بقلم / دينا عبد القادر الحلو
جذبني -مثلما فعل بالكثيرين مثلي- مسلسل (ليه لا) ، خاصة بعذ اذاعة أغنية تتر المسلسل (اللي قادرة على التحدي) غناء المطربة الجميلة ذات الصوت الساحرآمال ماهر، حيث كانت يتم اذاعتها خلال الفواصل الاعلانية طوال شهر رمضان
هذا المسلسل -بطولة أمينة خليل- تم الإعلان عنه كفاصل اعلاني متخللا للخم الهائل من المسلسلات في شهر رمضان حيث كان تذاع اغنية تتر المسلسل بالصوت المميز امال ماهر مصاحبًا لمشهد بطلة العمل (أمينة خليل) وهى ترتدي الفستان الابيض أثناء عقد قرانها
وفجأة وبدون مقدمات تهرب من مراسم كتب الكتاب! هذا يذكرنا بأحداث الفيلم الأجنبي الشهير (العروس الهاربة) Runaway Bride)) بطولة الممثلة الشهيرة جوليا روبرتس وريتشارد جيير حيث كانت البطلة تهرب من كل عرس لها حتى انك قد تلحظ تشابهًا بين البطلتين!!
نعود لمسلسل (ليه لأ) والذي لم يتم اذاعته على التليفزيون المصري ولا على أي قناة فضائية خلال شهر رمضان! ولكن تم اذاعته بعد شهر رمضان عبر منصة أحد برامج ومواقع الانترنت-مسبقة الدفع- في سابقة قد تكون الأولى من نوعها تقليدا لبعض الدول وبعض المسلسلات التي تقوم بإذاعة حلقة أو أكثر كل أسبوع كنوع من أنواع جذب المشاهد وإحداث نوع من الاثارة والتشويق!
وتعتبر أمينة خليل من بطلات الجيل الجديد اللاتي حققن شهرة كبيرة خلال سنوات قليلة حيث تنحدر من أسرة فنية: فوالدها هو الموسيقار يحيى خليل، ونجحت في العديد من الاعمال الفنية مثل أدوارها الرومانسية في (ليالي اوجيني) و (جراند أوتيل) ، أما في هذا المسلسل فهى البطلة المطلقة للعمل الأمر الذي يؤكد سابقة نجاحها في جميع أدوارها وقدرتها على تحمل بطولة عمل درامي بمفردها!!
أما دورها في مسلسل (ليه لا) فقد جاء مختلفًا عن كل الادوار السابقة؛ فتاة ثلاثينية تعيش في منزل أسرتها مع والدتها (هالة صدقي) وتعمل هى وأختها في مصنع (خطوط موضة وملابس وأزياء) -هذا المصنع يملكه والدها الراحل وعمها
ويبدأ المسلسل بمراسم كتب الكتاب وفجأة تقف وسط عائلتها وتجري هاربة من عريسها ورافضة لتلك الزيجة مما جعل جميع أفراد أسرتها تغضب عليها ؛ وتبرر ما فعلته بأنها لا زالت غير مستعدة الآن للزواج!! ويبدأ عمها صاحب المصنع في معاملتها بشدة وصرامة عقابًا لما بدر منها؛ وأثناء محاولاتها للدفاع عن نفسها أمام أسرتها وتبرير ما فعلته من تصرفات واتهام الجميع لها بالشطط والجنون؛ وبينما هى تتفقد بريدها الإلكتروني ، تجد رسالة من منظمة نساء عالمية :تنظم مسابقة للبنات والسيدات على مستوى العالم مقابل منحة ودراسة بالخارج وجائزة قدرها عشرون الف جنيه استرليني وذلك مقابل شروط لابد أن تقوم المشتركة بتنفيذها أولا لكي تنجح وتكون مناسبة للاشتراك في المسابقة!! مثل أن تترك بيت أسرتها، وتعيش مستقلة بمفردها لمدة عام كامل ، وعندما حاولت (عاليا) -اسم أمينة خليل في المسلسل- التحدث مع والدتها بشأن هذه المسابقة لم تجد منها الا كل صد وعدم تجاوب ورفضت رفضًا قاطعًا!! فقررت الفرار من بيت أهلها! وبالفعل قامت عاليا بالهروب ليلا من منزل أسرتها بعد أن حزمت حقائبها وجمعت أغراضها ورحلت عن البيت ليلا بعد أن تركت رسالة لوالدتها!
