليه القوات المسلحة بقالها 6 سنوات بتدير أصعب أنواع الحروب فى سينا و هى: حرب الشوارع و الجبال و التضاريس الوعرة و زراعة الألغام و الهجمات الإنتحارية؟
طيب عارفين ليه الناس دى مابتخلصش و إن الموضوع مش موضوع دخلاء و متسللين عبر الحدود من دول تانية؟

خليكم واثقين و متأكدين إن أكتر من 90 % من جثث الإرهابيين اللى بيتم تصفيتهم و اللى بيتم القبض عليهم و بتشوفوهم فى الإعلام أو على صفحة المتحدث العسكرى هم من أبناء بدو سيناء.. ممكن كل فين و فين يكون ما بينهم حد من حماس و لا متسللين عبر الحدود من أى دول تانية فيها بؤر مشابهة لنفس الفكر التكفيرى المتطرف..

أيوه عاوز أقول إن نسبة كبيرة من بدو سينا بيعتنقوا الفكر التكفيرى المتطرف و مش من كام سنة ولا الموضوع حديث أو دخيل عليهم.. أيوه عاوز أقولكم ان انصار بيت المقدس و وتنظيم ولاية سيناء و غيرهم من المسميات غالبية أعضائهم هم من أبناء بدو سينا..

الموضوع من عشرات السنوات و له تاريخ معاهم.. الموضوع من أيام الإحتلال الإسرائيلى لسينا و توطد العلاقة بين نسبة كبيرة من بدو سينا و الكيان الصهيونى و تبادل المنفعة و المعلومات معاهم و إغداق الاموال عليهم و إمدادهم بالمؤن و السلاح و المخدرات لدرجة خلقت نوع من الولاء عند نسبة كتيرة من البدو للكيان الصهيونى أكتر من ولائها لمصر.. و علشان أكون أكثر واقعية، الموضوع تحول من انتفاء صفة الولاء لمصر نهائياً عند بعضهم و تحوله لعداء..

الكيان الصهيونى كان من الخبث و الدهاء إنه كان عارف إنه هيخرج من أرض سينا عاجلاً أم آجلاً.. فقرر إنه يسيب بصمته و رجال يدينون له بالولاء داخل حدودنا.. و علشان كد تم توطيد العلاقة مع ناس كتير منهم لأقصى درجة خلال فترة الإحتلال و تم توطين فكرة العداء للدولة المصرية بداخلهم و هو ده اللى بنجنى نتيجته حالياً..

العداء ده ممكن أى حد تعامل مع بدو سينا يلمسه فى تطرفهم و عنصريتهم فى الكلام و جفاء الفاظهم و قسوة قلوبهم تجاه أى شخص غير منتمى لقبائل البدو.. ده غير العنصرية الموجودة بينهمو بين بعضهم فى تصنيفهم للقبائل المنتمين لها ما بين قبائل أو عوائل الشرفاء من عدمها..

العنصرية اللى بكلمكم عنها تقدروا تسمعهوها فى ألفاظهم و وصفهم لأى مواطن غير بدوى ينتمى لأى محافظة من محافظات مصر فى سياق أى حديث.. هم مابيعتبروش نفسهم مصريين فى الأساس و الدليل على كده إنهم بيوصفونا بالمصراوى أو الفلاحين(حتى لو كنت من القاهرة أو اسكندرية).. ده بالإضافة لألفاظ تانية كتير بذيئة و فيها نبرة دونية و تعالى بتقترن بالكلمات اللى زى كده لما بيتكلموا عن أى مواطن غير منتمى لهم خاصة لو بينهم و بينه خصومة.

البدو ماعندهمش و مابيعترفوش بحاجة اسمها نصرة المظلوم من خارج مجتمعهم على شخص ظالم من بينهم.. مهما كنت مظلوم و مهما كان حجم الإساءة أو الإهانة اللى بتتعرض لها، ماينفعش ينصرك على شخص من مجتمعهم.. ولو حصل و إنه إعتذر لك يعتذر بتعالى و بكلمتين فض مجالس أو ممكن حتى يدفعلك فلوس أو يراضيك بأى حاجة تانية بس مايعتذرش.

على فكرة المواطن البدوى فى أى مكان عامة(حتى فى الخليج) بيمتاز بقسوة القلب طبقاً للطبيعة الجغرافية الصحراوية اللى نشأ فيها.. يعنى مثلاً ماتلاقيش عندهم مظاهر ولا مشاعر الحزن اللى عندنا فى حالات الوفاة.. ده غير إنهم بطبيعة الحال و العادات و التقاليد الراجل منهم بيتجوز كتير و بيخلف كتير.. ولو توفى أحد أبناءه بيقوم يدفنه و يكمل حياته عادى خالص.

حمل السلاح و إطلاق النار منه على أشخاص و قتلهم بسبب مجرد خلاف بسيط هو شئ عادى بالنسبة لكتير المواطنين البدو.. خاصة لما يكونوا عارفين و متأكدين إن اللى عمل كده مش هيتم معاقبته.. و ده بالظبط اللى كان بيحصل طول السنوات السابقة قبل 2011.. و اللى عاش فى جنوب أو شمال سينا يعرف الكلام ده كويس.. و يعرف كماين الشرطة اللى كان بينضرب عليها نار من البدو لمجرد ان الشرطة ضايقت أو قبضت على عيل فيهم كان بيوزع مخدرات أو عمل مشكلة و بلطج على خلق الله فى أى مكان..

فى ظباط و أفراد شرطة و مدنيين ماتوا فى حوادث مشابهة على ايد بدو سينا و ماحدش كان بيسمع ولا يعرف عنهم و كان بيتم تسوية الموضوع بشكل أو بآخر علشان الدولة ماتدخلش فى مواجهات معاهم..

أنا بقول الكلام ده من واقع الحياة و من واقع تعاملى مع بعضهم و شهادتى على أحداث شوفتها بعينى و سمعتها بودنى ماحدش حكالى عليها..

أوعوا تصدقوا أى كلام يتقالكم إن غالبية بدو سينا نفسهم إن يتم تعمير سينا و الكلام ده.. بالعكس هم نفسهم ان الوضع اللى استمر لعقود يستمر على ما هو عليه.. ماتحاولش تقنعنى إن أشخاص بيدخلها ملايين و مليارات من تجارة السلاح و المخدرات و تهريب البشر لدولة الكيان الصهيونى ممكن يكونوا عاوزين حاجة زى كده تقف علشان يتحولوا لمواطنيين عاديين فى الدولة المصرية و يشتغلوا موظفين فى مؤسساتها أو أصحاب مشاريع يتعبوا و يجتهدوا فى كسب لقمة عيشهم بالحلال..

أجيال بقى نشأت و اتربت على كده و أصبحت لهم دولة داخل الدولة و تم التراخى و التخاذل و التأجيل تجاه اتخاذ موقف تجاهم زى أى حاجة تانية فى السنوات السابقة..

النهاردة بقى و من وقت ما تولى الرئيس السيسى الرئاسة إختلف الوضع و تم إتخاذ قرار لا رجعة فيه بضرورة حل و إنهاء ما عرف لسنوات “بدولة بدو سيناء”..

و طبعاً القرار ده تم استقباله من جانب نسبة كبيرة من بدو سيناء بالإعتراض و ضرورة التصدى له ولو بكل ما عندهم من قوة السلاح و العتاد و كره و ضغينة للشعب و للدولة المصرية..

أوعوا تفتكروا إن الدولة ماكنتش قادرة عسكرياً و كقوة و إمكانيات إنها تطربق سينا فوق أهلها كلها.. لكن زى ما ذكرت فى أول كلامى إن فى إعتبارات كتيرة ممكن تمنعها إنها تتخذ خطوة زى دى..

منها إن بالفعل فى ناس كويسة ما بين بدو سيناء و مش عاجبهم اللى بيحصل ولا عاجبهم معاداة اخوانهم للدولة و الجيش المصرى.. ده غير إن فى قطاع كبير من النساء و الأطفال و الشيوخ المغلوبين على أمرهم هيتاخدوا بذنب فئة تانية بتتاجر بهم و بمصالحها الشخصية و بيستعملوهم كدروع بشرية بيستخبوا و يعيشوا وسطهم بعد كل عملية إعتداء على الجيش و كماينه و عمليات زرع الألغام اللى بتحصد أرواح شهداء كتير من المصريين..

أنا لا بكره بدو سينا ولا لى موقف شخصى ولا عدائى معاهم ولا ينفع إنى أعمم كلامى السابق عليهم كلهم.. لان منطقى ان الخير و الشر يكونوا موجودين فى أى مكان تواجد فيه بنى البشر.. كل الحكاية إن الموضوع أخد طابع و وضع خاص فى سينا نتيجة لظروف و ملابسات معينة دون عن غيرها من المحافظات.. فكان طبيعى اللى حصل خلال عشرات السنوات السابقة من جانب معظم أهلها و سكانها و اللى بيحصل دلوقتى من جانب الدولة و رئيسها..

وعلى فكرة مش سينا ولا البدو بس هم اللى أخدوا طابع خاص و تم تركه لحد ما استفحل الأمر ووصل للى وصله.. أمور تانية كتير تم إهمالها للدرجة اللى اصبحت فى يوم من الأيام بتشكل خطر على الدولة و على أمنها القومى..

اللى الكل لازم يفهمه إن من هنا ورايح مفيش حاجة اسمها بدوى و لا عرباوى ولا قاهرى ولا منوفى ولا اسكندرانى ولا صعيدى.. ولا حتى فى مسلم أو مسيحى..

فى مواطن مصرى عايش على أرض الدولة المصرية اللى بتحكمها قوانين و عادات و تقاليد الكل لازم يلتزم و يعترف بها..

اللى هيلتزم بالكلام ده هيعيش فى أمان و سلام و يا أهلاً و سهلاً به على أرض مصر.. أما أى فرد او جماعة لها رأى مخالف فلازم يعرفوا إن مفيش مكان ولا وجود لهم بينا و إن يد الدولة و من خلفها من الشعب المصرى قادرة على ردع و ترويض أى كائن كان سواء من داخل أو خارج مصر.

#تحيا_مصر

 
 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *