جريدة الحقيقة أون لاين

ما كانت أحرفي عبثاً

ريم إبراهيم

و ما كانت أحرفي عبثاً
و ما كانت حياتي صدفاً
و ما كانت كل اللحظات ملحاً
و لا كانت كلها عسلاً
عشت ألماً عشت أملاً
ذُبتُ شوقاً
وقعت أرضاً
وقفت صلباً
وصلتُ قمماً
سافرتُ دولاً
قابلت أمماً
صادقت بشراً
فما كانت أحرفي عبثاً
جُرحت يوماً
بكيت ظُهراً
صرخت عصراً
صليتُ فجراً
جائني فرجاً
ثم…

خيطت جرحاً
فرسمته علماً
جُرحت ثانيةً!
فكتبتُ رقماً
جُرحت ثالثاً!
فكتبت قصيدةً
جُرحت خامساً
فرسمت خريطةً
تكبر خريطتي
فصنعت عالماً
فما كانت أحرفي عبثاً
تألمتُ
تعلمتُ
فعلمتُ
بكيتُ
جهشتُ
فابتسمتُ
عانيتُ
عراضتُ
سئمتُ
فارتضيت
و إلى الله احتكمتُ
فما كانت أحرفي عبثاً

أحببتُ
اعترفتُ
فعشقتُ
و اشتقتُ
افترقت
فارقتُ
فتأقلمتُ
فعشتُ
فما كانت أحرفي عبثاً

سُئلتُ و تساءلتُ
غضبت و تساهلتُ
اتُهمتُ و تبَرَأتُ
عاقبتُ و اتعاقبتُ
توقفتُ و أكملتُ
ذهبتُ و أتيتُ
فعلت الأشياء و عكسها
إلا أني امرأة لم تفقد إيمانها
فما كانت أحرفي عبثاً

نزفت حبراً
بكيت بحراً
عاندت لا شراً
زرعت خيراً
انتظرت قبراً
أوتيت جبراً
فما كانت أحرفي عبثاً

سأرحل تاركةٌ للحياةِ عهداً
كنت حرة رغم كل ما كبلني
و كنت لكي قيداً (للحياة)
يموت بشرٌ
و تستقبل الأرضُ جُدداً
يلعنون الحياة
و يصنعون لمن عاندها مجداً
عاندت حياتي
لا كانت بزهوها تغريني
و لا بقسوتها تطأطئ جبيني
فما كانت أحرفي عبثاً
(ما كانت أحرفي عبثاً)

ريم_إبراهيم

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *