أحمد إمام يكتب.. “جهاز الكفتة” عملية مخابراتية أم أضغاث أحلام ؟

السطور التالية ليست بوليدة اللحظة.. وليست بوليدة الأمس أو حتى وليدة عام مضى.. ما ستقرأونه تمت كتابته على صفحتى الشخصية بموقع التواصل الإجتماعى ” فيس بوك ” بتاريخ 17 مايو 2015..

كتبته وقتها رغم علمى بأننى قد أتعرض للسخرية من هنا و هناك.. فقط كتبته لقناعتى الشخصية بما أكتبه، ولكونى أعلم تمام العلم و أثق تمام الثقة بكونى سأستشهد بما كتبت يوماً ما.. لم أكن أعلم متى تحديداً سيأتى هذا اليوم.. كل ما كنت أوقنه أنه سيأتى..

تماماً كما أستشهد الرئيس عبد الفتاح السيسى يوماً ما بكلمات رددها على مسامع من يعادوه ممن هم أكبر منه سناً وقت أن كان طفلاً صغيراً بقوله ” بكره أكبر و أضربكم”

أعيد نشر هذه الكلمات بمناسبة ما حققته مصر من إنجاز و إعجاز علمى و عالمى بخصوص علاج فيروس ”C“

وكان هذا نص ما كتبت:

قد يتبادر إلى ذهن القارئ منذ الوهلة الأولى لوقع عينيه على عنوان المقال بأنه مقال ساخر يستهدف ما أعلن عنه يوماً من طرف المؤسسة العسكرية المصرية بصدد التوصل إلى جهاز يستطيع باَلية ما القضاء على فيروس سى القاتل.. وحقيقة الامر أن المقال فعلاً بهذا الصدد، ولكن ليس الهدف منه السخرية كما يتمنى البعض فى قرارة أنفسهم..

فأسمحوا لى ان أفوت عليكم تلك الفرصة.. فما كانت السخرية يوماً درباً من دروب معالجة ما آلت إليه بعض الأمور..

فكل ما فى الأمر هو شئ من التأمل و التدبر فيما حدث بخصوص هذا الصدد.. و كيف يمكن لمؤسسة عريقة، بل أقوى مؤسسات الدولة على الإطلاق( القوات المسلحة) أن تضع نفسها فى هذا الموضع؟

فالمنطق يشير إلى أن تلك المؤسسة ليس من عادتها التصريح إلا بما فاقت نسبة صحته “اليقين”!!

فلماذا خابت تقديراتهم هذه المرة؟ و بإفتراض أنه حدث.. فلماذا لم تعتذر المؤسسة العسكرية للشعب؟ لماذا لم تتم محاسبة و محاكمة من تورطوا فى الأمر.. سواء كانوا عسكريين أو مدنيين؟ لماذا تركوا الناس يقتلون الموضوع كلاماً و تحليلاً دون تصريح واحد منهم ؟ لماذا و كيف و لمصلحة من؟

لمصلحة من؟! هل يمكن أن يكون هذا حقيقياً؟ أم انها مجرد فكرة بهلوانية طرأت على تفكيرى؟ لا لا لا….لا يمكن أن يكون الأمر كذلك..

ولما لا؟ فهكذا تدار الأمور بعيداً عن عقول من ليسوا فى السلطة و موقع المسؤلية، خاصة لو كانت السلطة مخابراتية بحتة!!

هل يمكن أن كل ما حدث كان لمصلحة الشعب المصرى؟ هل يمكن أن تغامر مؤسسة عريقة كهذه بإسمها و سمعتها من أجل شعبها؟

الإجابة نعم فى حالة واحدة، ألا و هى: لو كانت تلك المؤسسة العسكرية تتسم بالشرف و الوطنية، فنعم قد تفعل ذلك و أكثر..

فما المانع من أن يكون هذا الإختراع فعالاً، ولو بدرجة كفاءة معينة قد لا تصل لنسبة 100 %.. أو قد لا يكون هناك إختراع من الأصل.. ما المانع من إعلان ذلك لغرض فى نفس القائمين على الامر؟ ما المانع من عملية مخابراتية إعلامية تمكننى من الحصول على عقار لهذا الداء اللعين بسعر 1% من ثمنه الباهظ ؟

ففى 26 فبراير 2014 تقريباً بدأ الحديث عن جهاز القوات المسلحة، وفى 1 مارس 2014 تم الإعلان عن هذا الإختراع رسمياً.. فى حين أعلنت وزارة الصحة بقيادة وزير الصحة السابق الدكتور عادل العدوى فى 12 مارس 2014 عن نجاحهم فى مفاواضات لتوفير علاج فيروس سى بسعر 300 دولار للعلبة فى الشهر بدلاً من 28 ألف دولار للعلبة فى الشهر، أى بما يمثل 1% من السعر العالمى !!!

هل لاحظتم المدى الزمنى بين الإعلان عن الجهاز و الإعلان عن توفير العقار بهذا السعر المتدنى؟!

عفواً.. أى عاقل يصدق أنه من أجل عيون المصريين تم تخفيض سعر الدواء ليصل ثمنه 1% من سعره العالمى؟ لا أعتقد ان مثل هذا الإجراء قد يحدث إلا لو إستشعرت مافيا صناعة الدواء عالمياً أن هناك ما قد يهدد عرش صناعتها، وقد يسبب لها خسائر فادحة قد تؤثر فى إقتصاد دول بأكملها..

فالفكرة كلها إن صحت.. أن هناك أعداد مهولة من المصريين مصابة بفيروس سى نتيجة الفساد الذى إستشرى فى عهد الرئيس السابق مبارك.. ويعتبر هذا الملف من أهم الملفات التى كانت ستواجه أى رئيس جمهورية سيتولى الحكم بعد ثورتين..

ومن منطلق منطق وواقع سعر العقار عالمياً، فلن يتمكن أى رئيس أياً كان بتوفير هذا العقار بأسعار تنال رضى الطبقة الكادحة، والذين تتفشى بينهم نسبة الإصابة بالمرض اكثر من غيرهم. وهنا يجيئ دور ذوى العقول لإيجاد مخرجاً مناسباً لهذا المأزق..

والبعض سيتسائل: وهل من السهولة أن تنطلى تلك الخدعة على دول عظمى فيتم إقناعهم بأننا توصلنا لطريق ما لعلاج هذا الفيروس اللعين؟ الذى هو فى الأساس من تخليقهم، ويمتلكون العقار المضاد له بأسعار بخسة مقارنة بما هو مطروح فى الأسواق العالمية؟

وبكل بساطة أقول لكم “نعم” يمكن خداع أى كائن من كان.. ما دام مصدر الإعلان و التصريحات هو مؤسسة عريقة مشهود لها بالمصداقية والجد و الحزم بين أرجاء المعمورة. وفى عرف مافيا أياً من صناعات الدواء و السلاح و المخدرات، لا تعطى فرصة لقوى أخرى لتنافس أو لتظهر على الساحة بمنتجات مشابهة او غيره.. فهنا يطبق مبدأ السلامة.. تماماً كما حدث عندما كثر الحديث عن وجود علاج غير مكلف لهذا الداء.. خاصة أن العلاج ليس كيمائياً..

فما كان منهم إلا توفير العقار مباشرة فى الأسواق و بأسعار خيالية بالنسبة لأصل سعره، فمكسب معقول أفضل من لا شئ على الإطلاق !

بالطبع قد أتهم بالمحاباة لنظام الرئيس السيسى، وقد أوصف بإتساع خيالى لدرجة الجنون، وقد يتم سبى و لعنى من قلة مريضة يعرفون أنفسهم جيداً، وقد يعتقد البعض أن اللواء عبد العاطى نفسه قد زج بى لكتابة هذه الكلمات !

وأخيراً يا عزيزى قارئ هذا المقال.. أنت لست مجبراً على تصديق ما جاء فيه، ولست مدعواُ حتى لقراءته.. فأنا شخصياً لا أدرى إن كان جهاز الكفتة عملية مخابراتيه أم أضغاث أحلام !

نهاية المقال..

اليوم فقط و بعد عامين تقريباً من كتابة الكلمات السابقة و بعد 3 أعوام تقريباً من الإعلان عن جهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس ” C ” تأكد لى و بما لا يدع مجالاً للشك أن الجهاز كان و ما زال يعمل بنسبة كفاءة 100 % و أن ما تم كان نوعاً من التفاوض بين العديد من الأطراف.. كان الطرف الرابح و  الأكثر حظاً فيهم المواطن المصرى..

عاشت مصر دولة لا تضاهيها أى دولة على وجه الأرض فى العمق!!

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *