31.3 C
مصر
28 مارس,2024
كتاب الحقيقة

مره واحد صعيدي

بقلم/ محمد غالب
عرف بعزته وبكرامته وبشموخه بخشونة يده إذا رائيه عرفت أنه صعيدي دون سابق معرفه سألته أنت من أين في الصعيد عرفته من لغته الفصحه المميزه 0أهمل من كل الحكومات جعل مسخره في التليفزيون من برامج او افلام هابطه او مسرحيات ولم يكتفي المصريون من إهانة الصعيدي فقام البهلونات بجعله نكته لا تحلي نكاتهم إلا بمره واحد صعيدي أو مره واحد بلدينا0
رغم أننا لم نسمع يوما عن تخلف الصعيدي عن دفع الجزية في القدم او انه تخلف عن دفع الضريبة والتقدم للتجنيد حديثا ؛ بل يسارع الصعيدي للتطوع رغبة منه في الدفاع عن الوطن ليصبح حراً كريما؛ يأبي الذل والاهانة ؛ ولم نسمع يوما ان صرح أوطالب بالانفصال كما فعلت دول اخري لكنه يعتز بمصريته ؛ فخور بها وسط الشعوب ؛ ورغم ذلك هو منسي من قبل كل الحكومات والرؤساء ؛ كأن الصعيدي كتب عليه الشقاء او انه ليس له اي حق من حقوق المواطنة ….. منذ ولادته يعيش في شقاء وعناء ؛ من لحظة ولادته بالمستشفي التي تعاني من نقص الخدمات الصحية وتدني مستوي الخدمة المقدمة ؛ وكم من طفلا مات لغياب طبيب او لعدم وجود اجهزة طبية تسعفه او تنجده من خطر الموت المحقق
وكم من الحوادث والكوارث التي حلت باهل الصعيد من قطار البدرشين إلى عبارة السلام إلي قطار اسيوط .
… الخ وغيرها العديد من مسلسلات القتل والثأر والحرق ؛ لقد اصبح الصعيد مهجورا لهجرة ابنائه الذين يخرجون او يفرون هاربين علي حد قول بعضهم للبحث عن لقمة العيش في اي مكان مهما كان . يذهبون لليبيا والسعودية والكويت والامارات وغيرها من البلدان العربية والاجنبية فقط للبحث عن مصدر رزق بعد ان ضاقت بهم الدنيا في بلادهم ؛ تاركين اطفالهم واسرهم بدون راعي او مسئول عن الاسرة ؛ فقط لهم الله اولا واخيرا .
يعيشون في بلاد الغربة غرباء عن وطنهم يعاملون معاملة متدنية كانهم عبيد او خدم ؛ وما ذهبوا الي دول الخليج الا ليصبحوا خدماً لامراء الامارات والكويت ؛ ورغم هذا كله لم تتكلف الدولة تعب الحديث عن حقوقهم او البحث عنهم لنجدتهم في ازمتهم ؛ فقط تكتفي بالمشاهدة ؛ حتي عندما يتحول الصعيدي لجثة هامدة صامتة تتركة الحكومة بدون اي عطف او رحمه او شفقه باسرته ؛ وكم من صعيدي مات بدول الخليج ولا يجد اي اهتمام من المسئولين لتكريمه حتي بعد مماته ؛ كأن الحكومة فرحه بتقليص عدد المصريين ؛ نعم هذا هو شعار ترفعة الحكومة المصرية ؛ حيث ياتي نعش المواطنين علي نفقة اقرابه او اصدقائه او بعض من المصريين المجاورين له يجمعون بعض الاموال ليتحملوا نفقة حمل نعشه علي الطائرة ؛ وما علي اهله الا الانتظار لمدة خمسة عشرة يوما او عشرين يوما ايضا جثثا هامدة فوق ارضيه مطار القاهرة لانتظار استلام الجثة ؛حتي في موته تتحمل اسرته العناء والمشقة …. هذا هو حال الصعيدي في دول الخليج
أما حالهم في بلدهم فهو اسوء حال فمنذ عدة ايام مضت حدث هز قلوب العالم مقتل الطفله هدي بنت مركز مغاغا محافظه المنيا التي قتلها جارها بعد محاولة اغتصابها وهي بنت اربع سنوات لم نجد اي من القنوات الفضائيه ألقى النظر لهذه الكارثه لم نجد ريهام عبد الغفور في صباياها تخرج تبكي كما فعلت في حادثة زينا بنت بور سعيد وكان هدي ليست مصريه لم نجد مظاهرات خرجت تطالب باعدام القاتل كما حدث مع زينا0
واخيرا أقولها بكل بكل فخر “مره واحد صعيدي” حكم مصر وقاد ثورتها الاولى تعاقب عليه رؤساء وعقبة حروب وثورات من السادات لمبارك للمجلس العسكري لمرسي لعدلي منصور ولكن مازالت صوره ترفع في الميادين ويطالب الشعب المصري كله برئيس يمشي على خطى الصعيدي”جمال عبد الناصر”
حمى الله مصر شمالها وجنوبها شرقها وغربها

أخبار ذات صلة

أضف تعليق