وقامت عاليا باستئجار شقة في وسط البلد ونقلت إليها متاعها وأغراضها
وبالطبع حدث ما كانت تتوقعه بعد فرارها من المنزل ، انقلبت عليها الأسرة رأسًا على عقب!! وطردها عمها من العمل بالمصنع كوسيلة للضغط عليها أكثر ،وحتى لا يتوفر لديها المال الكافي للعيش بمفردها،حتى صديقتها الحميمة، انقطعت عنها بسبب رفض والدتها وخطيبها لما فعلته (عاليا) ،إذ كيف تترك فتاة (آنسة) بيت أسرتها لتعيش بمفردها!! ولكن كل هذا لم يمنع (عاليا) من استكمال حلمها لتحقيق هدفها وللبحث عن ذاتها ولتحقيق شخصيتها المستقلة بعد ثلاثين عاما من الأنصياع للأوامر وللنواهي!!؛ حتى حينما مثلت (الأم-هالة صدقي) أنها مريضة وملازمة للفراش بسبب كسر قدمها حتى تحن عليها ابنتها وتعود لحضنها ، إلا أن عاليا ذهبت لتطمئن عليها فقط وسرعان ما عادت أدراجها لشقتها وحياتها الجديدة!!
كان للمسابقة شروط كثيرة متعددة بدأت في تنفيذها وكان يساعدها ويدعمها في استكمال مسيرة تحقيق شخصيتها :خالتها (شيرين رضا) والتي هى الاخري تعاني من مشاكل في حياتها -فهي أنسة تبلغ الخامسة والأربعين من العمر-تعمل في شركة مقاولات وعقارات كبيرة-تحب زميلها -ابن صاحب الشركة-الذي يصغرها بعشرة أعوام ويريد الزواج منها رغم معارضة أسرته وأسرتها! ولكنها رغم كل ما تعانيه من شدة معاملة والدتها معها وما تواجهه من قسوة المجتمع ورفض الاهل لهذه الزيجة إلا أنها تحاول الوقوف دائما بجانب (عاليا) ومساندتها في تحقيق حريتها التي عجزت هى أن تبلغها!
نعود إلى بطلة العمل الدرامي (عاليا) التي بدأت بالفعل في تنفيذ شروط المسابقة بكل حماس -ضاربة بغضب أهلها عليها عرض الحائط- فقامت باحضار سبورة وكتبت عليها شروط المسابقة وبنودها: وبدأت بتغيير شكلها كما تنص بنود المسابقة ، وذهب لمصفف الشعر وقامت بقص شعرها – ولأنها كانت بحاجة للمال لتسدد ايجار الشقة ولتوفر تكاليف العيش بمفردها: بدأت تبيع في حليها ومصوغاتها الذهبية لتجد المال الكافي لتدبير شؤونها ،وكانت ترفض أية مساعدة مالية من خالتها أو من صديقاتها مرددة دائمة (أنا تمام)!!؛ وكان من ضمن شروط المسابقة أيضا أن تعمل في الوظائف الخدمية ، فقامت بالفعل بالعمل- كسائقة على سيارتها الخاصة- توصل الزبائن مثل شركات (اوبر وكريم وتوصيلة) ؛ولكنها اصطدمت بنوع سىء من الزبائن الذين اعتدوا عليها بالضرب المبرح!! فتركت هذا العمل ؛ثم عملت كنادلة في مطعم ايطالي كانت تذهب إليه دائما لتناول الطعام، وهناك تعرفت على صاحبه رشدى (تميم عبده) ونجله حسين (محمد الشرنوبي) الذي كان مرتبطًا بفتاة تدعى نانسي، ولكن عندما تعرف على عاليا وقع في حبها!! ؛وبالفعل أصبح هذا المطعم بالنسبة له ملاذًا ومرفأ وشط أمان ، كونت صداقة قوية مع صاحب المطعم (رشدي) أصبح لها بمثابة الأب ؛ وتعلمت الطبخ وهى لم تكن تعرف أبدا كيف تصنع اي طعام !! لا ادري كيف كانت على وشك الزواج اذن!!
ومن المميزات التي أثمرت عنها رحلة “البحث عن الذات” هى تعلمها لفن التصوير وذهبت للتدريب لدى استديو محترف في تصوير جلسات موديلات وموضة Photo sessions ،ولكنها تركته بعد أن قامت صاحبة الاستديو بنسب الصور لنفسها -دون أن تشير لعاليا بأي مجهود!! فقررت ان تصور وحدها بعد أن أهداها صديق لها كاميرته الخاصة ،واخذت تجوب الشوارع وتصور أجمل اللقطات ولكنه تعرضت ايضا للتحرش وللإعتداء من قبل بعض البلطجية الذين قاموا بتحطيم الكاميرا لها بعد محاولتها لتصوير سيدة بسيطة تجلس في الشرفة في منطقة شعبية !!
كما كان من ضمن شروط المسابقة العمل في مؤسسات خيرية فذهبت عاليا للتطوع والعمل في ملجأ لرعاية الكلاب ،وتعرفت هناك على الطفل الاسواني الجميل فارس الذي علمها كيفية تربية الكلاب ورعايتهم! ونشأت صداقة بينها وبين هذا الطفل واخذته في نزهة نيلية بعد ان تحررت من خوفها من ركوب القوارب النيلية!أيضا كان يجب على (عاليا) أن تفرط في شيئا تحبه جدا فقامت ببيع ساعة والدها الرولكس التي كانت هدية منه وكانت تعتز بها بدرجة لا توصف ولكنها شروط السابقة (التدرب عن كيفية حب والتعلق بالأشياء) !!
وفي سباق الأحداث وأثناء ارتيادها المطعم لتناول فيه وجباتها وايضا أثناء العمل فيه كنادلة لتحقق شروط المسابقة للعمل في قطاع الخدمات ، تقع في حب ابن صاحب المطعم (حسين) العائد من كندا بصحبة صديقته ليتفقد حالة والده الصحية -والذي لا يرضى نهائيا عن علاقة ولده بصديقته نانسي-، بينما نجد الأب يشجع ابنه على الارتباط بعاليا وبالفعل يقع في حبها وتنجذب له عاليا بعد اقترابها منه كأصدقاء تحكي له عن المسابقة وعن كل العقبات التي تواجهها ومساعدتها في التغلب على المشاكل التي تقابلها ،ومن ضمن ما حققته عاليا في مشوار تحقيق الذات استرداد حق من حقوقها وتنفيذ خط موضة وملابس هى وابن عمها بعد رفض عمها له في الماضي ونجحت في تصوير التصميمات التي كانت قد صممتها من قبل ونشرتها هي وابن عمها على صفحات الفيسبوك لتحقق نجاحا ورواجا وطلبيات كثيرة على المصنع لهذه النوعية من الملابس وبالفعل يوافق العم على فتح خط جديد لهذه الملابس وإعادة عايا للمصنع بعد طردها منه وتعيينها في مجلس ادارة المصنع ولكنها ترفض الوظيفة التي تقيد حريتها من التاسعة للخامسة مساء ، وتكتفي بهذا النجاح لجلسات تصويرموديلات الملابس التى صممتها ،وتقوم بافتتاح معرض يضم كل الصور التي قامت بتصويرها بمساعدة حسين ويلقي المعرض نجاحاً هائلا مدويًا ويحضر كل افراد أسرتها ليشهدوا لحظة تحقيق حلمها ويباركوا ما حققته من نجاح وطموحات! وبذلك تكون عاليا تحررت من خوفها ومن سيطرة أسرتها عليها!! مع أن مشاهد المسلسل في البداية لم تظهر أي تحكم او غلظة من قبل الأم؛ وفي النهاية سجلت عاليا فيديو ونشرته على وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك وحكت عن تجربتها وكيف أنها تعلمت خلال عام واحد ما لم تتعلمه طوال حياتها وانها حققت شخصيتها المستقلة وعرفت ما تريده حقا في الحياة وتحررت من فرض وصاية الأسرة عليها! وحكت عن المسابقة وشروطها لتتلقى تعليقات أن هذه المنظمة لا وجود لها ليتضح لنا في نهاية المسلسل أن خالتها هى من أرسلت لها الرسالة وأنه بالفعل لا وجود لهذه المنظمة أو المسابقة وفعلت ذلك لتشغلها وتلهيها عن غضب أسرتها عليها ولتجعلها تحقق ما عجزت هى عن تحقيقه من حياة مليئة بالأهداف والطموحات والبحث عن الذات – ولكن (عاليا) لم تصطدم ولم تحزن كثيرًا لما عرفته من حقيقة عدم وجود المسابقة ،فلقد كانت أيقنت بمرور الأيام انها لا تريد السفر وتريد البقاء في مصر خاصة بعد وقوعها في حب حسين وأيضا عندما أدركت أنها يمكنها تحقيق ما تصبو إليه داخل بلدها!! وفي النهاية توافق الأم على اختيار ابنتها وعلى زواج (عاليا) بحسين بعد أن سافر لكندا لاستكمال درجة الدكتوراة وتواصل معهم عبر الانترنت لطلب يد عاليا !
المسلسل يقع في خمسة عشر حلقة وكان يذاع ثلاث حلقات أسبوعيا؛ ولكنني لم يعجبني اذاعة المسلسل عبر منصة مواقع الانترنت الخاصة المدفوع اشتراكها مقدما، كما ل يروق لي إذاعة حلقات المسلسل على فترات متقطعة، الأمر الذي يجعل المشاهد ينسى تسلسل الأحداث ولم يحقق عنصر التشويق المنشود بل جعلني أنسى أحداث المسلسل في زحام الحياة اليومية!! وهل سيتجه المنتجون لإذاعة مسلسلاتهم على الإنترنت لتحقيق مكاسب مالية عبر الانترنت والاعلانات التي لم يخل المسلسل منها على موقع “شاهد”!!
وفي سياق الأحداث نجد الام نفسها قد تغيرت وبعد أن كانت تقضى وقتها أمام المسلسلات ذهبت للعمل في مصنع زوجها الراحل !! كما لو أن المسلسل يدور حول نساء تحققن ما أخفقن في تحقيقه طوال العمر!! كما تنجح الخالة شيرين رضا في التحرر من خوفها من نظرة المجتمع وتقرر الزواج ممن ملك قلبها حتى لو كان يصغرها بعشرة اعوام وتنجح في تحقيق سعادتها!! حتى الصديقة المقربة لعاليا والتي ابتعدت عنها بسبب زوجها الفظ الذي لا يجيد التفاهم ولا يريد منها الا تنفيذ والانصياع لأوامره دون تفكير والذي كان يعاقبها بالضرب اذا بدر منها ما لا يحب : بدأت هى الاخري في الثورة ضد زوجها والتعبير عن رأيها بعد أن كان الخوف يلجمها ويشل لسانهاّّّ!! أي أن العمل الدرامي كله يعد نوعًا من أنواع “الأدب النسائي” الذي يتناول مشاكل المرأة في المجتمعات العربية !
كما أن هناك اتجاه ساد بشكل ملحوظ في أحداث المسلسل من تقليد واضح لعادات الأجانب؛ حيث يهجر الشاب او الفتاة منزل الأسرة بعد السادسة عشر لتحقيق شخصايتهم المستقلة وهذا يتنافي مع عاداتنا وتقاليدنا الشرقية، فكيف يمكن لفتاة أن تترك منزل أهلها لتعيش في شقة بمفردها لكى تحقق حريتها!! وهل من الصعب ان تحقق أحلامها داخل بيت أسرتها! بالطبع لا! فالمجتمع يزخر بمئات الآلاف من النماذج الناجحة لفتيات وسيدات وصلت لأعلى المراكز وحصلن على أعلى الدرجات العلمية وهن في كنف أسرهن!!
أيضا من مظاهر التقليد الأعمي للغرب التي لاحظناها جميعا في المسلسل مناداة (حسين) لأبيه باسمه مجردا (رشدى)!! وليس يا “أبي” او “بابا “او “أبتاه” او حتى يا “يا آبا” هههههههه كما لو أن التحضر والمدنية والتقدم وثمرات السفر للخارج هو مناداة الأب باسمه مجردًا من كلمة بابا ، ايضا اقتران “حسين” بصديقته “نانسي” دون زواج طوال فترة دراسته بكندا وعيشهما معًا في منزل واحد دون أي عقد شرعي !!! أيضا القبلات والأحضان بين أبطال المسلسل وبين غير المحارم ( مثلا بين عاليا ورشدي حتى لو كان شيخًا كبيرًا) وكأننا في “أوروبا والدول المتقدمة هههه ” وليس في مجتمع شرقي محافظ متدين بطبعه، وكأنه فيلم وليس مسلسلا دراميًا حيث اعتدنا أن تكون المسلسلات أكثر حشمة ووقارا واحترامًا عن الأفلام، ولكن صناع العمل أبوا إلا أن يقلدوا الاجانب في عادتهم وتقاليدهم التي تتنافي مع عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف ! ولا مانع أن تسافر الفتاة وحدها لقضاء ليالي سفاري وسط الصحراء مع مجموعة من الشبان والفتيات ثم يحضر لها حسين فجأة للاحتفال بعيد ميلادها وسط الصحراء واعلان حبه لها ورغبته في السفر لكندا لاستكمال ما بدأه من دراسة واصطحابها معه ولكنها ترفض السفر وترغب في البقاء في مصر!!
أكرر أننى لست ضد أن تتعلم الفتاة وتدرس وتعمل وتسافر وتسعى إلى تحقيق أحلامها وأهدافها وكينونتها وتثبت قدرتها على تكوين شخصيتها المستقلة والإعتماد على نفسها وان يكون لها عملها الذي يدر عليها دخلا ويوفر لها العيش الكريم دون انتظار من ينفق عليها، كل هذا جميل وكفله الإسلام وكفل للمرأة حريتها وضمن لها ذمتها المالية المستقلة وضمن لها حقوقها وميراثها وصان كرامتها، ولكن كل ذلك يمكن أن يتم داخل إطار بيتها وسط أسرتها وتحت رعايتهم وكنفهم، حتى أن المجتمع العربي لا يكن احترامًا لمن تفر من بيت أسرتها بل يحمل نوعًا من الاحتقار والإزدراء لفتاة تعيش وحدها في شقة مفروشة!!! والرجل الشرقي لا يحترم ولا يرضى الارتباط إلا بالفتاة التي توقرأسرتها وتحترم عائلتها ليذهب لطلب يديها منهم!! ، فالزواج ليس رجل وفتاة بل ارتباط أسر بعضها ببعض !! فنحن نعيش في مجتمعات عربية إسلامية وليس في أوروبا!! لسنا ضد التعلم والعلم والعمل! ولكن ضد الحرية اللامحدودة والاختلاط غير المبرر وتقليد الاجانب والذوبان في شخصية المجتمعات الأوربية بكل ما تحمله هذه المجتمعات من قيم كثيرة تتنافى مع سمات مجتمعاتنا الشرقية!! ، شيئًا فشيئًا سنجد المسلسلات والأفلام تنادي بحرية المرأة المطلقة في الجنس دون زواج وضرورة تخليها عن عذريتها قبل الزواج مثل الاجانب!!!! فالحذر الحذر!!! ولكن تحية للفتاة التي استطاعت أن تحقق لنفسها هدفًا جديدًا بعد الثلاثين ،واستطاعت أن تكتشف في نفسها مواهب وامكانيات لم تكن تعرفها من قبل ! والتأكيد على أن امكانية تحقيق الذات يمكن أن تتم في أي مرحلة عمرية ويمكن للانسان تغيير مسار حياته وعمله ومهنته عندما يريد وأنه لا يزال هناك وقت للتغيير للافضل!! كما أن يمكن لنا تحقيق ما نصبو إليه من آمال وطموحات داخل بلادنا وليست دائما عن طريق السفر للخارج ، فالوطن في حاجة لسواعد شبابه!!
لا تأكل كل طبق تقدمه لك وسائل الاعلام في هذا العصر …
بل اكاد أقول ، لا تأكل أي طبق تقدمه لك وسائل الاعلام في هذا العصر .
اضاءة
شاهد كل ما يمكنك من مواد اعلامية، استفد منها، اترك الغث والقبيح ، وانتق واختر فقط ما يناسبنا!!
فالخوف على الاجيال الصغيرة ألا يمكنها تمييز ما يقدم لها عبر الشاشات وتقلد ما يقدم لها دون وعي أو تفكير وهنا يكمن دور الأسرة!! فالحذر الحذر!!
اترك تعليقاً